الموعد الثقافي والفني الأمازيغي البارز تحتضن مدينة أكادير في الفترة من 22 إلى 25 يونيو القادم الدورة الثامنة من مهرجان « تيمتار» ،الذي أضحى موعدا ثقافيا وفنيا بارزا ذا خصوصية وهوية متميزة. وستعرف الدورة الثامنة من هذا المهرجان تعيين السيدة لطيفة اليعقوبي مديرة عامة مساعدة للمهرجان. وشهدت الدورة السابعة للمهرجان ،التي جرت في يوليوز الماضي، نجاحا كبيرا بفضل مشاركة فنانين يمثلون مختلف أنحاء المغرب والعالم ، مما أتاح الفرصة للموسيقى الأمازيغية للاحتكاك والنهل من مختلف الألوان الموسيقية ومن ثمة المساهمة في نشرها على المستوى العالمي . فمن الموسيقى التقليدية إلى العصرية والموسيقى الأمازيغية والإيقاعات الشرقية وحتى الغربية من هيب هوب وموسيقى إلكترونية كرس المهرجان نفسه كفضاء للقاء الفنانين وثقافات العالم المختلفة. وسعيا من القائمين على تنظيم المهرجان على التنوع والتجديد والتعايش بين الثقافات فقد تقرر في الدورة الحالية إشراك الفرقة الأمريكية المخضرمة «كول أند ذغانغ» التي تعد من أشهر الفرق الموسيقية عالميا والثنائي المالي «أمادو ومريم» الذي يعد من رموز موسيقى الأفروبلوز المشهورة ويتراوح ما بين موسيقى الروك والموسيقى الإفريقية. كما تشارك الفنانة زهرة هندي ولثاني مرة في فعاليات هذه الدورة بعدما لاقت مشاركتها العام الماضي نجاحا لافتا ، علاوة على مشاركتها هذا العام في موازين، و يشارك في إحياء حفلات «تيميتار» فنانون مغاربة يمثلون فنونا مختلفة محلية ومن ضمنهم عبد الرحيم الصويري، فرقة «زمان الوصال» والفنانة إحسان الرميقي وفرق موسيقية تنحدر من المنطقة. و يختتم المهرجان بالنجمة نجوى كرم التي ستحيي الحفل الختامي في ساحة الأمل الشهيرة بالمدينة السياحية، إلى جانب الفنانة الشعبية زينة الداودية، والفنانة الأمازيغية، الرايسة فاطمة تباعمرانت، ومجموعة أحواش فم لحسن. ويراهن المنظمون على استقطاب جمهور غفير خلال فعاليات هذه الدورة، التي تتميز بإحياء 9 حفلات على امتداد الأيام الأربعة للمهرجان، إذ يتوقع أن يفوق عدد الجمهور الحاضر، 600 ألف متتبع، وهو العدد الذي بلغت إليه اللجنة المنظمة، خلال الدورة الماضية. وتنظم بالموازاة مع سهرات هذه الدورة، مجموعة من اللقاءات الفنية، والسياحية، التي تهدف إلى التعريف بالمؤهلات، التي تتوفر عليها جهة سوس ماسة درعة عموما، ومدينة أكادير على وجه الخصوص. يذكر أن المهرجان استطاع في دوراته الماضية، استقطاب عشرات الفنانين من المغرب، ودول العالم، من بينهم سميرة سعيد، وفوضيل، والشاب بلال. وأوضحت فاطمة عمور عن اللجنة المنظمة، خلال مؤتمر صحفي نظم يوم الثلاثاء الماضي، أن المهرجان يسعى إلى التلاقح بين ثقافات وأصوات، أحيانا متباعدة، ولكن مع الوفاء لروح وهوية المهرجان «الموسيقى الأمازيغية ترحب بموسيقى العالم». وأضافت خلال هذه الندوة الصحافية التي حضرها على الخصوص نائب رئيس جمعية تيميتار عزيز أخنوش ووالي جهة سوس ماسة درعة محمد بوسعيد أن المهرجان «ستيح اللقاء بين الثقافات الدولية عن طريق الموسيقى، والترويج لها خارج الأسواق التجارية، من خلال إبراز أوجه الشبه بينهما : وهو ما يمثل قوة تيميتار». وسيكون جمهور أكادير وزوارها خلال هذه الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على موعد مع موسيقى تنحدر من الثقافة الأمازيغية في تنوعها وكذا مع ممثلي الموسيقى العربية والأفريقية والعالمية. وحسب المنظمين سيتم إحياء ما مجموعه 40 حفلا موسيقيا على ثلاث منصات وذلك خلال أربعة أيام من الاحتفالات. وستكون الأغنية الشعبية المغربية ممثلة بأسماء من قبيل عبد الرحيم الصويري ومجموعة أودادن وأحواش فم لحسن، وأرشاش وإنرزاف، ومغني الراب الملقب بباري ومغني الراي الشاب يونس، وكذا زهرة هندي. ومن بين الفنانين الأجانب، يحضر هذه السنة على الخصوص المجموعة الأمريكية «كول أند دا كانغ» ، والثنائي المالي أمدو ومريم، واللبنانية نجوى كرم، وغوران بريغوفيتش. كما سيشارك في هذه التظاهرة الثقافية «بغداد دو سان نازير» (فرنسا) وكايا (بولندا)، و»بارت بيترز أند بيلجيك» (بلجيكا)، وروز كاليبسو (ترينيداد وتوباغو) و»ديك أند هنتر» (كاليدوني الجديدة) ودي جي نابديل (الجزائر) ودي جي بيريز (فرنسا). وسيكرم المهرجان أحد أبرز الشخصيات في الأدب الأمازيغي محمد موستاوي، من خلال شهادات لكتاب وشعراء وباحثين. وقد كان المهرجان في البدء عبارة عن فكرة بسيطة، وقف خلفها الناشط الثقافي الأمازيغي ابراهيم المزند. وإذا بالمهرجان يتحول إلى ظاهرة ثقافية عالمية بامتياز، لا تتوخى الربحية المادية فالحضور مجاني، وإنما هدف التظاهرة ينحصر في توسيع انتشار الثقافة واللغة والفن الأمازيغيين في العالم، ذلك أن المهرجان يستضيف كل سنة نخبة من الفنانين العالمين،