شيعت جنازة الفقيد محمد المجدوبي ، المناضل الكبير وأحد أقطاب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، في موكب جنائزي رهيب يوم الخميس 5 غشت 2010 بمقبرة ويسلان ، التي كانت له فيها معركة نضالية حتى تنعم فاس بمقبرة تليق بمواطنيها، وذلك إلى مثواه الأخير بعد مرض لم ينفع معه علاج، تاركا وراءه حياة حافلة بالنضال المستميت من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والعمل التطوعي والخيري ، نظرا لما كان يتسم به من صفات الرجل المناضل الصلب والنزيه ، مكرسا حياته لخدمة المبادئ النبيلة ولقضايا المجتمع المغربي سياسيا ونقابيا والدفاع عن القيم السامية التي كان يؤمن بها. وقد حضر مراسيم الجنازة عدد كبير من الإتحادين، يتقدمهم وفد من المكتب السياسي يضم كلا من الإخوة فتح الله ولعلو وعبد الهادي خيرات ومحمد عامر ، والأخ محمد الريح عن الكتابة الجهوية لجهة الرباط زمور زعير، إلى جانب أعضاء من المجلس الوطني وأعضاء الكتابة الجهوية والإقليمية بفاس ، بالإضافة إلى عدد من قيادات الحزبية بالمدينة وأعداد غفيرة من مناضلي الحزب ورفقائه في النضال في التنظيمات السياسية والنقابية وإخوانه في التعليم، الذين عايشوا الراحل واحتكوا به وبخصاله الفضيلة ومميزاته. وباسم المكتب السياسي للحزب ألقى الأخ فتح الله ولعلو كلمة تأبينية ، أشار فيها إلى المسار النضالي لهذا الرجل الإنسان ، كما استحضر معظم المحطات التي وقف فيها المرحوم بقوة وصلابة في مواجهة مخططات الاستعمار والتي سجن على إثرها وهو طالب بجامعة القرويين ، وبمساهمته في إذكاء جذوة النضال من أجل إعطاء مضمون تحريري لاستقلال البلاد، مذكرا الحضور بفترة انتفاضة 1959، والتي بعدها توسع إشعاع المرحوم بفضل حركته الدائبة وتوسيع دائرة نشاطه عن الواجهات السياسية والنقابية والإعلامية ، فكان الرجل المستقيم والثابت على المبدأ، المثابر على أداء المهام النضالية في نصرة قضايا المظلومين والمضطهدين، والمدرسة التي أطرت الأجيال من خلال الخلايا الحزبية قبل أن يصبح أول المفتشين الأولين وأحد الخبراء الكبار لوزارة التربية الوطنية، لذلك أصبح مرجعا أساسيا من مراجع المنظومة التعليمية ، عرف بمناهضته القوية خلال نشاطه بالوزارة وداخل البرلمان لكل مظاهر الإهمال والتقصير والتلاعب. وفي ختام كلمته التأبينية ، تطرق الأخ ولعلو إلى علاقة المرحوم بالساكنة المبنية على الصراحة ، التي جعلته ينال ثقة الجماهير الشعبية في بداية المسلسل الديمقراطي إلى آخر رمق له في تدبير الشأن العام . وقد أجمع أصدقاؤه على أنه كان رمز النضال ، وعنوان الثبات على الحق ، والاستماتة في سبيل المبدأ، والرجل الذي امتحنته المواقف فأبلى فيها البلاء الحسن، وجسد معنى النزاهة والمسؤولية في ممارسته وعمله، فتشهد له فاس بمثاليته في الانضباط وصموده على الخط . وإنا لله وإنا إليه راجعون.