النبش في سجلات كرة القدم الوطنية وتحديدا على مستوى المنتخب الوطني، يحيل إلى الكشف على سلوكيات مجموعة من اللاعبين عرف عنهم إدمانهم للكحول، وتناول الكيف ومختلف أنواع المخدرات، ومعاشرة بائعات الهوى، خلال المعسكرات والتربصات الإعدادية، في المغرب أو في الخارج. ويصعب في هذا الإطار، الكشف عن هوية مدمني الخمر والمخدرات في صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم، وعددهم لايمكن تحديده في رقم معين، احتراما للخصوصيات، واعتبارا لغياب إثباتات ملموسة، باستثناء حكايات زملاء لهم جاوروهم في المنتخب، أو في الجوار بالمدينة أو في الحي. ومحاولة تتبع مسارات البعض من هؤلاء اللاعبين الدوليين، خاصة منهم الذين حملوا ألوان الفريق الوطني في السبعينيات والثمانينيات، سيحيلنا كذلك على نهايات مأساوية لنجوم خفتت أضواؤها بسبب إدمانها على سلوكيات شاذة يرفضها منطق الرياضة وما يصاحبها من طقوس من المفروض أن تقف حاجزا وحاجبا يضع مسافة كبيرة بين اللاعب الرياضي وبين ممارسات المنحرفين! يتحدث البعض عن غموض لف موت أحد لاعبي المنتخب الوطني، في فترة السبعينيات، بالسنغال، وكيف كيفت الرواية الرسمية وحولت الحادث لمجرد «حادث مؤسف» نتج عن انزلاق اللاعب وسقوطه في مسبح الفندق، وموته بالتالي غرقا! مع أن زملاءه ومعارفه، يعرفون أن الضحية كان سباحا ماهرا، كما يعرف زملاؤه أن السبب الحقيقي في وفاته، أو مقتله، يكمن في الاعتداء الذي تعرض له على يد عميل سوفياتي كان وقتها يشتغل في سفارة الاتحاد السوفياتي بالسنغال، لم يتردد في توجيه لكمات وضربات قاتلة للاعب بسبب قيام هذا الأخير، وهو في حالة سكر، بالتحرش بصديقة للعميل السوفياتي! حكاية أخرى تتعلق بلاعب حمل القميص الوطني في السبعينيات كذلك، كما حمل قميص إحدى الأندية السعودية فيما بعد. وتشير تلك الحكاية إلى موت اللاعب بسبب سكتة قلبية! فيما تؤكد بعض المصادر، أن الموت كان مدبرا، وتم اغتيال اللاعب بسبب علاقته بإحدى فتيات أسرة أميرية سعودية. وتوضح مصادرنا، أن الفتاة تعلقت كثيرا باللاعب المغربي، الذي حاول مرارا عدم الاستجابة لها، لكن تأثير ما كان يتناوله من مخدرات وكحول جعله لايدرك خطورة الاقتراب منها، فكان المصير هو التعرض للقتل.. استرجع المغرب، حينها، جثمان اللاعب، لكنه فضل التنازل عن معرفة الحقيقة كاملة، أو على الأصح، تنازل مسؤولون في الدولة المغربية حينها، عن المطالبة بالاقتصاص، واستسلموا لواقع الأمر، ولعلاقات كانت «مربحة» مع السعوديين! دائما، وبسبب الخمر والمخدرات، تم ضبط لاعبين من اللاعبين الأساسيين في منتخب ما قبل فترة التسعينيات، في وضع شاذ جدا، وهما يمارسان الجنس مع شابين مثليين! الجميع كان في حالة سكر طافحة، وتحت تأثير المخدرات، وحدث ذلك في مقر إقامة المنتخب الوطني قبل يومين عن خوضه لمباراة حاسمة في تصفيات إفريقية لإحدى دورات كأس إفريقيا للأمم. تم طرد اللاعبين من معسكر المنتخب الوطني، وصدرت تعليمات بجردهما من ما كان بحوزتهما من مال، ورمي بهما في قارعة طريق خالية ليتدبرا معا طريقة الرجوع لمدينتهما! مرت فترة بعد ذلك، أعيد اللاعبان بعد ذلك، لصفوف المنتخب، وكأن شيئا لم يحدث! يروي البعض كذلك، وفي نفس السياق، كيف كادت تزهق روح أحد اللاعبين داخل إحدى الحانات في بلد إفريقي، حين «داخ» بفعل تناوله لكمية كبيرة من الخمر، لينطلق في معاكسة بعض بائعات الهوى ، لينتفض عسكريون ينتمون لنفس ذاك البلد الافريقي، ويحيطون به موجهين إليه لكمات على مختلف أنحاء جسمه، بل وليتطور الموضوع إلى حد أن أشهر أحد الجنود مسدسه ووجهه صوب اللاعب المغربي الذي لم يكن في وعيه، والذي لم ينج إلا بأعجوبة بعد أن تدخل صاحب الحانة، متوسلا ومستعطفا الجنود إخلاء سبيله! في فندق ببلد إفريقي آخر، يروي أحد