نرفض أي حالات تقسيم في الوطن العربي وعلى الأطراف الأخرى تقديم مشاريع بنفس جدية المبادرة المغربية وصف الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، خالد حدادة، المبادرة المغربية لمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية بأنها «تحمل بوادر انفتاح وتستحق الدراسة»، وأعلن أنه سيدعو الأطراف الأخرى إما إلى تقديم مشاريع بنفس الجدية أو تتقدم بدراسة المبادرة المغربية. واعتبر أن المغرب دخل مرحلة من التغيير منذ بداية التسعينات معربا على أنه حان الوقت بالدفع بهذا التغيير إلى مرحلة متقدمة وإقرار الجيل الجديد من الإصلاحات التي ستنقل المغرب إلى مرحلة الديمقراطية الحقيقية. واعترف خالد حدادة، في ندوة صحفية عقدها مساء أول أمس الخميس، في إطار زيارة وفد من الحزب الشيوعي اللبناني إلى المغرب بدعوة من حزب التقدم والاشتراكية، بما أسماه «براغماتية الحزب» في تناوله لقضية الصحراء المرتكزة على وجهة نظر المواقف المختلفة للقوى المغاربية من قضية لبنان. مشيرا أن مواقف الحزب بخصوص القضية لم تكن مبنية على دراسة كافية للتاريخ والإيديولوجيا، وإنما من منطلق أن الجزائر كانت تدعم الحركة الوطنية اللبنانية، فيما كان الاعتقاد السائد أن المغرب له موقف داعم لليمين اللبناني. ودعا حدادة مختلف القوى إلى مراجعة مواقفها من قضية الصحراء، في اتجاه تشجيع الحركات الوحدوية، ورفض أي مساعي للتفتيت والتقسيم. وشدد على أن حل نزاع الصحراء يجب أن يتم في إطار المقاربة الوحدوية، مطالبا الأطراف الأخرى إلى تقديم حلول تصب في هذه المقاربة. واعتبر القيادي الشيوعي اللبناني أن المبادرة المغربية لمنح الأقاليم الجنوبية للمملكة حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية «إيجابية»، وعلى الأطراف الأخرى أن تتقدم بمشاريع تحمل نفس الجدية أو الشروع في دراسة المبادرة المغربية لأنها تحمل «بوادر انفتاح تستحق الدراسة». ومن شأن الانفتاح والحوار حول حل يقرب وجهات النظر في القضية، يقول حدادة، التخفيف من التوتر الحاصل حول مسألة الصحراء، وفي القطيعة في العلاقات المغربية الجزائرية، ومساهمة في «تغليب عوامل التوحيد على عوامل الانقسام العربي». وأبرز الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني أنه لاحظ أن المغرب عرف تغييرا ملموسا منذ تسعينيات القرن الماضي، ويعيش في مرحلة انتقالية، معربا أنه حان الوقت بالدفع بهذا الاتجاه إلى مرحلة متقدمة وإقرار جيل جديد من الإصلاحات، لتحقيق الديمقراطية في البلاد. ولم يخف الأمين العام أن زيارته على رأس وفد من الحزب الشيوعي اللبناني يضم كلا من أريج شما عضو المكتب السياسي وغسان إبراهيم عضو اللجنة المركزية، إلى المغرب، ساهمت في إغناء وجهة نظرهم لرؤية الأحزاب والقوى السياسية المغربية عن الأوضاع التي تعرفها المنطقة، ودفاعها المستميت من أجل الديمقراطية، بالقدر الذي ساهمت في تعميق شعوره بإحساس الشباب المغربي بالقرب لقضايا لبنان والأمة العربية، انطلاقا من وعيه السياسي والتزامه القوي بالقضية الفلسطينية والتضامن مع الشعب اللبناني. وقال خالد حدادة إن أهمية الزيارة تأتي في الظروف والتطورات التي تعرفها المنطقة، والحالة الثورية الحقيقية التي تعيشها العديد من البلدان العربية، التي ستغير حتما وجه العالم العربي، وستنقله، بحكم التراكم الذي ستتركه، إلى موقع آخر. وبلغة المتواضع، أسر أنه لا أحد كان يتوقع ما يحدث الآن في المنطقة العربية من حراك شبابي وشعبي، واصفا النظام الرسمي العربي بأنه «يعيش حالة موت سريري»، متسائلا في ذات الوقت عن كيفية استعادة ما أسماه «المشروع الهجومي العربي» الذي من شأنه انبثاق عالم عربي ديمقراطي تقدمي تكون فيه لقوى اليسار والقوى التقدمية المكانة الأساسية. وأقر الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني أن الساحة اللبنانية ستكون أصعب الساحات على مستوى الحراك الشبابي والشعبي في المنطقة، وقال إنه على العكس من الخطإ الشائع «أن لبنان واحة من الديمقراطية ويحسدنا البعض بالانتماء إلى هذه الواحة»، فإن بلده يعتبر أقل الدول العربية ديمقراطية، بسبب الانقسام الطائفي والمذهبي. وشدد على أن استمرار الطوائف في لبنان يشكل خطرا ليس فقط على لبنان، وإنما أيضا على الطوائف نفسها مما سيفقد المقاومة اللبنانية طابعها الوطني ويجعلها ميليشيا في إطار حرب طائفية. وحيا مبادرة الشباب اللبناني الذي أطلق دعوات إلى إنهاء النظام الطائفي والخلاص منه نهائيا. وسيكون التأثير الأهم لثورة شباب لبنان على فلسطين، وعلى سلطتيه التي وصفهما ب «السلطتين المسخين، في رام الله وفي غزة».