ترامب يعلق "مساعدات أوكرانيا"    فرنسا تفرض إجراءات غير مسبوقة لتعقب وترحيل المئات من الجزائريين    الفيدرالية المغربية لتسويق التمور تنفي استيراد منتجات من إسرائيل    تحويلات الجالية تتجاوز 9 مليار درهم متم يناير المنصرم    مباحثات بين ولد الرشيد ووزير خارجية ألبانيا للارتقاء بالتعاون الاقتصادي والسياسي    ألباريس يجدد التأكيد على موقف بلاده الداعم لمبادرة الحكم الذاتي ولمغربية الصحراء    وكالة بيت مال القدس تشرع في توزيع المساعدات الغذائية على مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالقدس الشريف    ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 20 في المائة على الصين    إعلام عبري: إسرائيل تعتزم استئناف الحرب على غزة خلال 10 أيام    بطولة إسبانيا.. تأجيل مباراة فياريال وإسبانيول بسبب الأحوال الجوية    تساقطات ثلجية وأمطار قوية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    القطب الصناعي لمجموعة طنجة المتوسط يحقق 174 مليار درهم من المعاملات في 2024    بتعليمات ملكية سامية.. ولي العهد الأمير مولاي الحسن والأميرة للا خديجة يعطيان انطلاقة عملية "رمضان 1446" لتوزيع المساعدات    مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة يصادق على مشاريع بيئية واقتصادية وثقافية    مجلس حقوق الإنسان: 40 دولة تجدد تأكيد دعمها للسيادة التامة والكاملة للمغرب على صحرائه    عشرون سؤالاً لهشام جيراندو    القنوات الوطنية تهيمن على وقت الذروة خلال اليوم الأول من رمضان    سينما.. فيلم "أنا ما زلت هنا" يمنح البرازيل أول جائزة أوسكار    أداء إيجابي يسم بورصة البيضاء    زكية الدريوش    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيس أوزبكستان بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك    إرجاء محاكمة أقارب "تيك توكر"    المغرب يستعد لأسبوع ممطر مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة    برشلونة.. إصابة 34 شخصًا بينهم أربعة في حالة حرجة جراء تصادم حافلتين    إدانة عبد المومني ب6 أشهر حبسا    رئيس الجزائر يقاطع القمة العربية بمصر.. تفاقم للعزلة وفقدان للبوصلة    ولد الرشيد يشيد بالموقف الألباني    3 مغاربة في جائزة الشيخ زايد للكتاب    عمرو خالد: هذه أضلاع "المثلث الذهبي" لسعة الأرزاق ورحابة الآفاق    المغرب يستمر في حملة التلقيح ضد الحصبة لرفع نسبة التغطية إلى 90%‬    أحمد زينون    كرنفال حكومي مستفز    واشنطن تجدد تأكيد إرادتها التفاوض بشأن إنهاء النزاع الروسي الأوكراني    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية وأمطار رعدية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    وزارة الصحة تكشف حصيلة وفيات وإصابات بوحمرون بجهة طنجة    حوار مع صديقي الغاضب.. 2/1    وكالة الأنباء الإسبانية (إفي): ابراهيم دياز.. الورقة المغربية الرابحة لأنشيلوتي في ديربي مدريد    بعد إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد.. دعم وحماية الفلاحين مربي الماشية الصغار على طاولة وزير الفلاحة    أهدنا الحياة .. ومات!    الصحافي الذي مارس الدبلوماسية من بوابة الثقافة    ضرورة تجديد التراث العربي    استقالة جواد ظريف نائب رئيس إيران    وزير الثقافة الإسرائيلي يهاجم فيلم "لا أرض أخرى" بعد فوزه بالأوسكار    فيروس كورونا جديد في الخفافيش يثير القلق العالمي..    