كان المشاهد المغربي أول أمس على موعد مع حلقة جديدة من برنامج «مشارف» «كان ضيفها الباحث الاجتماعي إدريس بنسعيد، الذي ناقش رفقة معد البرنامج الزميل عدنان ياسين موضوع ««سوسيولوجيا الحراك الاجتماعي». وقد اعتبر متتبعون للشأن التلفزي أن «اضطرار» مديرية البرمجة التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة «القناة الأولى» لبرمجة حلقة جديدة من «مشارف» «أول أمس الاربعاء، «قد يكون تحت ضغط السؤال الشفوي الذي تقدم به الفريق الاشتراكي نفس اليوم بمجلس النواب حول منع بث برنامج «مشارف». وقد جاء في سؤال الفريق الاشتراكي أن « الرأي العام تلقى باستغراب قرار القناة التلفزية العمومية «الأولى» حذف برنامج ««مشارف»» من شبكة البرامج، دون تقديم أية تفسيرات أو مبررات لمثل هذا القرار. وتساءل الفريق الاشتراكي عن دواعي هذا القرار، وموقف وزارة الاتصال منه، وحول كيفية التدخل لوضع حد لمثله من القرارات المعاكسة لطموح المغاربة في خدمة إعلامية عمومية، تواكب نبض المجتمع وتساهم في تطوير وعيه، غير أن العناصر التي شكلت جوابا لخالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة عن سؤال للفريق الاشتراكي في جلسة للبرلمان، أول أمس الأربعاء انزاحت عن الاجابة عن السبب الحقيقي للحذف أو التعليق»، فقد نفى أن يكون لتوقيف البرنامج صلة بتطرقه لحركة 20 فبراير أو لاستضافته إدريس بنسعيد، بل بسبب اصطدام البرنامج، حسب تعبيره، بسهرات مهرجان «موازين». وأضاف الناصري بأن الأمر يتعلق بزوبعة في فنجان، وليست هناك أياد خفية، ولا لائحة سوداء لأشخاص ممنوعين من الظهور في التلفزيون العمومي المغربي. بالمقابل، فقد جاء في تعقيب خالد الحريري، النائب البرلماني في الفريق الاشتراكي، أنه إذا كان «التعليق مبررا خلال الاسبوع الثالث، حين عوضت الحلقة بإحدى سهرات «موازين»، فإن جواب الوزير غير مقنع بالنسبة لتعويض حلقة البرنامج بفيلم هندي في الاسبوع الأول من الحذف، وحلقة من «لالة العروسة» في الاسبوع الثاني». هذا، وأشارت مصادر مقربة من القناة الأولى الى أن بحث وزارة الاتصال عن عناصر للجواب عن سؤال الفريق الاشتراكي، فرض على مديرية البرمجة ل»«القناة الأولى» «إيجاد حيز زمني ضمن برمجتها لبث «مشارف» في الاسبوع الموالي لحفلات مهرجان موازين». وأكدت ذات المصادر أن سؤال الفريق الاشتراكي كان ذا وقع قوي على المديرية، التي ظلت في السابق تتجاهل المواقف المساندة للبرنامج الصادرة عن فعاليات ثقافية وازنة مغربيا وعربيا، كان آخرها توقيع مفكرين وأدباء عرب على بيان تضامني للمطالبة بإعادة برمجته.