سارعت عناصر الوقاية المدنية ورجال السلطات المحلية إلى إجلاء العديد من السكان القاطنين بالمنازل الواطئة، التي توجد بجوار الأودية، تحسبا من أمطار طوفانية جديدة توقعتها مديرية الأرصاد الجوية، ابتداء من اليوم الجمعة. وفي الوقت الذي قامت لجنة دعم منكوبي فيضانات إقليمالناظور، أول أمس الأربعاء، بتوزيع إعانات عينية عبارة عن أغطية من أحجام مختلفة، وملابس خاصة بالأطفال وبعض المواد الغذائية، جرى توزيع بيانات على عدد من السكان بهدف تعبئتهم وتحسيسهم بالانخراط الواعي في عمليات التضامن والتعاون التي تفرضها ظروف الكوارث الطبيعية. وركزت مختلف المجهودات التي قامت بها عناصر الوقاية المدنية ورجال السلطة المحلية، صباح أمس الخميس، على توعية السكان بالمخاطر، وتلقينهم بعض طرق الإسعاف وعمليات الإغاثة، كما جرى نقل مئات السكان بالدريوش إلى المؤسسات التعليمية مخافة اجتياح الأمطار الطوفانية لمنازلهم من جديد. وحسب تقرير رفع لوزارة الداخلية، فإن الحصيلة المؤقتة للخسائر المادية المسجلة في الأيام الأخيرة، تمثلت في انهيار ما يناهز 200 منزل عتيق أو مبني بالتراب، وانهيار قنطرتين بإقليمالناظور، وقنطرتين بالحسيمة، كما غمرت المياه عددا من المساكن والمرافق العمومية والتجارية، والمنطقتين الصناعيتين بطنجة، وانقطاع مؤقت لحركة السير في بعض الطرق الوطنية، فضلا عن انقطاع بعض الطرق الجهوية والمسالك المؤدية إلى بعض المناطق القروية، وانقطاع مؤقت لتزود بعض المناطق بالماء الشروب والتيار الكهربائي. ومازالت السلطات المحلية، والمصالح المعنية، تحاول فتح العديد من الطرق التي تسببت في عزل مناطق ومدن بأكملها، كالطريق الوطنية رقم 2 الرابطة ما بين الحسيمةوالناظور، التي مازالت مغلقة، بعد أن ألحقت بها الأمطار خسائر مادية جسيمة. وجرى تشكيل لجنة مركزية لليقظة والتنسيق بمقر وزارة الداخلية، منذ إصدار أول نشرة إنذارية من طرف المصالح الوطنية للأرصاد الجوية، بتعاون مع مختلف القطاعات المعنية، أنيطت بها مهام الربط والتنسيق مع اللجن الإقليمية والمحلية المكلفة بتفعيل مخططات التدخل الاستعجالي. وتبين أن الفيضانات التي شهدتها بعض المناطق أسفرت، إلى جانب خسائر مادية جسيمة، عن وفاة 28 شخصا خلال الأسبوع الماضي، وكانت التعبئة الشاملة والاستباقية مكنت من تقليص عدد وحجم الخسائر البشرية والمادية. وحسب مصدر رسمي جرى تسجيل 11 حالة وفاة بإقليمالناظور جرفتها مياه واد كرت، الذي بلغ صبيبه 2400 متر مكعب في الثانية، و6 وفيات بتازة من العائلة نفسها إثر انهيار سقف منزلها، و6 وفيات بالجهة الشرقية جرفتها المياه، و5 وفيات بولاية طنجة. وركزت تدخلات مختلف فرق الإغاثة على إنقاذ المنكوبين وتوفير الإيواء والمواد الغذائية والأدوية والأفرشة، إذ فاق عدد الأغطية الموزعة إلى الآن 10 آلاف وحدة، وعدد الحصص الغذائية 7000 حصة، فضلا عن إيواء ألف عائلة. وفي إطار برنامج استباقي، جرى الشروع، منذ السنة الماضية، في ترحيل الأسر القاطنة وسط مجاري وبجانب الأودية بشراكة مع وزارة الإسكان والتهيئة المجالية وبلدية وجدة، حيث جرى ترحيل 120 أسرة، ما ساهم في تقليص عدد ضحايا الفيضانات الأخيرة. وسجلت مصلحة الأرصاد الجوية، أن مدينة طنجة شهدت تسجيل تساقطات فاقت 196 ملمترا يوم 23 أكتوبر الجاري، الشيء الذي جعل البنيات التحتية لتصريف المياه في بعض الأحياء عاجزة عن استيعاب هذه الحمولة المهمة من المياه، التي غمرت مجموعة من البنايات، وأثرت سلبا على النشاط الصناعي بالمدينة. وبمدينة الحسيمة مازالت الأشغال متواصلة في أرجاء الإقليم لترميم وإصلاح قنوات الماء الشروب المتضررة والقناطر والطرق خاصة الطريق الوطنية رقم 2 بين وادي تازوراخت ووادي النكور، والطريق الإقليمية رقم 5205 الرابطة بين تارجيست وبني بوفراح، وكذا مدخل مركز الطوريس بالجماعة القروية بني بوفراح، والطريق الإقليمية رقم5207 الرابطة بين بني حذيفة وزاوية سيدي عبد الله، والطريق رقم 5204 التي تربط الطريق الوطنية رقم 2 بالجماعة القروية شقران. وجرى توزيع مساعدات اجتماعية، ومواد غذائية على المتضررين من الفيضانات، جراء الأمطار العاصفية والغزيرة التي تهاطلت أخيرا على الإقليمالحسيمة، والتي تسببت في وقوع خسائر مادية. وأفاد تقرير لولاية جهة تازة- الحسيمة- تاونات أنه جرت إعادة إسكان المتضررين في بعض الثانويات، فيما جرى مد سكان بعض المناطق المحاصرة بالمساعدات والمواد الغذائية عبر ممرات للراجلين. كما قامت لجنة مكونة من السلطة المحلية والمنتخبين والمجتمع المدني ببلدية الحسيمة بتحسيس حوالي 88 عائلة تقطن منازل مهددة بالانهيار من أجل الإجلاء لتفادي خسائر في الأرواح. واتخذت مجموعة من التدابير والترتيبات، منها إزاحة الأوحال في بعض الشوارع والأزقة، وكذا في بعض الطرق المؤدية إلى مدينة الحسيمة، والتي جرى تحويل اتجاهها مؤقتا لتسهيل حركة المرور.