ناقد فني يُفرد ل"رسالة 24 ": أسباب إقحام مؤثري التواصل الاجتماعي في الأعمال الفنية    النصيري يسجل هدفا في فوز فريقه أمام أنطاليا (3-0)    مجلة إيطالية: المغرب نموذج رائد في تربية الأحياء المائية بإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط    نتائج قرعة دور ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 2025    قراءة فيدورة جديدة من بطولة القسم الثاني : الكوكب تعزز صدارتها وتوسع الفارق …    حكيمي ينافس على جائزة لاعب الشهر في الدوري الفرنسي    دوبلانتيس يعزز رقمه العالمي في القفز بالزانة    كرة القدم: كوريا تتقدم بطلب تنظيم كأس آسيا 2031    مسلسل "معاوية".. هل نحن أمام عمل درامي متقن يعيد قراءة التاريخ بشكل حديث؟    بريسول ينبه لشروط الصيام الصحيح ويستعرض أنشطة المجلس في رمضان    هذا هو موضوع خطبة الجمعة    الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين يستغرب فرض ثلاث وكالات للأسفار بأداء مناسك الحج    المياه الراكدة    "حضن الفراشة" .. سلاح فتاك لمواجهة التوترات النفسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهامش الشعري يطفئ دورة ملتقاه الثالث بجرسيف
نشر في أريفينو يوم 07 - 06 - 2010

أقامت جمعية الهامش الشعري بدعم من عمالة جرسيف وجمعية غصن الزيتون أيام :4 5 6 يونيو 2010 بفضاء دار الطالب الملتقى الوطني الثالث للشعر والتشكيل تحت شعار:”اللوحة والقصيدة:قراءة وتأويل” بمشاركة شعراء وزجالين وتشكيليين ونقاد من مختلف أرجاء الوطن:(الناظور، وجدة ، فاس ، جرسيف ، طنجة ، تطوان ، تازة،تزنيت، الدار البيضاء، سلا، الشماعية ، تاونات، تاوريرت،قلعة سراغنة ، الخميسات ، تيفلت، بوجنيبة، …).
انطلقت فعاليات الملتقى بافتتاح معرض تشكيلي بحضور السيد عامل إقليم جرسيف الذي استعرض ومرافقوه المسؤولون عددا من الأعمال الفنية التي تضمنها المعرض مستمعا إلى شروحات وتعليقات الفنانين التشكيليين المشاركين ( محمد بن كيران، عزالدين الدكاري، أنس حمودان، سعيد العفاسي، سفيان البقالي، محمد شهيد، عبد الله صابر، محمد قنيبو، وعبد الصمد اليوبي) الذين عرضوا لوحاتهم المختلفة حجما ولونا وتجربة وشكلا.وقد جاءت أعمالهم غنية بالمكونات الجمالية الراقية والاتجاهات الفنية المختلفة التي أشرت على ما يمتلكه هؤلاء من إبداعية باذخة وتجارب فنية رائعة تبوؤهم عرش التشكيل في المغرب.
بعد ذلك ألقى السيد رئيس جمعية الهامش الشعري الدكتور محمد بودردارة كلمة أشار فيها إلى الحرص الشديد على استمرارية هذا الملتقى بعدما أصبح تقليدا ثقافيا سنويا ومحجا للشعراء والتشكيليين والنقاد بمختلف تجاربهم وأجيالهم ولغاتهم … وعلامة بارزة في المشهد الثقافي المغربي.مبرزا أن الثقافة والإبداع دعامة أساسية لتحقيق التنمية الحقيقية والشاملة داخل المجتمع إلى جانب الميادين الأخرى مركزا على الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها وترسيخها وهي القيم الجمالية والروحية داعيا الغيورين والمهتمين والمسؤولين على الشأن الثقافي إلى تطوير هذه التجربة وتقويتها ودعمها بقوة ثقة في المستقبل والمجتمع والذات.وفي الأخير رفع التماسا إلى السيد العامل وهو العمل على بناء مركب ثقافي بجرسيف قادرا على استيعاب هذه الأنشطة الثقافية التي تشهدها المدينة في الآونة الأخيرة بعدما تحولت إلى عمالة جديدة.
