اسماعيل زويريق، شاعر وكاتب وفنان تشكيلي مراكشي أصيل، فاق ببذخه الإنساني وبكثير مجموع إصداراته التي بلغت 33 إصدار و21 مخطوط جاهز للطبع، و15 معرضا نظمت لأعماله الفنية. ويعتبر اليوم أكثر الكتاب المغاربة حضورا في الملتقيات واللقاءات وأكثرهم تكريما وربما يجد الرجل القليل من العزاء في هذه اللفتة الإنسانية النبيلة من إطارات جمعوية موزعة على التراب المغربي وحتى في مداشره..هؤلاء يدركون قيمة رموزنا التي تغيب على مشهد المؤسسات الثقافية. وقد لمح الكاتب اسماعيل زويريق في أحاديثه الى هذا «الجفاء الغريب» الذي قوبلت به إصداراته ومشاريع أنطولوجياته بدءا من «شواعر من المغرب»، من لدن السلطات الوصية على الثقافة أو من طرف المؤسسات الثقافية الفاعلة في هذا الباب بالمغرب. يواصل الكاتب اسماعيل زويريق إنتاجه الإبداعي والنقدي بإصدارات حديثة، صدرت هذه السنة جميعها عن دار وليلي للطباعة والنشر بمراكش. هتاف الألم: شعرية الموت «هتاف الألم» ديوان شعري أشبه بالسيرة، حيث يعود الشاعر اسماعيل زويريق الى لحظة تاريخية محددة، حالة مرض عرضي أنتهت بإجراء الشاعر لعملية جراحية حساسة للغاية، قصائد مشبعة بالألم والجراحات..لحظة تجلي وجودي يعيد الشاعر كتابة «وصيته» تاركا للغة الشعرية عنان التنفيس عن شجونه وآلامه. يقع الديوان في 94 صفحة، ويضم ثماني قصائد تبدأ ب»هتاف الألم» وتنتهي ب»وصية» والمثير أن الشاعر يضيف للديوان باب «من سيرتي الثقافية» وكأنه أعد كل شيء...لكن، للقدر سلطة أخرى واختار الشاعر أن يظل مغردا بين «عصافيره» ينشدها تراتيله.. «لم تبق إلا دقائق كي تنتهي المرحلة» ص5 «آه ما أقرب الشاطئ» في شعرية الموت يعيد الشاعر كتابة «اطبيوغرافيته الشعرية من خلال قصيدته «هتاف الألم» و «بيتنا القديم» ومن خلالها يعيد تشكيل ذاته وكينونته وصوته الموجع. وتبدو قصيدة «بيتنا القديم» استكمالا لنصه الأول «هتاف الألم» الذي جاء صدى لتلك «الأزمة الصحية التي ألمت به سنة 2008» وهكذا يستعيد الشاعر سيرته شعريا كي تتحول الى شريط بصري يخطه بعناية. ديوان «هتاف الألم» ديوان في شعرية الموت والوجع الإنساني المفتوح. الجزء الثالث من «على النهج» : المديح النبوي بدعم من المجلس العلمي المحلي بمراكش، صدر للشاعر اسماعيل زويريق ديوان «على النهج» في جزئه الثالث، من سلسلة خاصة بالمديح النبوي. الجزء الثالث خصصه الشاعر لنفحات من «سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم». يقع الديوان في 192 صفحة من الحجم الصغير كتب الجيب، وقد كان الجزء الأول والثاني موضوع ندوة علمية نظمها النادي الأدبي بمراكس شارك فيها نقاد أضاؤوا بدراساتهم النقدية وقراءاتهم معالم تجربة الشاعر زويريق وخصوصيتها. وعن دواعي إصدار الجزء الثالث من «على النهج» يؤكد الشاعر اسماعيل زويريق: «وجدت في حياة الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم ما يمكن أن ينتشلني من دوامة الحال التي أجلتنا عن كل القيم، وأنأتنا عن أحسن الشيم»/ص19. شعراء من المغرب: الجزء1 حرف الألف بعد إصداره الهام «شواعر من المغرب» أطلق الشاعر اسماعيل زويريق الجزء الأول من أنطولوجيته الموسعة الخاصة بالقصيدة المغربية الحديثة، شعراء من المغرب في الجزء الأول حرف الألف. يقع الكتاب في 188 صفحة، وسيتلوه أجزاء أخرى. يضم الجزء الأول 69 شاعرا فيه تعريف مختصر بالشاعر وبتجربته الشعرية الى جانب مختارات من قصائده. ويحصر الشاعر اسماعيل زويريق في نهاية الكتاب لائحة من الشعراء لم يتوفر على معلوماتهم أو لم يجد نسخة من دواوينهم، ويمكننا أن نتفهم الأمر بحكم الرهان الكبير الذي يفتح هذا العمل العلمي والذي يحتاج لانخراط واعي من أطراف مدعمة تستطيع توفير شروط البحث العلمي الى جانب لجنة تستطيع الاشتغال بشكل جماعي. وقد سبق للشاعر اسماعيل زويريق أن اشتكى من هذا الغبن المضاعف الذي تواجه به بعض مشاريعه في هذا الباب، بحكم أن الأمر لا يتعلق بإصدار شخصي بل بأنطولوجيا موسعة وضخمة تحصر الشعر المغربي الحديث، وهو ما يدفعنا الى التساؤل عن سر التهميش التي تتعرض مبادرات من هذا القبيل، عكس أخريات. وقد فكر الشاعر منذ إصداره الأول لكتاب «شواعر من المغرب» أن يعود لإصدار طبعة ثانية منقحة ومزيدة بمعلومات ضافية جديدة لكنه تخلى عن الأمر في آخر لحظة. ورغم ذلك أصر على مواصلة المسير بثبات. وهكذا صدر الجزء الأول من كتاب «شعراء من المغرب» ونأمل، كما يتمنى هو أيضا، أن تتوفر الشروط المواتية ليتمم مشروعه الكبير حول الشعر المغربي الحديث تعريفا للدارس والباحث. ولا ننسى أن الشاعر اسماعيل زويريق يصدر جميع هذه الكتب عن نفقته الخاصة وهذا معطى «تراجيدي» يحتاج لوقفة أخرى..