شكلت حفاوة الاستقبال التي خصت بها الحكومة الكاميرونية أعضاء الوفد المغربي المشارك في تظاهرة «كاميرون هوليداي» مناسبة لتجديد التأكيد على الرغبة القوية في توطيد علاقات التعاون الثنائي على كافة المستويات. أما الاستعدادات الجارية للاحتفال يوم 12 ماي الجاري بامتلاك التجاري وفا بنك لأغلبية أسهم البنكSCB الكاميروني، فكانت بالنسبة لأرباب العمل الكاميرونيين بمثابة خطوة جديدة تجعل من القطاع البنكي المغربي الممثل أصلا بالبنك المغربي للتجارة الخارجية رافعة لتوفير فرص استفادة مختلف مكونات المجتمع الكاميروني من الخبرة المغربية، ودعامة قوية للبادرة التي سهلت التنقل بين البلدين بفضل فتح خط جوي للخطوط الملكية المغربية يربط كلا من ياوندي و دوالا مباشرة بالدار البيضاء. ولمواكبة هذا التحول النوعي، فإن الكاميرون تستعد لتنظيم أيام تجارية كاميرونية مغربية بالدار البيضاء في النصف الثاني من السنة الجارية. أما بالنسبة للمعيقات التي تعرقل علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين، فقد تبين أنها ستكون موضوع الاجتماع الذي سينعقد يومي 25 و 26 ماي الجاري بمقر وزارة التجارة الخارجية بالرباط لمراجعة الترسانة القانونية وإقرار نظام تفضيلي بين البلدين، كما تبين أن تخفيض كلفة تأشيرة الدخول إلى الكاميرون سيتم التطرق إليه أثناء إعداد القانون المالي لسنة 2012 . وحمل الاستقبال الذي خص به وزير السياحة الحاج بابا حمادو الوفد المغربي أكثر من دلالة، فرغم أن يوم 2 ماي كان يوم عطلة رسمية في الكاميرون، فإن الوزير كان في استقبالنا ، وقد حرص على أن يرتدي الجلباب المغربي وعلى أن يؤكد لنا حرصه على الاستفادة من التجربة المغربية في المجال السياحي من منطلق أنها تجربة تحققت في بلد نام، وتستحق أن تعتمد كمرجعية في الكاميرون الذي يعتبر بدوره بلدا ناميا وله مؤهلات سياحية متعددة ومتنوعة ولكنها تحتاج إلى الصقل والتثمين للانتقال من النشاط السياحي التقليدي إلى دخول عالم الصناعة السياحية من بابه الواسع. الوزير الكاميروني اغتنم فرصة استقباله للوفد المغربي ليذكر بمشاركته في الدورة الثالثة للجلسات السياحية المنعقدة بمراكش، وبالمناسبة عبر عن إعجابه بالمستوى الذي حققه المغرب في المجال السياحي وعن رغبته في المشاركة في الدورة المقبلة ، وبعد أن استمع إلى عروض كل من عبد القادر صديام المدير العام لوكالة «العالية للتجارة والأعمال» وأحمد تالوث المدير العام لفندق لاكورنيش بالدار البيضاء وهشام بنعبود ممثل مجموعة وجدة للأسفار، خصنا بحوار أعلن فيه أن الرئيس الكاميروني بول بيا يدعو إلى انبثاق السياحة عبر تقوية الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، كما ذكر عند تعرضه لمقومات القطاع السياحي بأن الكاميرون يتكون من 250 مجموعة إثنية تعيش في نسق تام والجميع معبأ وراء الرئيس في المعركة التي يخوضها لإقامة دولة ديمقراطية وحديثة. وبفعل الإصلاحات المحققة ، فإن الكاميرون خرج من الأزمة الاقتصادية وصار يحقق معدلات نمو تتراوح بين 4 و 4,5 % كما أنه صار يعطي للسياحة وللصناعة السياحية المكانة التي تستحقها، وخلال سنة 2010 ارتفع عدد السياح لأول مرة إلى 600 ألف سائح أجنبي بفضل التوفر على 2144 مؤسسة سياحية و7600 غرفة فندقية و 44 ألف سرير. في رده على سؤالنا المتعلق بارتفاع كلفة التأشيرة، لاحظ الوزير أن هذا الملف يهم بالدرجة الأولى وزارة الخارجية، ولكنه استطرد قائلا بأن الحكومة سبق لها أن توصلت بعدة ملاحظات في هذا الشأن وبأن القانون المالي لسنة 2012 سيتضمن مراجعة القيمة في اتجاه الانخفاض. بالنسبة لانتظارات الكاميرون من المغرب، لاحظ الحاج بابا حمادو أن الخطوط الملكية المغربية حطمت أحد الحواجز الكبرى بعد أن فتحت خطا جويا مباشرا بين الكامرون والمغرب، وبعد أن نبهنا لوجود مجسم لطائرة تحمل علامة الشركة المغربية في خزانة القاعة التي استقبلنا فيها، عبر عن أمله في أن يستفيد الكاميرون من التجربة المغربية في كافة الميادين والمهن المرتبطة بالقطاع السياحي بما في ذلك التكوين ونقل المعرفة. فالكاميرون يمتاز بتنوع مؤهلاته الطبيعية ويمتاز كذلك بالتنوع الثقافي وما ينقصه هو تطوير وتثمين هذه المؤهلات والرقي بالصناعة التقليدية إلى المستوى الذي يجعل منها دعامة قوية للاقتصاد الوطني، أما الفنانون فلم يتردد في وصفهم بالسفراء الذين يستحقون كل العناية. نفس الحرارة التي استقبلنا بها وزير السياحة الحاج بابا حمادو تكررت عند الوداع وفي جو أخوي، تم ترسيخ هذه المناسبة بالتقاط صورة مع الوفد المغربي .