وبعدئذ أعلن الشاعر محمد زرهوني أن جمعية الهامش الشعري دأبت منذ ملتقاها الأول تكريم بعض الوجوه الإبداعية التي بصمت الثقافة المغربية باجتهاداتها وأعمالها الإبداعية المتميزة. لذا ارتأى الملتقى في نسخته الثالثة أن يكرم شخصيتين إبداعيتين لهما حضور متوهج ووازن في الساحة الثقافية المغربية: الزجال المغربي محمد الراشق إعترافا بما قدمه من خدمات جليلة للزجل المغربي سواء من خلال كناشيه/ديوانيه:”الزطمة على الما ” و” مكسور الجناح” أو من خلال أبحاثه ودراساته حول الزجل المغربي وشيوخه والملحون أو اهتمامه بالحقل الإعلامي كمراسل لمحطات إذاعية أو كمنتج إذاعي بها. والفنان التشكيلي محمد بن كيران الذي كرس حياته للفن التشكيلي منذ ستينيات القرن الماضي من خلال معارضه التشكيلية داخل الوطن وخارجه التي يصعب تصنيف أعماله المتوزعة بين الانطباعية والتعبيرية و تيارما بعد الحداثة أو من خلال التوجيه والإرشاد التربوي كمفتش لهذه المادة أو من خلال انخراطه الفعال في العمل الجمعوي وفي حقول إبداعية مختلفة كالمسرح والشعر.
وقد ألقيت في حقهما شهادات تنم عن مشاعر الصدق والمحبة وأواصر الصداقة الإبداعية والإنسانية الخالصة.هكذا قدم الزجال امحمد الزروالي شهادة بعنوان:” محمد الراشق : الإنسان والباحث والفنان) التي رسم فيها صورة واضحة وعميقة الدلالة لمختلف جوانب المحتفى به. كما ألقى الفنان التشكيلي عزالدين الدكاري شهادة في حق التشكيلي المكرَّم ضمَّنها كل الخصال النبيلة التي يتصف بها، والخدمات الفنية والتربوية والثقافية التي أسداها للمجتمع ولجرسيف بالخصوص والتي ستظل عالقة بالأذهان. وبعد ذلك قدمت للمحتفَيْن بهما هدايا رمزية تقديرا لجهودهما الثقافية والإبداعية والتربوية، وتأريخا لهذه اللحظة الرائعة في تاريخ الثقافة المغربية. جاءت كلمتا المكرمين  متأثرتين بحفاوة التكريم وحرارة الاستقبال والاحتضان شاكرتين أصدقاء الإبداع في مدينة جرسيف. كما قدمت للسيد العامل لوحة تذكارية من إنجاز الفنان التشكيلي عز الدين الدكاري من طرف رئيس جمعية الهامش الشعري تقديرا لدعمه ورمزيته.
ثم أعقبه حفل شاي الذي أقيم على شرف المدعوين والضيوف بساحة دار الطالب
وبالهواء الطلق أقيمت الجلسة الشعرية الأولى التي أدارها الزجال حفيظ المتوني والتي شارك فيها شعراء وزجالون: محمد الراشق ، إبراهيم ديب، امحمد الزروالي ، محمد موثنا، محمد العيوني ، ليلى ناسيمي ، إدريس الشعراني، عبد الحميد شوقي.
أما في اليوم الموالي فعقدت في الفترة الصباحية ندوة نقدية تحت عنوان:” اللوحة والقصيدة: قراءة وتأويل” التي أدارها الشاعر والروائي إبراهيم ديب، شارك فيها الناقد مصطفى بن سلطانة بمداخلة موسومة ب:” الزجل بالمغرب: قراءة تأويلية من التأسيس إلى الشعرية” توقف فيها عند إشكالية جنس الزجل وما يعرفه من تضارب في التسمية.وأشار بأن الزجل المرتبط بلغة الأم واللغة الأركيولوجية يعرف حالة استثنائية في تاريخه بما راكمه من منجز كمي ،وما يشهده من ملتقيات ،وما يتلقاه الزجالون من تكريمات وما تعرفه النصوص من تعدد أشكال المناولة والإنجاز.ثم توقف عند مميزات الدارجة المغربية التي رأى فيها مزيجا من الأمازيغية والعربية معتبرا الأغاني الأصيلة كالمرددات والملحون والعيطة وغيرها ذات دور كبير في تشكل المنجز الشعري الزجلي… وتوصل إلى أن البلاغة العربية المدرسية غير مسعفة على فهم وقراءة المنجز الزجلي لذا لابد من اعتماد القراءة التأويلية في استثمار هذا المنجز حتى نحصل على نتائج مهمة وواعية بالتجربة. ثم توقف عند بعض نصوص الزجال إدريس بلعطار مبرزا خصائصها ومقوماتها الجمالية والفنية… وبعد انتهاء المداخلة تناول الحضور الكلمة للمساهمة في نقاش المداخلة وإضافة بعض الأفكار ذات علاقة بالموضوع.وتساءل الجميع عن غياب اللوحة من القراءة والتأويل بسبب غياب بعض النقاد المقترحين . وكل ذلك قاد المهتمون إلى إغناء النقاش حول علاقة اللوحة والقصيدة الشعرية والأدوات الممكنة التي نقتحم بها عالميهما ، وعلاقة اللوحة بالمتلقي في ظل الأمية البصرية وغيرها من الأفكار المهمة…
وفي المساء كان جمهور الشعر على موعد مع مجموعة من الشعراء والزجالين الذين أمتعوه بحضورهم المؤثر والذين توزعوا على جلستين شعريتين .الأولى كانت من تقديم الشاعرة ليلى ناسيمي شارك فيها: إدريس بلعطار، احميدة بلبالي، إبراهيم قهوايجي، أحمد شقوبي،عبد السلام مصباح ، سعاد البوني ، محمد الرويسي، سعاد ميلي، ومصطفى بن سلطانة.
