فاز فريق الوداد البيضاوي على خصمه المغرب الفاسي بثلاثة أهداف لهدف واحد برسم مؤجل الدورة 26 من بطولة النخبة، ليلة أول أمس الخميس بالمركب الرياضي محمد الخامس، وأمام جماهير ودادية وأخرى حجت من مدينة فاس لمؤازرة فريقها، ممثل العاصمة العلمية، الذي يخطو بثبات هذا الموسم، تحت إشراف الإطار الوطني رشيد الطاوسي. دخل الوداد هذه المباراة بطموحات كبيرة، سعياً لتحقيق الفوز والاقتراب أكثر من دائرة المقدمة، وذلك بغية احتلال المرتبة الثانية، على الأقل، نهاية هذا الموسم، التي تخول له المشاركة في كأس عصبة الأبطال القارية، سيما وأن المتزعم الرجاء البيضاوي يحتل الرتبة الأولى بمجموع 51 نقطة، ويسعى هو الآخر لتخطي باقي المباريات، وكله أمل في ذلك لمعانقة اللقب هذا الموسم... وبخصوص الزوار الفاسيين، فقد رفعوا في هذا اللقاء شعاراً لا للهزيمة، وهو الخيار الوحيد لتحقيق الفوز وانتظار نتائج الفريق الأخضر الذي تفصله عنه خمس نقط، وفوزه على الوداد سيمكنه من تسلق المراتب ومطاردة الرجاء بفارق نقطتين. إلا أن ما تتبعه الكل، ليلة أول أمس على أرضية محمد الخامس، سجل صراعاً قوياً ومنافسة شديدة بين أهل فاس وأبناء القلعة الحمراء، حيث أخرج الوداد كل أسلحته، واندفع منذ الصافرة الأولى للحكم رضوان جيد من عصبة سوس الذي عانى من الاحتجاجات القوية من طرف الزوار، خصوصاً من جانب اللاعبين وكذا الحارس عبد الحكيم أيت بولمان الذي استأسد أمام الوداد وسجل حضوراً قوياً ومتميزاً، وكان لحضوره مكانة قوية من خلال تصديه لكل الكرات التي كانت تشكل خطراً على مرماه، خصوصاً تصديه لضربة جزاء. وقد نهج المدرب فخر الدين رجحي أسلوباً هجومياً في هذا النزال الحارق، وخلق متاعب لدفاع الماص الذي حاول تكسير كل العمليات الهجومية للمحليين بواسطة أحمد أجدو ومحسن ياجور والمهاجم الكونغولي فابريس أونداما، الذي فعل ما شاء، وتمكن من بلوغ ما كان يصبو إليه. ورغم الدفاع القوي لممثلي العاصمة العلمية في إبعاد الخطورة عن منطقة العمليات، و التضييق الشديد على قناصي الوداد، فقد تمكنت العناصر الودادية من بلوغ مرمى عبد الحكيم أيت بولمان في حدود الدقيقة (16) بواسطة فابريس أونداما إثر هجوم منسق قاده أحمد أجدو وأيت العريف الذي كان غير محظوظ وفابريس. هدف الوداد أشعل فتيل المدرجات ... هذا الهدف، أيضاً، زاد من حماس أشبال المدرب رشيد الطاوسي بقيادة اسكيتيوي وبورزوق وبلعمري، بحثاً عن تعديل الكفة، وإثر محاولات عديدة كادت إحداها أن تمنح الماص التعادل بواسطة بلعمري، هذا الأخير تصدى لمواجهته وإبعاد الكرة الحارس نادر لمياغري، الذي أصيب على مستوى الرأس بعد تدخل قوي لبلعمري برجله، دون قصد، وقد أشهر الحكم جيد ورقة حمراء في وجه اللاعب الزكرومي في آخر أنفاس الجولة الأولى التي انتهت بامتياز الوداد. الشوط الثاني، عرف إيقاعاً سريعاً وبحثا متواصلا من طرف لاعبي المغرب الفاسي لتعديل الكفة، وقد تمكنوا من ذلك في حدود الدقيقة (57) بواسطة ضربة جزاء نفذها بنجاح طارق اسكيتيوي، أعادت البسمة للفاسيين، ونزل الهدف كقطعة ثلج على جمهور الوداد، لكن العناصر الحمراء لم تقف مكتوفة الأيدي، بل ناورت و بحثت عن هدف الامتياز، وناورت واصطادت ضربة جزاء بعد عرقلة ياجور داخل المعترك في إحدى المحاولات، في حدود الدقيقة (57)، لكن أيت العريف لم يتوفق في ترجمة ضربة جزاء لهدف ثان، (د 76). بعد ذلك أقحم فخر الدين أيوب سكوما مكان أيت العريف، لإعطاء نفس جديد على مستوى الخط الأمامي.. وإثر محاولات عديدة، تمت عرقلة فابريس أونداما من جديد داخل المعترك، بعد عرقلته من طرف الحارس أيت بولمان، الحكم رضوان جيد يعلن عن ضربة جزاء، التي لقيت احتجاجات قوية على هذا القرار، من طرف الطاقم التقني وكذا الحارس أيت بولمان، احتجاجه الثاني هذا كلفه ورقة حمراء والطرد، والطرد لا يخدم مصالح عرينه كحارس متألق، وقف سداً منيعاً أمام الوداد، واستأسد في هذه المباراة بكل المواصفات، فتم إخراج حمزة حجي، اللاعب السابق للوداد بهدف دخول الحارس الاحتياطي أنس زنيتي الذي لم يتوفق في التصدي لضربة جزاء، والتي نفذها بنجاح أحمد أجدو في آخر أنفاس المباراة. أضاف الحكم سبع دقائق كوقت بدل الضائع، وكانت في صالح الوداد، بعدما أضاف نفس المهاجم الكونغولي فاربيس أونداما الهدف الثالث للوداد في (د 97) بضربة رأسية بديعة، أفقدت كل آمال المغرب الفاسي، الذي عاد إلى العاصمة العلمية بمعنويات مهزوزة بعدما استعصى عليه تحقيق مبتغاه وطموحات لاعبيه في منحة تحفيز الفوز أمام الوداد الذي قدم عرضاً جيداً وردَّ دين لقاء الذهاب الذي عانى هو الآخر من سوء التحكيم! يمكن القول إن ابن الفريق المدرب فخر الدين رجحي قد ساهم في تكوين فريق متجانس، وبات على مسيري الوداد منحه الثقة الكاملة للعمل مهما كانت النتائج في نهاية الموسم. يذكر أن الوداد ينتظر لقاء حارقاً نهاية الأسبوع القادم أمام مضيفه مازيمبي.. كما قدم الوداد اعتراضاً تقنياً على لجنة الكاف بخصوص إشراك أحد لاعبيه في إحدى المباريات القارية بدعوى أنه غير مؤهل لخوض المنافسات الأفريقية.. وقد تمت مراسلة الاتحاد الافريقي الثلاثاء الماضي.