«ليس لدينا أي ذكرى سيئة عن المغرب في أي مرحلة من مراحل التاريخ اللبناني، لقد ظلت مواقفه تجاه لبنان متوازنة على عكس الكثير من الدول العربية.. هذه الصورة الطيبة سهلت نوعا ما من مهمة وفد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى لبنان. وهي العبارة نفسها وحدت مواقف الأحزاب اللبنانية بطوائفها المسيحية والمسلمة تجاه المغرب.. وذلك خلال اللقاء الذي جمع وفد الإتحاد الإشتراكي مع عدد من الأحزاب اللبنانية وفعاليات شبابية ونسائية طيلة الأسبوع الماضي. وكان وفد الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، برئاسة عضو المكتب السياسي فاطمة بلمودن، وعضو المجلس الوطني ولجنة العلاقات الخارجية طالع سعود الأطلسي ورحاب حنان عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية. وتأتي هذه اللقاءات في إطار التشاور بين حزب الاتحاد الاشتراكي والأحزاب اللبنانية من أجل مد الجسور وتوطيد العلاقات، ولا سيما في ظل الحراك الشعبي الذي يعيشه العالم العربي من أجل التغيير وتركيز الديمقراطية. وقدم الوفد الاتحادي، عروضا حول الحركية الكبيرة التي يعيشها المغرب نحو تدعيم مجتمع ديمقراطية والحداثة وإصلاح كبير يطال الجانب الدستوري واصلاحات أخرى تتعلق بقوانين الانتخابات والأحزاب. وحظي مشروع الجهوية الموسعة واقتراح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية كحل سياسي لفك النزاع حول الصحراء المغربية. صوت المستقبل مع المغرب «صوت تيار المستقبل لن يحجب عن المغرب، والأكيد أن صوت لبنان لن يحجب عن المغرب أيضا»، كانت هذه خلاصة لقاء الاتحاد الاشتراكي مع تيار المستقبل بحضور الشيخ أحمد الحريري الأمين العام للتيار. وقال أحمد الحريري خلال اجتماعه بوفد عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تقوده فاطمة بالمودن عضو المكتب السياسي للحزب إن «التيار يؤيد التغيير الديمقراطي بالدول العربية يجب أن يكون بشكل سلمي .. وأن الحل السلمي السياسي والحوار والتفاوض هو الطريق الذي يجب أن يسلك من أجل فك النزاع بين الدول العربية» وعلى جانب آخر أشار الحريري إلى أنهم داخل تيار المستقبل يأملون أن تستمر وتتطور علاقات قوية بين لبنان والمغرب، معتبرا في الوقت ذاته، أن تيار المستقبل يدعم الاستقرار في كل البلدان العربية، وأنه لا يمكن له إلا أن يكون بجانب كل ما تطلبه الشعوب العربية ومن بينها ما ينشد إليه الشعب المغربي من استقرار. ومن جهة أخرى، أكد الأمين العام ل«تيار المستقبل» أحمد الحريري وفاطمة بالمودن «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» تأييد الخيارات الديموقراطية السلمية للشعوب العربية، وأعربا عن دعمهما لنضال الشعب الفلسطيني لتحقيق التحرر والاستقلال. هذه المواقف جاءت خلال زيارة قام بها وفد من «الاتحاد الاشتراكي» إلى الحريري، في حضور أمين سر مكتب الامانة العامة مختار حيدر، ورئيس الهيأة المختصة للشؤون الخارجية نادر النقيب، وعضو الهيأة المختصة للشؤون الخارجية شيرين صفير وعضو مكتب قطاع الشباب زياد ظاهر. وتبادل الطرفان وجهات النظر بشأن تطورات الاوضاع العربية الراهنة والاوضاع الداخلية في كل من لبنان والمغرب وأكد الطرفان تأييد «الخيارات الديمقراطية السلمية للشعوب العربية»، كما أعربا عن «دعمهما لنضال الشعب الفلسطيني ضد سياسة الاستيطان والتهويد للاراضي المحتلة من أجل تحقيق التحرر والاستقلال الوطني وبناء دولته المستقلة»، وتوافق الطرفان على تعزيز علاقات الصداقة والاخوة «خدمة للمصالح الوطنية والعربية المشتركة». نحن مع المغرب وبحضور عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة أمل، حرص جميل حايك، رئيس المكتب السياسي للحركة، على التأكيد أن الأحزاب من واجبها أن تسهر على حماية رياح الديمقراطية التي تهب على عدد من دول العالم العربي. وأن «حركة أمل» تنتمي إلى مدرسة تدعو إلى تمتين الوحدة الداخلية للبلدان العربية، وأنها لا تراهن على أي مشروع يمكن أن يؤدي إلى إي تصدع في أي بلد عربي بما فيها المغرب ولبنان. ومن جهة أخرى، قال «طلال الساحلي» عضو المكتب السياسي ل «حركة أمل» والمكلف بالعلاقات الخارجية والعربية داخلها «نحن مع المغرب ومع وحدة المغربي العربي