والثانية كانت من تقديم الشاعر أحمد شقوبي شارك فيها: جمال أزراغيد، الزبير خياط، عزيز الوالي، محمد ضريف، محمد منير، الزبير أفراو، بدر بن سلطانة، جواد التغزاوي، محمد زرهوني وحفيظ المتوني.
وفي اليوم الأخير تضمنت فعاليات الملتقى حفل توقيع ديوان:”وعلى أصابعي يجلس الماء” للشاعر محمد زرهوني مع قراءة للناقد مصطفى بن سلطانة الذي قدم قراءة في عنوان الديوان ثم رصد بنية ودلالة مكوناته ووحداته التي تشئ بعمق الرؤية الشعرية.كما عمل على تفسير وتأويل بعض المكونات والإيحاءات الرمزية  داخل الديوان متوقفا عند حضور روح الزجل في نصوصه ربما بسبب الرفقة الدائمة بين الشاعر والزجال حفيظ المتوني. وفي الأخير وقف عند خصيصة التدافع بين أدوات الشاعر في النصوص.
وكذلك توقيع رواية:”كسر الجليد” للروائي والشاعر إبراهيم ديب الذي تحدث بنفسه عن تجربته الروائية والعوالم التي اشتغلت عليها ومميزاتها في إطار حداثة النص الروائي والحوافز التي كانت وراء كتابته للرواية جنب الشعر مبشرا القراء والحضور أن هذه الرواية ما هي إلا الجزء الأول من مشروع روائي طويل قد يتمخض عن مجموعة من الأجزاء مستقبلا. وبعدئذ أدلى أصدقاؤهما بمجموعة من الشهادات في حقهما راسمة معالم إنسانيتهما وتجربتهما الإبداعية المتألقة.
وبعد ذلك ختم الملتقى بكلمة للزجال حفيظ المتوني عن جمعية الهامش الشعري التي عبر فيها عن شكره الجزيل للجهات الداعمة والمساهمة في إنجاح الملتقى والجمهور الجرسيفي والشعراء والزجالين والنقاد الضيوف الذين حجوا إلى هذه البقعة الطيبة من المغرب الشرقي احتفاء بالشعر واللوحة ودعما للجمعية في تألقها الإبداعي المستمر  مما مكنها أن تصبح علامة مائزة في الحقل الثقافي المغربي.
ما ميز هذا الملتقى هو انفتاحه على مجموعة من الأصوات الشعرية والزجلية الجديدة غير المعروفة في الساحة الإبداعية إلى جانب شعراء وزجالين مشهود لهم لتقدم تجربتهم وتعدد حساسيتهم وارتقاء لغتهم ونضج أدواتهم الفنية.. وخلقه لحركة واهتمام ثقافي داخل المدينة ،وإثارة الانتباه إلى اللوحة التشكيلية والنص الشعري بغية تنمية الثقافة البصرية وتحفيز ثقافة الإنصات ،وجعل مدينة جرسيف محجاً لأسراب الإبداع الوافدة من جهات الوطن رغم غياب بعض النقاد الذين كانوا من المفترض أن يقربوا المتلقي من عالم اللوحة والقصيدة. هنيئا لجمعية الهامش الشعري على هذا الملتقى الذي أكدت من خلاله على حضورها المتميز والمتألق في الساحة الثقافية المغربية.وكشاعر أصرخ عاليا مع الجهة المنظمة: آن لجرسيف أن تتوفر على مرافق ثقافية وبالأخص مركبا ثقافيا في حجم تاريخ هذه المدينة وحراكها الثقافي بعدما أصبحت عمالة ساطعة النجم في سماء وطننا الجميل.
