تلقى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري الأسبوع الماضي، تحذيرا من واشنطن والرياض بعدم العودة إلى بيروت. ويعيش سعد الحريري لاجئا بين باريس والعاصمة السعودية - السبب في ذلك: معلومات استخباراتية أمريكية وسعودية تخشى من احتمال اغتياله. والمعروف أن السياسة التي تنهجها دمشق عموما تتمثل في تصدير صراعاتها الداخلية إلى خارج البلاد بدءا بلبنان، ساحة نفوذها السابقة. وتعتقد نفس المصادر الاستخباراتية أن النظام السوري قد ينظم اغتيال الحريري بهدف خلق صراع طائفي بين السنة والشيعة في بلاد الأرز. وهكذا سيتم تحويل أنظار المجتمع الدولي ويفسح المجال لنظام بشار الأسد لسحق الثورة الداخلية بذريعة أن الأمر يتعلق هنا أيضا بحرب أهلية ضد الحريري، تشير مصادر لبنانية الى أنه صدر إنذار جدي أول على طريق مطار بيروت قبل حوالي أسبوع. دمشق حققت انتصارا سياسيا هذه المرة لدى جارها الضعيف من خلال تشكيل حكومة جديدة الأسبوع الماضي موالية لها. والتي تم تنصيبها بضغط قوي من حزب الله، حليف دمشق الأساسي في الساحة اللبنانية. وما يريده النظام السوري هو توسيع دائرة الأزمة الداخلية غير المسبوقة في سوريا لتشمل كل المنطقة. وقد أشار حسن نصر الله زعيم حزب الله بوضوح الى أن سقوط نظام بشار الأسد قد يؤدي إلى حرب أهلية شاملة في سوريا بتداعياتها المحتملة حتى العربية السعودية. نلاحظ أيضا أن النظام يحاول إظهار أن الجيش يتدخل في المدن المتمردة الواقعة غير بعيد عن المناطق الحدودية للبلاد، محاولا نشر الاعتقاد بأن الثورات مدبرة من الخارج. حتى الآن لم ينجح النظام تماما في استراتيجية اتهام جهات خارجية. وهكذا خسر الورقة الفلسطينية بدفع شبان لاجئين إلى الموت باقتحامهم للحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان. قرب دمشق. فقد أيضا ورقة حماس، الحركة السنية المقربة من الإخوان المسلمين، والتي لم تتضامن معه. ويمكن أن نتوقع كذلك أن يحاول زعزعة استقرار العراق من خلال التفجيرات ودائما في محاولة للتأكيد على أن الأمن في المنطقة لا يمكن أن يتم بدونه. ويبقى أن حركة التوتر، وبعد ثلاثة أشهر على انطلاقها، لم تضعف وفي نهاية الأسبوع الماضي دعا المناضلون الموالون للديمقراطية إلى يوم للمظاهرات تخليدا لذكرى المناضل صالح العلي، أحد أبطال الثورة ضد الانتداب الفرنسي وأحد الوجوه العلوية البارزة، وهي رسالة من المعارضة تمد من خلالها اليد تجاه هذه الأقلية التي ينتمي إليها جناح الأسد. عن ليبراسيون.