احتلت المناقشات عن دور وطبيعة الديمقراطية في العالم العربي موقع الصدارة خلال دورة العام الحالي للمهرجان الدولي للموسيقى العالمية العربية في المغرب. ويقام المهرجان السنوي الذي اختتمت دورته السابعة عشر يوم الأحد (12 يونيو) في مدينة فاس بشمال المغرب منذ عام 1994 . الموسيقى الصوفية هي الخيط الرئيسي الذي يربط بين حفلات المهرجان في أيامه العشرة. لكن الثورات والانتفاضات الشعبية التي شهدتها دول عديدة في العالم العربي ألقت بظلالها على دورة العام الحالي. شارك في المهرجان المغني الستغالي يوسو ندور بإحياء حفل أمام جمهور غفير بساحة الماكينة في البلدة القديمة في فاس. وتحدث ندور الى الصحفيين قبل الحفل عن حركة20 فبراير شباط التي تطالب بإصلاحات ديمقراطية في المغرب. وقال ندور «إنهم يستخدمون الرابطة التي يصنعها الانترنت بينهم ويحاولون المشاركة في السلطة.. هذا في غاية الأهمية. وهذا البلد شديد الخصوصية. أول شيء أن الملك له رؤية.. لديه رؤية. إنه شاب ولديه رؤية.. يستشرف.. لكي تحكم شعبا يتعين أن تستشرف.. أن تشعر بأن ماحدث في فبر اير .. هو فكرة تحقيق مزيد من الديمقراطية.» وكان العاهل المغربي محمد السادس قد شكل لجنة في مارس الماضي لتعمل مع الاحزاب السياسية واتحادات العمال ومنظمات المجتمع المدني على صياغة اقتراحات بتعديلات دستورية. ومن أنشطة المهرجان التي دار خلالها أكبر قدر من الحديث عن الديمقراطية والاصلاحات السياسية منتدى فاس الذي تجري خلاله في العادة مناقشات بخصوص الشرق الاوسط. وجرت مناقشات المنتدى هذا العام تحت عنوان «صعود وهبوط الديمقراطية». الامريكية كاثرين مارشال عملت أكثر من30 عاما في مجال التنمية الدولية. وساهمت مارشال هذا العام في إدارة المناقشات خلال منتدى فاس. وقالت مارشال «هناك شعور بأن المغرب متميز للغاية.. مختلف.. بأن المغرب أكثر استقرارا والأرجح أن يشهد مسارا من التطور لا مسارا ثوريا. لكن هناك أيضا في اعتقادي وعي واضح جدا لمسناه في الاسئلة والمناقشات سواء داخل أو خارج المناقشات الرسمية للمنتدى بأن هذا وقت تحديات.. لحظة دقيقة.. وبأن المغرب أمامه فرصة حقيقية للتحرك في اتجاه إيجابي جدا لكن المخاطر كبيرة.» الشاب المغربي جواد جواني شارك هذا العام في مناقشات منتدى فاس ذكر أن نقطة الضعف الرئيسية في رأيه في حركة20 فبراير هي أن التيار الاسلامي وغيره ركبوا موجة الحركة من أجل تحقيق أهداف أخرى. وقال جواني إن الحكومة المغربية تعاملت بأسلوب ديمقراطي ومتحضر في معظم الأحيان مع مظاهرات حركة20 فبراير ومع مطالبها. لكنه ذكر أن بعض العناصر مثل الاسلاميين والاحزاب اليمينية استغلوا حركة20 فبراير لتحقيق أهدافهم السياسية. وكان اختلاف الاراء موضع ترحيب خلال مناقشات المنتدى الذي أطلق عليه القائمون على تنظيم المهرجان وصف «دافوس الروحي» على غرار منتدى دافوس الاقتصادي. وكانت الاممالمتحدة ذكرت عام2001 أن المهرجان الدولي للموسيقى العالمية العريقة في فاس من أهم المحافل التي تساهم في الحوار بين الحضارات في العالم. ورغم المخاوف من الاضطرابات في المنطقة ومظاهرات حركة20 فبراير في المدن المغربية أكد المنظمون أن الحضور الجماهيري كان قويا في حفلات المهرجان.