الهامش الشعري يطفئ دورة ملتقاه الثالث
بجرسيف      أقامت جمعية الهامش الشعري بدعم من عمالة جرسيف وجمعية غصن الزيتون أيام :4 5 6 يونيو 2010 بفضاء دار الطالب الملتقى الوطني الثالث للشعر والتشكيل تحت شعار:”اللوحة والقصيدة:قراءة وتأويل” بمشاركة شعراء وزجالين وتشكيليين ونقاد من مختلف أرجاء الوطن:(الناظور، وجدة ، فاس ، جرسيف ، طنجة ، تطوان ، تازة،تزنيت، الدار البيضاء، سلا، الشماعية ، تاونات، تاوريرت،قلعة سراغنة ، الخميسات ، تيفلت، بوجنيبة، …).
انطلقت فعاليات الملتقى بافتتاح معرض تشكيلي بحضور السيد عامل إقليم جرسيف الذي استعرض ومرافقوه المسؤولون عددا من الأعمال الفنية التي تضمنها المعرض مستمعا إلى شروحات وتعليقات الفنانين التشكيليين المشاركين ( محمد بن كيران، عزالدين الدكاري، أنس حمودان، سعيد العفاسي، سفيان البقالي، محمد شهيد، عبد الله صابر، محمد قنيبو، وعبد الصمد اليوبي) الذين عرضوا لوحاتهم المختلفة حجما ولونا وتجربة وشكلا.وقد جاءت أعمالهم غنية بالمكونات الجمالية الراقية والاتجاهات الفنية المختلفة التي أشرت على ما يمتلكه هؤلاء من إبداعية باذخة وتجارب فنية رائعة تبوؤهم عرش التشكيل في المغرب.
بعد ذلك ألقى السيد رئيس جمعية الهامش الشعري الدكتور محمد بودردارة كلمة أشار فيها إلى الحرص الشديد على استمرارية هذا الملتقى بعدما أصبح تقليدا ثقافيا سنويا ومحجا للشعراء والتشكيليين والنقاد بمختلف تجاربهم وأجيالهم ولغاتهم … وعلامة بارزة في المشهد الثقافي المغربي.مبرزا أن الثقافة والإبداع دعامة أساسية لتحقيق التنمية الحقيقية والشاملة داخل المجتمع إلى جانب الميادين الأخرى مركزا على الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها وترسيخها وهي القيم الجمالية والروحية داعيا الغيورين والمهتمين والمسؤولين على الشأن الثقافي إلى تطوير هذه التجربة وتقويتها ودعمها بقوة ثقة في المستقبل والمجتمع والذات.وفي الأخير رفع التماسا إلى السيد العامل وهو العمل على بناء مركب ثقافي بجرسيف قادرا على استيعاب هذه الأنشطة الثقافية التي تشهدها المدينة في الآونة الأخيرة بعدما تحولت إلى عمالة جديدة.
وبعدئذ أعلن الشاعر محمد زرهوني أن جمعية الهامش الشعري دأبت منذ ملتقاها الأول تكريم بعض الوجوه الإبداعية التي بصمت الثقافة المغربية باجتهاداتها وأعمالها الإبداعية المتميزة. لذا ارتأى الملتقى في نسخته الثالثة أن يكرم شخصيتين إبداعيتين لهما حضور متوهج ووازن في الساحة الثقافية المغربية: الزجال المغربي محمد الراشق إعترافا بما قدمه من خدمات جليلة للزجل المغربي سواء من خلال كناشيه/ديوانيه:”الزطمة على الما ” و” مكسور الجناح” أو من خلال أبحاثه ودراساته حول الزجل المغربي وشيوخه والملحون أو اهتمامه بالحقل الإعلامي كمراسل لمحطات إذاعية أو كمنتج إذاعي بها. والفنان التشكيلي محمد بن كيران الذي كرس حياته للفن التشكيلي منذ ستينيات القرن الماضي من خلال معارضه التشكيلية داخل الوطن وخارجه التي يصعب تصنيف أعماله المتوزعة بين الانطباعية والتعبيرية و تيارما بعد الحداثة أو من خلال التوجيه والإرشاد التربوي كمفتش لهذه المادة أو من خلال انخراطه الفعال في العمل الجمعوي وفي حقول إبداعية مختلفة كالمسرح والشعر.
