امتدت فعاليات ملتقى جرسيف الرابع للشعر والتشكيل الذي نظمته جمعية الهامش الشعري بجرسيف على امتداد يومين (20 21/05/11 ) بفضاء دار الطالب تحت شعار:”البعد الصوفي في الشعر والتشكيل”. وقد استطاع هذا الملتقى الذي نظم بدعم من عمالة جرسيف وجمعية غصن الزيتون وجماعة صاكا والمديرية الجهوية للثقافة بتازة وغيرها من الفعاليات خلال هذه السنوات أن يمثل إضافة نوعية ومميزة في المشهد الشعري المغربي وأن يستقطب إليه الشعراء من كل جهات المغرب ومن خارجه. كان للجمهور الحاشد الذي حج إلى المكان موعد مع افتتاح الملتقى الذي حضره السيد عامل الإقليم والمصالح الخارجية.وقد خص الشعراء والتشكليين باستقبال،ثم افتتح المعرض التشكيلي الجماعي “سفر على الهامش” بالاستماع إلى شروحات الفنانين المشاركين ؛وهم:أحمد الشرقاوي محمد الشريفي دكاري عز الدين حسن بوزين حمودان أنس قانيبو محمد صابر عبد الاله طيبي صلاح يطون عادل زبادي عادل في بدء أولى فعاليات الملتقى استهل الشاعر محمد زرهوني الافتتاح بكلمة ترحيبية بالمشاركين الذين لبوا الدعوة وتجشموا في سبيل ذلك متاعب السفر من داخل أقاليم المغرب ومن خارجه وبالضبط من العراق والجزائر، كما شكر المساهمين والمدعمين للملتقى حتى يبقى الجمال مرفرفا فوق هذه البقعة المنيرة في المشهد الشعري المغربي. وأشار إلى أن الجمعية دأبت على تكريم مبدعين تميزوا وطنيا ودوليا وإنسانيا ، أحياء وامواتا.ولذا اختارت هذه الدورة تكريم الشاعر المغربي الأصيل المتواضع الحامل لقلب بحجم الوطن، ألا وهو الشاعر علال الحجام المزداد بمكناس سنة 1949، وروح الفنان التشكيلي المرحوم أحمد الشرقاوي من أبي الجعد(1934 1967) الذي لبت عائلته دعوة الملتقى بكل تواضع وأريحية، فحضر كل من شقيقه محمد وابن شقيقه الكاتب الصحفي عزيز الشرقاوي. أما رئيس جمعية الهامش الشعري الأستاذ الدكتور محمد بودردارة الذي رحب بالجمهور وبالمشاركين في ربيع الإبداع والشعر والآمال المفتوحة على المستقبل، مبرزا قيمة الشعر في الحياة والوجود، ومبينا موضوع اهتمام الملتقى المتمثل في “البعد الصوفي في الشعر والتشكيل” إلى جانب تكريم المبدعين سالفي الذكر.ورأى أن الحضور هنا جاء من أجل أن يزهر الشعر والتشكيل .وختم كلمته بملتمس تلتمس فيه الجمعية من السيد العامل أن يسمي المركب الثقافي الذي ما زال في طور البناء باسم المرحوم الفنان التشكيلي أحمد الشرقاوي. وبعدئذ أعطيت الكلمة للناقد إبراهيم قهوايجي ليقدم شهادة في حق أستاذه الشاعر المحتفى به علال الحجام الذي أشاد بشاعريته وإنسانيته.ثم قدمت عدة هدايا رمزية للمحتفى به الذي عبر في كلمته عن مدى امتنانه وتأثره الكبير بهذا الاحتفاء.ثم أعقبه الفنان التشكيلي حسن الشاعر الذي قدم شهادة شاعرية في حق الفنان المرحوم أحمد الشرقاوي ، وقد قدمت لشقيقه محمد الشرقاوي هدايا رمزية مهمة تنم عن مدى الاعتراف بهذا الفنان العالمي. وتوج هذا الافتتاح بقراءات زجلية وشعرية للزجال حفيظ المتوني وللشاعر علال الحجام وبحفلة شاي على شرف ضيوف الملتقى. وعلى الساعة السابعة مساء كان لجمهور جرسيف لقاء مع الجلسة الشعرية الأولى التي سيرتها الشاعرة صباح الدبي بشاعرية . وقد اعتلى المنبر الشعراء والزجالون :محمد الراشق اسماعيل زويريق جمال أزراغيد السعدية الفضيلي احميدة بلبالي عبد السلام مصباح محمد العيوني سميرة جاودي. عزيز غالي. وفي صباح اليوم الموالي انعقدت ندوة حول :” البعد الصوفي في الشعر والتشكيل” التي أدارها الناقد والقاص محمد كلاف ،ساهم فيها كل من الناقد المغربي بنعيسى بوحمالة والفنان التشكيلي حسن الشاعر. تحدث الأول عن التقاطعات الموجودة بين التشكيل والشعر في تجربة الشاعر علال الحجام. أما الثاني فقد تحدث عن التأثيرات الفنية والتشكيلية في تجربة أحمد الشرقاوي وخصوصياته مسترجعا تاريخ الفن التشكيلي. وفي المساء على الساعة الخامسة مساء أقيمت الجلسة الشعرية الثانية التي سيرها الشاعر محمد بن الشيخ والتي شارك فيها الشعراء والزجالون : صباح الدبي عبد الرحيم لقلع الزبير الخياط محمد اجنياح عبد الحميد شوقي عبد الرحيم حمو الزبير أفراو منعم الفقير بدر مناني عزيزة الرحموني نجيب طبطاب. ومباشرة بعد هذه الجلسة أقيمت الجلسة الشعرية الثالثة التي أدارها الشاعر الزبير أفراو وقد شارك فيها كل من : أحمد الشقوبي محمد ضريف علية الإدريسي بوزيد محمد زرهوني إسماعيل غربي ريحانة بشير إبراهيم قهوايجي. هكذا استطاع الشعراء والشاعرات والزجالون التحليق بالجمهور في فضاءات سحرية جمالية تعكس عمق التجربة لكل واحد منهم وتعكس درجة الوعي الشعري والفني الذي بلغته القصيدة المغربية. وبعدئذ أقيم حفل توقيع دواوين الشعراء المشاركين التي لقيت تشجيعا وإقبالا مهما يدل على مدى صحة الشعر في هذا البلد وفي الجهة الشرقية ، ومنها: ديوان:” غنج المجاز” للشاعر جمال أزراغيد؛ ديوان:”حين يتكلم الماء” للشاعرة ريحانة بشير؛ ديوان:”شظايا الانكسار” للشاعرة السعدية الفضيلي. وفي الأخير؛ أعلن عن اختتام الملتقى الذي يشهد الجميع على نجاحه من حيث الأسماء الشعرية والفنية والنقدية المساهمة فيه، ومن حيث التنظيم وحفاوة الاستقبال والكرم. ضاربين موعدا في السنة القادمة إن شاء الله.