الكبير .. ونأمل أن تستمر علاقتنا وتتقوى في اتجاه تبادل الخبرات، فالمغرب مختبر الديمقراطية داخل البلدان العربية بشمال افريقيا ولبنان نموذج للديمقراطية بالمشرق» لاذكرى سيئة مع مغرب في منطقة المعراب، حيث بيته والمقر الرئيسي لحزب القوات اللبنانية، استقبل الحكيم سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية وفد الاتحاد الاشتراكي، بحضور الوزير الأسبق طوني كرم، أمين سر «القوات اللبنانية» وهبي قاطيشا، ومسؤولين عن العلاقات الخارجية للقوات ومنظمته الشبابية. تاريخيا ليس لدينا ذكرى سيئة في أي مرحلة من مراحل مع المغرب، عبارة كانت مستهل حديث سمير جعجع عن المغرب وعن علاقة لبنان مع الشعب المغربي، وأيضا يؤكد رئيس القوات اللبنانية «العالم العربي يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تحقيق التنمية الشاملة وتعزيز ديمقراطياتها». وفي الوقت نفسه، يعتبر سمير جعجع «أنه هذه المرة الأولى تقوم فيها الشعوب العربية، تحرك الشعبي بشكل جدي في اتجاه البناء الديمقراطي» علاقة الكتائب بالمغرب قوية زار وفد «الاتحاد الاشتراكي المغربي» بيت الكتائب المركزي في منطقة الصيفي ببيروت، والتقى رئيس الحزب أمين جميل و نائب رئيس الحزب سجعان قزي، والامين العام ميشال الخوري، ورئيسة مصلحة شؤون المرأة راشيل مرعب، وذلك في إطار التعاون القائم بين الحزبين. وجرى عرض ل«الاوضاع في كل من لبنان والمغرب، وتم استعراض برنامج العلاقات المستقبلية بين الحزبين، وجرى تقويم للاوضاع التي تشهدها الساحة العربية»، وشدد أمين جميل في كلمته الترحيبية بالوفد المغربي على أن «دعم الحزب الكتائب اللبنانية للوحدة الترابية للمغرب يأتي من خلال العلاقات القوية التي تربط الكتائب اللبنانية بالمغرب». ومن جهة أخرى، أعرب مسؤولو الحزبين عن تطلعاتهم ورغبتهم الأكيدة في تبادل الوفود والتجارب في العمل الحزبي مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وكذا تعزيز التواصل مع الاحزاب المغربية التي تجمعهم معها نفس المبادئ ووجهات النظر. لا نقبل بتجزئة الدول العربية أكد حسن عز الدين عضو المكتب السياسي لحزب الله والمكلف بالشؤون العربية في اللقاء الذي جمع وفد الاتحاد الاشتراكي وقيايدي حزب الله، أن حزب الله مع وحدة الدول العربية سواء تعلق الأمر بالمغرب أو السودان أو العراق أو لبنان، إذ قال المكلف بالشؤون العربية في حزب الله «نحن ضد أي تجزئة للعالم العربي ونحن مع وحدة التراب في المغرب». واعتبر السيد حسن عز الدين أن مبدأ أساسي يدافع عنه الحزب وهو رفض كل النزعات والدعوات التجزئة، في وقت يعرف فيه العالم مسارات وحدوية في مناطق عديدة تروم تحقيق التقارب الاقتصادي والسياسي وأيضا الأمن والاستقرار اللذين لا يمكن بدونهما توفير شروط التنمية الشاملة والديمقراطية. واعتبر مسؤولو الحزبين أن من شأن هذا التواصل والتقارب بين الحزبين وبين لبنان والمغرب أن يخدم مصالح شعبي البلدين، خاصة في ظل ما حققته البلدان من إنجازات هامة في مسارهما الديمقراطي والحزبي، وبالنظر كذلك إلى الدور الذي يلعبه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمغرب والدور الذي يناط بحزب الله. لقاءات نسائية وشبابية وثقافية الوفد المغربي عقد لقاءات أيضا مع الحزب الاشتراكي التقدمي والحزب الشيوعي اللبناني، وبالموازاة مع اللقاء الحزبية، مع فعاليات نسائية لبنانية ببيت السفير المغربي. كما كانت للوفد المغربي جلسات عمل مع عدد من التنظيمات الشبابية التابعة لتيار المستقبل، والقوات اللبنانية وشبية الحزب الاشتراكي التقدمي. وعلى مستوى آخر أطر الأستاذ طالع سعود الأطلسي ندوة مع حركة تيار المقاومة، ضمت فعاليات حقوقية، سياسية والثقافية والنسائية حول ما يعيشه المغرب من حراك والاصلاحات السياسية والدستورية المطروحة اليوم في المغرب. ويذكر أن تواجد اللقاءات الحزبية التي عقدها الاتحاد الاشتراكي للقوات للشعبية مع الأحزاب اللبنانية واكبتها تغطية اعلامية كبيرة، إضافة إلى تخصيص جريدة السفير اللبنانية أعمدتها إلى حوار أجرته مع عضو المجلس الوطني للحزب طالع سعود الأطلسي حول النموذج المغربي في التغيير الدستوري والسياسي بالمغرب وحول مطالب التغيير بالعالم العربي.