ستحتضن العاصمة الاقتصادية الكاميرونية دوالا ما بين 28 و 31 مارس الجاري ملتقى للشراكة المغربية الكاميرونية بمشاركة ما بين 25 و 35 شركة مغربية، وبالموازاة مع ذلك سيحل بالمغرب مجموعة من رجال الأعمال الكاميرونيين للبحث عن زبناء يشترون منهم الخشب والبن والقطن وعن شركاء يتعاونون معهم في المجال السياحي والتكويني وفي غيرهما من المجالات التي تساعد علي الرقي بالعلاقات الاقتصادية الثنائية إلى مستواها الطبيعي. استناداً إلى المدير العام لوكالة « ديو كوك » عبدالقادر سديام فإن تنظيم الملتقى المغربي الكاميروني بتعاون مع المركز الوطني لتنمية المبادلات (الكامرون) يتم بدعم من سفارتي البلدين ومن جمعية المصدرين المغاربة والجامعة الوطنية للكهرباء والإلكترونيك وغرف الصناعة والتجارة بالإظافة إلى الخطوط الملكية المغربية التي تجاوبت مع الحدث وخفضت سعر التذكرة ذهاباً وإياباً إلى 6500 درهم ، وهو يستمد أهميته من كونه يعني دولة إفريقية يصل عدد سكانها إلى 17 مليون نسمة وتعتبر مركزاً تجارياً لحوالي 135 مليون نسمة الموزعين على دول المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (CEMAC) الشاملة أيضاً للكونغو برازافيل والغابون وغينيا الاستوائية وافريقيا الوسطى. وبالنسبة لنتائج الزيارة التي قام بها سديام للكامرون أوضح أنها تميزت باستقباله من طرف أربعة وزراء، وقد لمس منهم جميعاً انخراط الكامرون في مشروع كبير يشمل السكن الاقتصادي وبناء الطرق وما إلى ذلك من المشاريع التي عبر الكاميرونيون عن حاجتهم إلى التعاون فيها مع المغرب، وفي هذا السياق أعلن وزير التجارة عن بعث وفد كاميروني للاتصال بالمستوردين المغاربة بهدف تسويق منتجات تشمل بشكل خاص الخشب والقطن والبن والفواكه ولبحث إمكانية اقتناء الأدوية من المغرب، أما وزير السياحة فاستحضر خلاصات مشاركته في معرض للسياحة بمراكش وأكد إعجابه بالتجربة المغربية في الميدان وعبر عن استعداده للتعاون مع المغرب في كافة المجالات بما في ذلك التكوين والتجهيز والتسيير. وبخصوص المبادلات التجارية بين البلدين تشير الإحصائيات الرسمية المغربية المتوفرة إلى أن الكامرون تحتل الرثبة 61 بين زبناء المغرب والرتبة 103 بين المستوردين وقد تراجعت قيمة المبادلات ما بين 2008 و 2009 بمعدل 8%، ومن خلال إحصائيات التسعة أشهر الأولى تبين أن واردات المغرب بلغت حوالي 20,67 مليون درهم ومن هذا المجموع بلغت حصة الخشب حوالي 6,5 مليون درهم في حين أن حصة القطن ارتفعت بمعدل 157% وبلغت 12 مليون درهم أما الواردات من البن فتراجعت إلى الصفر بعدما كانت قد بلغت حوالي 8 ملايين درهم سنة 2008 وبخصوص الصادرات التي ارتفعت قيمتها من حوالي 100 مليون درهم إلى حوالي 107 مليون درهم فإن نفس الإحصائيات تبين المكانة المتميزة لمختلف مكونات قطاع النسيج والألبسة ضمن مجموع الصادرات ولكنها تبين في نفس الوقت التوقف عن تصدير بعض المنتجات كالفواكه والدهون ودقيق السمك إن المكانة التي توليها الكاميرون للمغرب تشجع على توطيد العلاقات الاقتصادية الثنائية وعلى الرفع من حجم المبادلات ومن عدد السياح في كلا الاتجاهين، وإذا كانت تجارب التسعينيات من القرن السابق قد تميزت بتفضيل شركة كاميرونية عاملة في قطاع الجلد للخبرة المغربية على نظيرتيها الإسبانية والبرازيلية واستطاعت بفضل ذلك أن تتحول من شركة مجمعة للأحدية المدنية إلى شركة تجمع أحدية الشغل وتصدرها إلى أوربا إن الكاميرون بثرواتها المعدنية والبحرية والبشرية مؤهلة لتوطيد علاقات التعاون مع المغرب في كافة الميادين الصناعية والتجارية والخدماتية، وبذلك فإن الملتقى الذي ستحتضنه دوالا ما بين 28 و31 مارس الجاري سيكون فرصة سانحة لإبرام علاقات وعقود تعود بالنفع على كافة الأطراف.