الاتحاد الاشتراكي تجاوز التنديد بمنع البرنامج الثقافي «مشارف» للشاعر المبدع ياسين عدنان الحدود المغربية، ذلك أنه «لم يكن شأناً مغربياً خالصاً، بل فضاءَ حوار وتواصلٍ بين أدباء ومثقفي البلاد العربية مشرقاً ومغرباً»، كما ورد في بيان وقعه مثقفون وكتاب عرب. ولذا، يضيف الموقعون «نتشبّث بدورنا كأدباء وكتّاب عرب بهذا البرنامج باعتباره واحةً ظليلةً للثقافة والأدب في المنطقة وشرفةً مفتوحةً على ثقافات المغرب، وندافع عنه باعتباره أحد الجسور الثقافية بين «المغرب» و«المشرق» على الصعيد الإعلامي.» يقول البيان الذي ينتمي الموقعون عليه إلى مجمل الدول العربية: «إن المنع الذي يتعرّض له «مشارف» بسبب فتحه باب التأمل في سوسيولوجيا الحراك المغربي يُظهِر بجلاء أن مسؤولي الإعلام في المغرب لم يستوعبوا رسائل الربيع الديموقراطي العربي. لذا لا يسعنا، نحن الكتّاب الموقّعين على هذا البيان، إلا أن نعلن تضامننا مع صاحب «مشارف» الأديب ياسين عدنان لجهوده في ترسيخ اللحظة الثقافية داخل التلفزيون المغربي ومواكبته النقدية لهذه الهبّات العربية في الإعلام العمومي من أجل حراكٍ ثقافي أكثر حيوية ومستقبل أدبي أكثر إشراقاً.» من جهته، أعلن منتدى الصحافيين المغاربة في الخارج أنه يتابع باندهاش كبير تغييب، وللأسبوع الثالث على التوالي، برنامج «مشارف» الثقافي. وجاء في بيان نشره المنتدى حول الموضوع: «إن تعليق «مشارف» وفي هذه الظرفية التاريخية التي تمر منها بلادنا يكشف على إصرار مسؤولي القناة الأولى على اغتيالهم للعمق الثقافي داخل هذا التلفزيون الذي يريدونه أن يظل بعيداً عن طرح أسئلة وقضايا المجتمع.» وحسب المنتدى، فقد توالت المضايقات ضد البرنامج «لتصل إلى مستوى المنع عندما حاول البرنامج مواكبة الحراك السياسي المغربي إعلاميا من خلال استضافته سوسيولوجيين مغاربة ليظل التلفزيون المغربي مخلصا لعقليته الأمنية المناهضة للفكر والثقافة.». وفي ذات البيان، قرع منتدى الصحافيين المغاربة بالخارج «ناقوس الخطر منبها عقلاء البلد إلى خطورة هذه التجاوزات مؤكدا اعتزازه بتجربة «مشارف» وجدية هذا البرنامج، ومنددا بكل المضايقات التي يتعرض لها، كما يعلن تضامنه مع الزميل ياسين عدنان في هذه المحنة.». أما مغربيا، فقد تواصلت حملة التضامن مع «مشارف» إذ أصدرت «جمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي» بيانا أعلنت فيه أنها تتابع «بقلق شديد مسلسل المضايقات التي تعرض لها عدد من البرامج الثقافية والفنية بالقناة الأولى، وما يتعرض له في الآونة الأخيرة البرنامج الثقافي التلفزيوني المتميز «مشارف» للأديب والإعلامي ياسين عدنان.». وأضافت الجمعية أنه «في غياب برنامج خاص يعنى بالممارسة المسرحية في بلادنا، استضاف «مشارف» العديد من أعلام الخشبة المغربية روادا (الطيب الصديقي، عبد الله شقرون، محمد حسن الجندي، عبد القادر البدوي..) ومخضرمين (نبيل لحلو، عبد الكريم برشيد، عبد الحق الزروالي، يوسف فاضل، أنيسة الدرازي، عبد الواحد بنياسر..) وشبابا (لطيفة أحرار، مجيدة بنكيران، الزبير بن بوشتى).. ونجح في أن يطرح معهم أهم الأسئلة المرتبطة بشؤون المسرح وقضايا التربية الفنية في بلادنا. نفس الاهتمام أولاه مشارف للسينما والتشكيل والموسيقى والأغنية والإبداع الشفوي والفنون الشعبية مما جعله، إضافة إلى بعده الثقافي والفكري، مكسبا للساحة الفنية المغربية.». ونددت الجمعية «بكل أشكال المنع والمصادرة التي يمكن أن تطال هذه اللحظة التلفزيونية الرفيعة التي نستحقها ويستحقها المغاربة»، معبرة عن تشبث أعضائها » بهذا البرنامج الذي يتقاطع معنا في الكثير من الأهداف والذي يحقق جزءا من تطلعاتنا بخصوص تعميم التربية الفنية والثقافة المسرحية في بلادنا.». وفي نفس السياق، وخلال اجتماعها، مساء يوم الجمعة 27 ماي 2011، عبرت «اللجنة المحلية لدعم حرية الرأي والتعبير» بخنيفرة، عن استيائها الشديد تجاه قرار المشرفين على الشأن التلفزيوني الوطني بوقف البرنامج الثقافي «مشارف». وقد طالبت اللجنة، في بيان أصدرته عقب الاجتماع «من وزارة الاتصال والمجلس الأعلى السمعي البصري، بالعمل الفوري على إلغاء قرار منع برنامج «مشارف»، والالتزام برفع مقص الرقابة عن البرامج الهادفة والشعبية حتى يمكن للإعلام ببلادنا اكتساب حريته على إيقاع الربيع الديمقراطي العربي...» وذكرت «اللجنة المحلية لدعم حرية الرأي والتعبير، في نفس البيان «بالنقطة الواردة في بيانها التأسيسي التي تؤكد فيه على مطالبتها بتحرير الإعلام العمومي من الهيمنة والعقلية المخزنية العتيقة، وتحقيق قطب سمعي بصري ديمقراطي شعبي، يضمن تعدد الآراء ويترجم تطلعات المجتمع المغربي بجميع مكوناته وأطيافه، وأن يكون قادرا على مواكبة ورش التغيير على قاعدة حرية التعبير في ارتباطها بمبدأ الشفافية والحقيقة وحرية الإعلام.»