شهدت أغلب شوارع مدينة مراكش مساء يوم السبت حالة استنفار جراء إقبال عدد كبير من محبي الكرة المستديرة على مشاهدة مقابلة «الكلاسيكو» بين الفريقين الاسبانيين برشلونة و ريال مدريد. أجواء الاستعداد بدت مغرية منذ الصباح حيث أغلب المقاهي عملت على وضع ملصقات وأعلام خاصة بالفريقين معا، في حين أن بعض المحبين قاموا بدفع وحجز المقاعد الأمامية لإجبار أنصار الفريق الخصم الرجوع إلى الخلف. تدابير تليق بالعرس الكروي والمستوى الذي وصلت إليه الكرة الاسبانية ومدى شعبيتها عبر العالم، إضافة إلى أن كل الفئات أضحت جد مهووسة بالفريقين وفرحة عارمة لكل هدف يسجل لدى أي فريق. لكن في المقابل حسرة هي تلك التي تعم قلوب ومخيلة هؤلاء الشباب، الشيوخ والأطفال ومن كلا الجنسين حول حالة ووضعية الكرة المغربية ومدى قدرة الفرق المحلية على سلب مثل هاته الجماهير لإبهارهم بقمة المستوى الكروي. فرحة الجماهير بهذا الحدث الكروي عمت جل المقاهي والقاعات السينمائية، هاته الأخيرة التي تحولت إلى ملجأ خصب لمحبي الكرة بدل هواة ومحبي الفن السابع ومن مداخيل جد بئيسة لأفلام تختلف جودتها باختلاف القاعة السينمائية إلى متنفس ومنتوج يخفف معاناة قاعات سينمائية ظلت تشكو عقود الإهمال. حادث مأساوي ذلك الذي عرفته تلك الليلة قاعة سينما مبروكة المتواجدة قرب ساحة جامع الفنا أثناء المقابلة حيث بمجرد ما سجل الفريق الكتلاني الهدف، حتى اندفعت إحدى الشابات في عقدها الثالث تدعى (فتيحة .أ) وتعمل كنقاشة حناء بالساحة الشهيرة من شرفة المنصة وألقت بنفسها إلى الطابق الأرضي فرحة بالهدف، حيث عكرت الفرجة على مجموعة من الشباب، وبدل التمتع بجودة اللعب أضحى المكان مسرحا لرجال الأمن والوقاية المدنية الذين حجوا لمكان الحادث للقيام بالإجراءات والبحث عن خلفيات سقوط المتفرجة. الشابة أصيبت بكسر في يدها . يذكر أن ظاهرة العنف المصاحب لمباريات كرة القدم أضحت تثير العديد من التساؤلات حول القيمة الحقيقية للفن الكروي وثقافة التسامح والتآخي والرغبة في الفرجة بدل الاقتصار على سلوكات العصور الحجرية وإشعال فتيل التظاهر انطلاقا من فراغ أخلاقي أو رغبة في شحن الأجواء المعقدة أصلا...