وقد ألقيت في حقهما شهادات تنم عن مشاعر الصدق والمحبة وأواصر الصداقة الإبداعية والإنسانية الخالصة.هكذا قدم الزجال امحمد الزروالي شهادة بعنوان:” محمد الراشق : الإنسان والباحث والفنان) التي رسم فيها صورة واضحة وعميقة الدلالة لمختلف جوانب المحتفى به. كما ألقى الفنان التشكيلي عزالدين الدكاري شهادة في حق التشكيلي المكرَّم ضمَّنها كل الخصال النبيلة التي يتصف بها، والخدمات الفنية والتربوية والثقافية التي أسداها للمجتمع ولجرسيف بالخصوص والتي ستظل عالقة بالأذهان. وبعد ذلك قدمت للمحتفَيْن بهما هدايا رمزية تقديرا لجهودهما الثقافية والإبداعية والتربوية، وتأريخا لهذه اللحظة الرائعة في تاريخ الثقافة المغربية. جاءت كلمتا المكرمين  متأثرتين بحفاوة التكريم وحرارة الاستقبال والاحتضان شاكرتين أصدقاء الإبداع في مدينة جرسيف. كما قدمت للسيد العامل لوحة تذكارية من إنجاز الفنان التشكيلي عز الدين الدكاري من طرف رئيس جمعية الهامش الشعري تقديرا لدعمه ورمزيته.
ثم أعقبه حفل شاي الذي أقيم على شرف المدعوين والضيوف بساحة دار الطالب
وبالهواء الطلق أقيمت الجلسة الشعرية الأولى التي أدارها الزجال حفيظ المتوني والتي شارك فيها شعراء وزجالون: محمد الراشق ، إبراهيم ديب، امحمد الزروالي ، محمد موثنا، محمد العيوني ، ليلى ناسيمي ، إدريس الشعراني، عبد الحميد شوقي.
أما في اليوم الموالي فعقدت في الفترة الصباحية ندوة نقدية تحت عنوان:” اللوحة والقصيدة: قراءة وتأويل” التي أدارها الشاعر والروائي إبراهيم ديب، شارك فيها الناقد مصطفى بن سلطانة بمداخلة موسومة ب:” الزجل بالمغرب: قراءة تأويلية من التأسيس إلى الشعرية” توقف فيها عند إشكالية جنس الزجل وما يعرفه من تضارب في التسمية.وأشار بأن الزجل المرتبط بلغة الأم واللغة الأركيولوجية يعرف حالة استثنائية في تاريخه بما راكمه من منجز كمي ،وما يشهده من ملتقيات ،وما يتلقاه الزجالون من تكريمات وما تعرفه النصوص من تعدد أشكال المناولة والإنجاز.ثم توقف عند مميزات الدارجة المغربية التي رأى فيها مزيجا من الأمازيغية والعربية معتبرا الأغاني الأصيلة كالمرددات والملحون والعيطة وغيرها ذات دور كبير في تشكل المنجز الشعري الزجلي… وتوصل إلى أن البلاغة العربية المدرسية غير مسعفة على فهم وقراءة المنجز الزجلي لذا لابد من اعتماد القراءة التأويلية في استثمار هذا المنجز حتى نحصل على نتائج مهمة وواعية بالتجربة. ثم توقف عند بعض نصوص الزجال إدريس بلعطار مبرزا خصائصها ومقوماتها الجمالية والفنية… وبعد انتهاء المداخلة تناول الحضور الكلمة للمساهمة في نقاش المداخلة وإضافة بعض الأفكار ذات علاقة بالموضوع.وتساءل الجميع عن غياب اللوحة من القراءة والتأويل بسبب غياب بعض النقاد المقترحين . وكل ذلك قاد المهتمون إلى إغناء النقاش حول علاقة اللوحة والقصيدة الشعرية والأدوات الممكنة التي نقتحم بها عالميهما ، وعلاقة اللوحة بالمتلقي في ظل الأمية البصرية وغيرها من الأفكار المهمة…
وفي المساء كان جمهور الشعر على موعد مع مجموعة من الشعراء والزجالين الذين أمتعوه بحضورهم المؤثر والذين توزعوا على جلستين شعريتين .الأولى كانت من تقديم الشاعرة ليلى ناسيمي شارك فيها: إدريس بلعطار، احميدة بلبالي، إبراهيم قهوايجي، أحمد شقوبي،عبد السلام مصباح ، سعاد البوني ، محمد الرويسي، سعاد ميلي، ومصطفى بن سلطانة.