اللاعبين من الجيل الماضي، أنه، وأثناء استغراقه في النوم، استيقظ على صوت مخمور «يتعاشق» مع إحدى الإفريقيات.. فتح عينيه، ليصادف شريطا مباشرا من نوع أفلام البورنوغرافية، بطله زميله في الفريق الوطني ومومس، والاثنان عراة وفي حالة سكر طافح! اسم آخر اعتبر نجما دون منازع كلاعب لكرة القدم، في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، كان الجميع يتنبأ له بمسار كبير في عالم الكرة، خصوصا أنه قدم في مباريات عديدة ما يثبت أنه موهبة فذة، لكن المؤسف أنه سرعان ما وقع ضحية إدمان الخمر والمخدرات، وفقد على إثر ذلك توازنه النفسي، وأضحى أكثر قربا من الشخصية المريضة نفسانيا من شخصية لاعب نجم. واستفحل به الوضع بعد أن اضطر للاعتزال، حيث تحول لمجرد «خيال» يشاهد يوميا وهو يجول أزقة المدينة التي يقطن فيها، كمتشرد فاقد لتوازنه العقلي، يحدث نفسه، ولايكثرت لمن حوله.. نهاية مأساوية لاتزال تتجول أمام أعين زملاء وأصدقاء الأمس! والسبب دائما: الإدمان على المخدرات والخمر. لاعب سابق آخر، لم تحرسه قيم الرياضة النبيلة، وتعرض وهو في بداية مساره، لإغراء المال والشهرة، ليسقط دون مقاومة في براثن الإدمان على الكحول. موهبته ومهاراته غطت نسبيا على تأثيرات الخمر في عروقه، قدم مباريات كبيرة مع فريقه بالقسم الوطني الأول، ذاع صيته كلاعب نجم، نجح في الحصول على عقد احترافي بإحدى بطولات الخليج، لكنه سرعان ما عاد خائبا، بعد أن تحكم في جسده الإدمان، ونفر منه المحيطون به من عناصر الفريق الخليجي، ليعود أدراجه للمغرب، ويقضي فترة قصيرة في ملامسة الكرة، ويتحول بعدها لمخلوق متشرد سكير، يستجدي دريهمات من زملاء ومسيري الأمس، يوفرها لاقتناء قنينة خمر، كانت سببا في حرمان كرة القدم المغربية من مشروع نجم ولاعب كبير! وفي كل الحكايات والروايات، في كل سجلات المنتخب الوطني لكرة القدم، وفي سجلات الأندية الوطنية، تحضر مشاهد من مثل تلك السلوكيات الشاذة، كتناول الخمر، القرقوبي، الشيشة، وكل أنواع المخدرات. وينتج عن ذلك في كثير من الأحيان، نزوح اللاعب إلى ارتكاب عدة حماقات، كالتحرش ببعض العاملات في الفندق، أو اصطحاب مومسات للغرفة، أو الاشتباك مع حراس الأمن والتعرض لحوادث السير! وفي كل تلك الحكايات، اختلفت طريقة تعامل المسؤولين المرافقين للفريق مع اللاعب المدمن، كما اختلفت كيفية معالجة حالته. وكثير من الحالات انتهب بمثل هؤلاء اللاعبين إلى التيهان والتشرد، وفقدان شخصيته الرياضية والاجتماعية.. للأسف، في سجلات كرة القدم المغربية، العديد من الحالات المماثلة. في الآونة الأخيرة، لم يتردد امحمد فاخر مثلا، مدرب فريق الرجاء الرياضي البيضاوي، من فضح سلوك غير أخلاقي قام به لاعبان من الفريق هما محسن متولي وحسن الطاير، والفريق كان في لحظتها في معسكر في أحد الفنادق بدولة مالي. فقد شهدت رحلة الرجاء البيضاوي إلى مالي، كما جاء في بعض التغطيات الصحفية، وكما جاء على لسان المدرب فاخر، فضيحة أخلاقية كان بطلها اللاعبان محسن متولي و حسن الطاير، حيث اكتشف مدرب الفريق محمد فاخر وجود «فتيات» رفقة اللاعبين وزجاجة خمر داخل غرفة بالفندق. وقد تم توقيف اللاعبين بشكل مؤقت وعرضا على اللجنة التأديبية للفريق، حيث اعترف محسن متولي بخطئه مقدما اعتذاره لجماهير الفريق ومسيريه، بينما أنكر حسن الطاير أن يكون تورط في الفضيحة، مؤكدا أن وجوده بالمكان كان محط صدفة. ورغم تعاطف مسؤولي الرجاء مع اللاعب محسن متولي، الذي عرف عنه ممارساته وفضائحه المتكررة، فأغلب أنصار الفريق يعتقدون أن تساهل المكتب المسير معه قد يسبب في تراجع مستواه وفقدان لاعب واعد كان الجميع يعلق عليه آمالا عريضة. ووجه المكتب المسير، على خلفية ما صدر عن اللاعبين من سلوك، توبيخا لهما وفرض عليهما غرامات مالية.