تعيش الكثير من الاحياء بمدينة سلا فوضى عارمة بسبب تناسل "الفراشة " الذين احتلوا كل الأزقة، والطرقات الى الحد الذي أصبح مرور السيارات أمرا مستحيلا ، كل هذا، والسلطة «تتفرج» بدعوى أن هناك تعليمات بعدم التدخل ! هذا السلوك «السلبي» من طرف السلطة، جعل "الفراشة" لايعيرون اي اهتمام لاحتجاجات السكان ،بل ان هناك من السكان من اصبح غير قادر على الاحتجاج على الاضرار البليغة التي لحقت بمحيطه.فحي اشماعو الذي كان من الاحياء النموذجية والنظيفة ، أصبح عبارة عن مزبلة، حيث الروائح الكريهة تنبعث من كل مكان كما أن الشارع الرئيسي أصبح عبارة عن سوق يومي احتلت فيه مواقف سيارات ،ونصبت فيه الخيام ليلا ونهارا، وحوصرت فيه المنازل الى الحد أنه لم يعد هناك منفذ لولوجها ، كما أن السيارات لم تعد قادرة على المرور من شارع حمان الفطواكي الذي يعد الشريان الرئيسي لحي اشماعو. وإضافة الى الضوضاء وروائح أحشاء الاسماك التي ترمى في وسط الشارع بدون حسيب أورقيب، اصبح الليل خطرا على السكان حيث أصبح الشارع مكانا مفضلا لاحتساء الخمر «على عينك ابن عدي»، واصبح تناول المخدرات شيئا مألوفا .الاخطر من كل هذا هو تلك الصراعات التي اصبح الحي يشهدها والتي يكون سببها التنافس على الاماكن او وصول بعض الباعة حالة متقدمة من السكر،وقد كان آخر المشاهد الخطيرة هو مشادة كلامية تحولت الى استعمال الأسلحة البيضاء ، أصيب على اثرها احد الباعة بطعنة في عنقه وأخرى في يده، الشيء الذي زرع الرعب والهلع في السكان خاصة الاطفال والنساء منهم ،نظرا لمنظر الدماء ،"والتشيار " العشوائي بالسيوف.ومثل هذا السلوك تسبب لأحد التجار في خسارة كبيرة عندما تم الاعتداء على متجره من طرف احد الشبان الذي كان في حالة هستيرية، لم يفرغها الا في سلعته المكونة من الاواني الخزفية ، والزجاجية ! الزحف الخطير "للفراشة" بحي اشماعو تسبب في الكساد للكثير من التجار والباعة الى درجة أن منهم من أغلق ، وهناك من اضطرالى استبدال تجارته بتجارة اخرى لاينافس فيها من طرف "الفراش" . الخطير ان هناك من السكان من يفكر في بيع مسكنه والانتقال الى حي آخر لأن السلطات ورغم توصلها بالكثير من العرائض من طرف السكان والتجار ،فإنها لم تقم بأي إجراء لحمايتهم. وأمام سكوت السلطات المحلية ، فإن المتضررين يفكرون في مقابلة عامل سلا ، والذي أصبح مطالبا بالوقوف على معاناة قاطني حي اشماعو مباشرة ليعرف عن قرب مدى الاحتقان الذي يعيشه السكان ،الذين يفكرون في المطالبة بالترخيص لتنظيم وقفات احتجاجية أامام العمالة لاسماع صوتهم!