تسببت الأمطار الطوفانية، التي تساقطت ظهر يوم الأربعاء الماضي 30 مليمترا بفاس، في عزل العديد من الأحياء عن بعضها وإغلاق العديد من المنافذ المؤدية من وإلى وسط المدينة، واجتياح المياه التي فاقت كل التوقعات، مختلف المرافق العمومية والخاصة وعطلت العمل بها، وتسرب الأمطار ومعها الأوحال والأزبال المتراكمة على جنبات الأزقة والشوارع بسبب المشاكل التي تعرفها شركة النظافة بالمدينة العتيقة، إلى داخل المنازل وبعض المساجد والمؤسسات التعليمية والمحلات التجارية، مما أربك الحياة العادية للمدينة وأجج غضب السكان الذين خرجوا في مسيرات باتجاه الإدارة المسؤولة على الإشراف على الأشغال التي كانت سببا في إلحاق خسائر مادية جسيمة تقدر بملايين الدراهم. وتسببت أيضا في تعثر حركة السير، التي شلت على إثرها الحركة التجارية لأكثر من أربع ساعات، حيث تأخر توزيع الأدوية بالمدينة عن أوقاته المعتادة، وغيرها من الخدمات اليومية قبل تدخل فرق الإغاثة ومصالح الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس، التي انتقلت إلى الأماكن المتضررة من أجل تقديم المساعدات للعديد من المواطنين القاطنين بمناطق منحدرة حاصرتها المياه، وإعادة الحياة من جديد إلى معظم الشوارع الرئيسية بالمدينةالجديدة ( شارع كيني، طريق صفرو، طريق عين السمن، جل شوارع ازواغة وبنسودة....) وعدد كبير من الأحياء التي تضررت بسبب ضعف البنية التحتية أو نتيجة قدمها الذي يعود تاريخ إحداث البعض منها إلى العشرينيات من القرن الماضي، والتي همت دروب المدينة العتيقة، أو بسبب التلاعبات التي طالت بعضها الآخر، وكانت سببا في اجتياح مياه الأمطار الغزيرة والمياه المتدفقة من القنوات التي لم تستطع احتواء السيول المصحوبة بالأوحال، عددا من المنازل بحي بالخياط ،حي الحسني ظهر الخميس، حي الأمل عين هارون وغيرها المناطق الهامشية التي تعرف شبكة لصرف المياه ممهترئة. وقد عاين الفاسيون، خلال هذا اليوم الذي أنزلت فيه السماء غضبها لتحاكم بطريقتها الفساد الذي يطال بعض أشغال البنيات التحتية، وسياسة الترقيع دون مراعاة التوسع العمراني وضغط الكثافة السكانية، السيارات وهي تطفو فوق المياه التي غمرت القناطر والممرات الأرضية جراء الأمطار الفيضانية التي عصفت بالمدينة لمدة ساعتين، نذكر منها الممر الأرضي السعديين المعروف ب» انتبهوا» والقنطرة الجديدة الفاصلة بين حيي المرجة ازواغة وقنطرة حي الصناعي بنسودة، التي بلغ علو منسوب المياه بها أكثر من متر ونصف. وحسب اتصالات هاتفية أجرتها «جريدة الإتحاد الاشتراكي»، صباح أمس الخميس، مع عدد من سكان العاصمة العلمية، فقد شهد الوضع بالمدينة تحسنا، بعد أن خلفت الأمطار الطوفانية حالة من الرعب والفزع في نفوس السكان، الذين لم يغادروا منازلهم طيلة ثماني ساعات، بسبب الفيضانات التي شهدتها العديد من أحياء المدينة، وأدت إلى توقف حركة السير بالعديد من الشوارع والأحياء،التي تحولت إلى سيول جارفة،وأدت إلى انهيار منزل بمنطقة باب الغول، حسب بعض المصادر من عين المكان. وقد تنبأ ذات المصدر بوقوع انهيارات أخرى، أمام العدد الكبير من الدور والمنازل المهددة والآيلة للسقوط، خصوصا بأحياء المدينة العتيقة ومنطقتي المرينيين وباب الغول . وكانت الأمطار التي هطلت ببعض المناطق في بلادنا هذا الاأسبوع قد أدت أيضا إلى كارثة طبيعية أصابت سكان بني مسكين الغربية.فقد فوجئ سكان جماعة اولاد افريحة بني مسكين الغربية - دائرة البروج ، اقليمسطات مساء يوم الثلاثاء 17 ماي الجاري بنزول أمطار غزيرة وهبوب رياح قوية، وسقوط ثلوج كبيرة الحجم تلتها خلال ساعتين ابتداء من الساعة الرابعة، حتى السادسة مساء، تلتها «رعدة عاتية أتت على الاخضر واليابس بالعديد من الدواوير، حيث تم إتلاف المزروعات، والزيتون، والقضاء على الدجاج والحمام، كما اصيب بعض التلاميذ وهو يغادرون المدرسة بجروح وتم نقل بعضهم الى مستوصف قصبة الشافعي. بحكم القرب. سكان دواوير: المعلمين، اولاد سعيدان، الدبانشة، اولاد بولمان، اولاد سي بوقفة، دوار عين بلال، دوار اولاد امحمد. دوار اولاد الشرقي، دوار لمدادحة، دوار ليساسفة العليا، دوار لعوامرة، دوار اولاد سالم، لخنافسة، أصبحوا شبه مشردين ولا يملكون اي شيء كانوا يعتاشون منه ويتاجرون فيه.