في موكب جنائزي رهيب لم تمنعه التساقطات المطرية، شيعت يوم الخميس 11 مارس 2010 بفاس جنازة المناضل مصطفى حافيض عن عمر يناهز 48 سنة ، إلى مثواه الأخير بعد صراع مرير مع المرض ليسلم الروح إلى باريها يوم 10 مارس 2010 بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، تاركا وراءه حياة حافلة بالنضال المستميت من أجل الحرية و الديمقراطية و العمل التطوعي و الجمعوي، نظرا لما كان يتسم به الفقيد من صفات المناضل الصلب و النزيه في كافة المحطات و المعارك، مكرسا حياته لخدمة المبادئ النبيلة و الدفاع عن القيم السامية في سبيل تحقيق مشروع مجتمعي ديمقراطي و عادل. و قد حج العديد من الإتحاديات و الإتحاديين بعيون دامعة و قلوب خاشعة يتقدمهم الأخ حسن طارق عضو المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية و الأخ عبد الرزاق حنوشي مدير ديوان وزير التشغيل الأخ جمال أغماني و جواد شفيق مدير ديوان وزير الدولة الأخ محمد اليازغي، إلى جانب أعضاء الكتابة الجهوية و الإقليمية بفاس و مدير مكتب الجريدة بفاس الأخ عبد الرحمان العمراني، كما حضر مراسم الجنازة الرئيس الوطني لجمعية الأوراش المغربية للشباب الأخ عزالوطن اكديرة و أعضاء المكتب المركزي لحركة الطفولة الشعبية و الوفد المرافق لهما، بالإضافة إلى عدد من قيادات الحزبية بالمدينة و أعداد غفيرة من مناضلي الحزب و إخوانه و رفقائه في النضال من التنظيمات الشبابية السياسية و الجمعوية و الهيآت الحقوقية. عرف الفقيد بين إخوانه و رفاقه بالذكاء و النظرة الثاقبة و التحليل الدقيق و العميق و الموضوعي ، كما عرف بالنقاء و العفة و الجرأة في المواقف و نكران الذات ، و التصدي لكل الإنزلاقات و الإنحرافات مهما كان الثمن، و عزوفه عن السعي إلى المواقع و المناصب. و قد دشن إلتحاقه بحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية مباشرة بعد تأسيس الشبيبة الإتحادية و شارك و هو يافع في أول حملة انتخابية عرفها المغرب سنة 1976 و 1977 ، و تحمل مسؤولية مداومة مقر الحزب بفاس نهاية السبعينات، ليتفرغ أنذاك لمتابعة دراسته من جهة و تنظيم عمل الشباب الإتحادي في العمل الجمعوي من جهة أخرى، حيث كان عضوا نشيطا في حركة الطفولة الشعبية ثم في جمعية الأوراش المغربية للشباب ليربط بذلك علاقات أخوية قوية مع كل من جايلوه أو تتلمذوا على يده، خاصة و أن مصطفى عرف بنزوعه نحو التوفيق بين الآراء و نبذ التطرف رافعا شعار أن المحبة و التطوع و خدمة الإنسان هو ما يجمعنا . و قد ظل صديقا و فيا لكل أجيال الشباب الإتحادي و لن ينسى له هؤلاء الشباب أبدا ، أنه ساهم بقوة في تمويل و نجاح ورش الأمل بفاس سنة 1999 لما كان يتقلد مسؤولية رئاسة مصلحة الثقافة و الإعلام ببلدية فاسالمدينة، بحيث لم يقتصر عمله على ما هو إداري صرف، بل تحول إلى رائد للمتطوعين الشباب مدافعا عن فكرة الورش، كما لن تنسى له فاس ، أنه كان وراء أول أسبوع للنظافة عرفته المدينة سنة 2001.