والثانية كانت من تقديم الشاعر أحمد شقوبي شارك فيها: جمال أزراغيد، الزبير خياط، عزيز الوالي، محمد ضريف، محمد منير، الزبير أفراو، بدر بن سلطانة، جواد التغزاوي، محمد زرهوني وحفيظ المتوني.
وفي اليوم الأخير تضمنت فعاليات الملتقى حفل توقيع ديوان:”وعلى أصابعي يجلس الماء” للشاعر محمد زرهوني مع قراءة للناقد مصطفى بن سلطانة الذي قدم قراءة في عنوان الديوان ثم رصد بنية ودلالة مكوناته ووحداته التي تشئ بعمق الرؤية الشعرية.كما عمل على تفسير وتأويل بعض المكونات والإيحاءات الرمزية  داخل الديوان متوقفا عند حضور روح الزجل في نصوصه ربما بسبب الرفقة الدائمة بين الشاعر والزجال حفيظ المتوني. وفي الأخير وقف عند خصيصة التدافع بين أدوات الشاعر في النصوص.
وكذلك توقيع رواية:”كسر الجليد” للروائي والشاعر إبراهيم ديب الذي تحدث بنفسه عن تجربته الروائية والعوالم التي اشتغلت عليها ومميزاتها في إطار حداثة النص الروائي والحوافز التي كانت وراء كتابته للرواية جنب الشعر مبشرا القراء والحضور أن هذه الرواية ما هي إلا الجزء الأول من مشروع روائي طويل قد يتمخض عن مجموعة من الأجزاء مستقبلا. وبعدئذ أدلى أصدقاؤهما بمجموعة من الشهادات في حقهما راسمة معالم إنسانيتهما وتجربتهما الإبداعية المتألقة.
وبعد ذلك ختم الملتقى بكلمة للزجال حفيظ المتوني عن جمعية الهامش الشعري التي عبر فيها عن شكره الجزيل للجهات الداعمة والمساهمة في إنجاح الملتقى والجمهور الجرسيفي والشعراء والزجالين والنقاد الضيوف الذين حجوا إلى هذه البقعة الطيبة من المغرب الشرقي احتفاء بالشعر واللوحة ودعما للجمعية في تألقها الإبداعي المستمر  مما مكنها أن تصبح علامة مائزة في الحقل الثقافي المغربي.
ما ميز هذا الملتقى هو انفتاحه على مجموعة من الأصوات الشعرية والزجلية الجديدة غير المعروفة في الساحة الإبداعية إلى جانب شعراء وزجالين مشهود لهم لتقدم تجربتهم وتعدد حساسيتهم وارتقاء لغتهم ونضج أدواتهم الفنية.. وخلقه لحركة واهتمام ثقافي داخل المدينة ،وإثارة الانتباه إلى اللوحة التشكيلية والنص الشعري بغية تنمية الثقافة البصرية وتحفيز ثقافة الإنصات ،وجعل مدينة جرسيف محجاً لأسراب الإبداع الوافدة من جهات الوطن رغم غياب بعض النقاد الذين كانوا من المفترض أن يقربوا المتلقي من عالم اللوحة والقصيدة. هنيئا لجمعية الهامش الشعري على هذا الملتقى الذي أكدت من خلاله على حضورها المتميز والمتألق في الساحة الثقافية المغربية.وكشاعر أصرخ عاليا مع الجهة المنظمة: آن لجرسيف أن تتوفر على مرافق ثقافية وبالأخص مركبا ثقافيا في حجم تاريخ هذه المدينة وحراكها الثقافي بعدما أصبحت عمالة ساطعة النجم في سماء وطننا الجميل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.