سيتوجه وفد من رجال الأعمال المغاربة العاملين في القطاع السياحي إلى الكاميرون للمشاركة في المنتدى المغربي الكاميروني الذي ستحتضنه العاصمة ياوندي يومي 29 و30 أبريل الجاري، فما تعرفه الساحة العربية والإفريقية من أحداث لا يشكل عرقلة أمام تقوية العلاقات الثنائية وإنما نفسا جديدا لتحويل هذه العلاقات إلى قاطرة للرقي بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الإفريقية إلى المستويات التي تؤمن الاستقرار والاستمرارية وتحسين الأوضاع المعيشية الداخلية. الملتقى المغربي الكاميروني يندرج في سياق فعاليات الدورة الأولى لتظاهرة «عطل الكامرون - كامرون هوليدايز» التي تنظم من طرف الشركة المالية للسياحة والترفيه بشراكة مع وزارة السياحة الكامرونية وتحظى برعاية رئيس الجمهورية بول بيا، يهدف إلى إنعاش الوجهة الكامرونية في الأسواق الاوربية والأمريكية والآسيوية، وستتمحور أشغالها حول شعار «الصناعة السياحية ومساهمتها في النمو والتنمية الاقتصادية» المشاركة المغربية في هذه التظاهرة وصفها المدير العام لوكالة «ديو ديو « عبد القادر سديام بالهامة جدا من منطلق أنها تشكل استمرارية للجهود التي بذلت في مجال تقوية علاقات التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة ونظرائهم في المجموعة الاقتصادية النقدية لدول إفريقيا الوسطى «CEMAC» التي تشمل كذلك الغابون وتشاد وغينيا الاستوائية وإفريقيا الوسطى والكونغو برازافيل ، فهذه المجموعة التي يزيد تعداد سكانها عن 30 مليون نسمة تحتل فيها الكامرون مكانة متميزة لكون عدد سكانها يزيد عن 17 مليون نسمة، فضلا عن كون اقتصادها متنوع ويفتح آفاق واسعة أمام تثمين مختلف الثروات غير المستغلة، وضمن هذا السياق فإن القطاع السياحي يتميز بكونه يحتل مكانة متميزة في الخيارات الاستراتيجية للكاميرون إذ يتخذ منه رئيس الجمهورية بول بيا أداة لمحاربة الفقر والهشاشة ولتسريع وثيرة النمو، ذلك أن التنوع الجغرافي والبيئي والإثني يوفر تنوعا في نمط العيش ويثري الثقافة مما يؤمن للزائر الاستمتاع بمختلف مميزات الإبداع الفني وبمؤهلات الصناعة التقليدية. بالنسبة للمشاركة المغربية في ملتقى عطل الكامرون أوضح سديام أنها تندرج في سياق تأمين استمرارية الأنشطة المساهمة في تقريب أوجه النظر بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة ونظرائهم في الكاميرون ،إذ سبق لوكالة ديو كوم أن نظمت بعثة لرجال الأعمال إلى الكاميرون في 28 و 29 مارس 2010 كما أن مغرب التصدير نظم بعثة مماثلة في 29 و 30 أبريل من نفس السنة، وما يهم هو أن السلطات الكامرونية عبرت عن استعدادها للتعاون مع المغرب من اجل الرقي بالمبادلات الثنائية والاستثمارات إلى المستويات اللائقة بها، وعن قناعتها بأن المغرب يشكل بالنسبة للكاميرون محطة استثنائية في علاقاتها الدولية، إذ أنه ليس مجرد شريك اقتصادي وإنما نقطة عبور لا مثيل لها لتقوية العلاقات بين الكامرون والدول الأوربية. نفس الرؤية سبق للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد الواحد الراضي أن أدلى بها للوفد الصحفي الكاميروني الذي استقبله بمقر الحزب بالرباط يوم 18 مارس 2010 حيث أكد لممثلي ممثل القناة التلفزية الرسمية CRTV والقناة التلفزية الخاصة CANAL2 والجريدة اليومية CAMEROON TRIBUNE أن ما اكتسبته المقاولات المغربية، العمومية منها والخصوصية، من خبرات ومهارات بفضل كفاءة مواردها البشرية، يؤهلها للمساهمة في مشاريع الدول الإفريقية التنموية سواء تعلق الأمر برفع حجم المبادلات التجارية أو بإنشاء علاقات استثمار وشراكة وتعاون. ومن هذا المنطلق كان قد دعا إلى تفعيل هذا التوجه عبر إلى توفير النقل الكافي لمسايرة طموحات الفاعلين الاقتصاديين وإلى تكثيف الزيارات وعلاقات التعاون في كافة المجالات بما فيها الثقافة والتكوين والسياحة والتواصل. الإرادة السياسية المعبر عنها من طرف مسؤولي كلا البلدين تحتاج فعلا إلى دفعة قوية لرفع مستوى المبادلات التجارية المغربية مع دول في المجموعة الاقتصادية النقدية لدول إفريقيا الوسطى «CEMAC» وإلى فتح خط بحري بين ميناءي الدارالبيضاء ودوالا الكامروني. وفي انتظار ذلك فإن الرحلات الجوية اليومية التي تنظمها الخطوط الملكية المغربية بين الدارالبيضاء وياوندي ودوالا ، تعزز تواجد بعض المؤِسسات المغربية في الكامرون وخاصة منها الممثلة للقطاع البنكي وتمهد لرجال الأعمال والمستثمرين طريق تفعيل خيارات التعاون بين دول غرب إفريقيا دون الاضطرار إلى البحث عن شريك أوربي. فالمشاركة في البعثة التي تنظمها وكالة ديو كوم فرصة جديدة لاعتماد السياحة كرافعة لعلاقات التقارب ودعامة لبناء لبنة إفريقية جديدة قوامها التعاون المثمر لما فيه مصلحة البلدين والشعبين.