(من مبعوثي الوكالة) / من عمق السينغال البلد الذي يتبنى الروح الصوفية التيجانية شد المغني يوسو ندور الرحال إلى فاس ليحيي حفلا عانق فيه صوفيته السينغالية بأختها المغربية، ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة حيث حظي عرضه بتجاوب كبير من طرف الجمهور الغفير. وق حل يوسو ندور، مساء أمس الخميس بفاس، وفي جعبته الكثير من الألحان الإفريقية والموسيقى الجديدة تعكس حبه للشيخ التيجاني الذي أصر على أن يهدي له هذا الحفل ويصل الرحم بأهل فاس بطريقته الإبداعية وتقديم مفاجأتيه المتمثلتين في أدائه المديح النبوي مع فرقة محمد بنيس للمديح والسماع، والغناء رفقة الفنان السينغالي الآخر مصطفى نداي الذي لم يخف طيلة غنائه عشقه للمغرب وللطريقة التيجانية التي انبثقت من فاس العريقة. وإذا كان العديد من المطلعين على إبداع يوسو ندور يعتبرونه خير ممثل للموسيقى الإفريقية الغربية، فهو لا يتخلى عن جذوره الروحية الإسلامية وحبه الكبير للشيخ الجليل سيدي احمد التيجاني مؤسس الطريقة الذي غنى إكراما له على خشبة الموقع التاريخي باب الماكنة. فعلى شذى ألحان إفريقية تمت تأدية أناشيد دينية جمعت هذا المغني الإفريقي بمجموعة محمد بنيس للمديح والسماع في توليفة جعلت من محبة الرسول رابطها ومن الترابط الديني لحمتها، وهو ما أكده يوسو ندور عندما قال" إننا نلتقي في الانتماء الديني رغم بعدنا الجغرافي". وقدم يوسو ندور، الذي يتمتع بشعبية واسعة في أنحاء إفريقيا وأوروبا، عددا من أشهر أغانيه التي تجمع بين الحداثة والبحث عن الإيقاعات الإفريقية والجذور العميقة للهوية الإسلامية التي تنمي الحس الإنساني. وعرف حفل يوسو ندور إقبالا كبيرا من طرف الجمهور الذي تجاوب مع هذا الفنان الذي أغنى الساحة الموسيقية الإفريقية بأغانيه التي جابت العالم نظرا لعمقها الروحي وتماهيها مع الإحساس الصادق للإنسان بصفة عامة والإنسان الإفريقي على الخصوص وتطلعاته وطموحاته. وقال المغني يوسو ندور إن مهرجان فاس يشك مناسبة للقاء والتواصل والسفر عبر الصوت والموسيقى إلى معارج الروح وسبر أغوارها ، مشيرا إلى أن المغرب وإفريقيا تجمعهما علاقات ضاربة في التاريخ يجتمع فيها الروحي بالثقافية والاقتصادي بالاجتماعي. ولم يفت هذا الفنان الإفريقي التعبير عن حبه للشعب المغربي وللمغرب الذي يعتبره ملتقى للفكر والروح وانبعاث الأفكار النيرة وبزوغ رجال صوفيين من أمثال الشيخ التيجاني. وقد أبهر يوسو ندور الجمهور الغفير والمتنوع المشارب وهو يؤدي أمداحا نبوية رفقة المنشد المغربي أنور حجي الذي لم يبخل على مستمعيه بالاجتهاد في ربط الصوفية المغربية بأختها السينغالية مع عزف رائع لفرقة يوسو ندور المتكونة من 11 عنصرا.