شهدت الثانوية التأهيلية عبد الخالق الطريس بنيابة التعليم بعين الشق، زوال يوم الخميس 24 مارس 2011، وفي إطار البرنامج المحلي لسكرتارية عين الشق لجمعية الفضاء الحداثي للتنمية و التعايش، والمتعلق بالتنشيط السوسيو ثقافي داخل المؤسسات التعليمية المتواجدة بالمنطقة، تنظيم لقاء ثقافي مفتوح مع تلاميذ الثانوية في موضوع : «دور المجتمع المدني في ترسيخ قيم المواطنة»، أطره الأستاذ عبد المقصود الراشدي الرئيس المؤسس لجمعية الشعلة للتربية والثقافة، ورئيس اتحاد المنظمات التربوية المغربية، و رئيس مجلس إدارة الشبكة الأورومتوسطية للمنظمات غير الحكومية، وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وقد عرف هذا اللقاء الذي عقد برحاب ساحة الثانوية، حضور عدد غفير من تلاميذ المؤسسة ذكورا وإناثا من مختلف الشعب، والذين غصت جنبات الساحة بهم إضافة إلى الطاقم التربوي والإداري للمؤسسة: خلال بداية هذا اللقاء ، شكرت المسيرة خديجة غزالي عضو سكرتارية عين الشق المؤسسة على حسن استضافتها للجمعية، ورحبت بالتلاميذ والطاقم التربوي والإداري على حضورهم لهذا اللقاء، ثم قدمت نبذة عن جمعية الفضاء الحداثي للتنمية و التعايش، و أهم أهدافها، ومبادئها، وبرامج عملها، وعرفت بالمؤطر الأستاذ عبد المقصود الراشدي، ثم فسحت المجال لمديرة الثانوية الأستاذة نعيمة الروحي التي شكرت سكرتارية عين الشق على اختيارها للمؤسسة كفضاء تعليمي و تربوي لتنظيم هذا اللقاء المفتوح و مثمنة هذه المبادرة المهمة. وعلى نفس المنوال سار الأستاذ عبد المقصود الراشدي الذي شكر المؤسسة و الفضاء الحداثي للتنمية و التعايش على دعوته لتأطير هذا اللقاء مع التلاميذ، و اعتبره نشاطا ثقافيا يندرج ضمن الأدوار التي يلعبها المجتمع المدني في الانفتاح على فئة التلاميذ من أجل نشر ثقافة الحوار والمواطنة، حيث أكد ذ- الراشدي في بداية عرضه على أن المجتمع المدني له دور أساسي داخل المجتمع المغربي ، خاصة الجمعيات التي تهتم بمجالات المرأة والأطفال، وذلك في ظل التطور الذي عرفه الحقل الجمعوي بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، حيث تزامن ذلك مع تطور الحريات العامة بالمغرب . وقدم ذ- الراشدي نبذة تاريخية عامة حول العمل الجمعوي و المدني بالمغرب منذ الاستقلال، حيث اعتبر أن منظمات الكشافة، والأوراش الفكرية والجمعيات، وأندية المسرح خلقت حركة ثقافية، وأعطت للشباب المغربي الثقة في النفس والقدرة على التعبير عن أفكارهم من خلال العمل المسرحي و الجمعوي والثقافي داخل فضاءات دور الشباب، والتي لعبت دورا كبيرا في تربية أجيال من الشباب المغربي المثقف والمناضل، رغم أن الفترة التي تبلورت فيها هذه الحركية الثقافية كانت خلال سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي، والتي تميزت بعدم وجود الحق في التعبير عن الرأي، والموقف في كل القضايا التي تخص الدولة و الفرد والمجتمع. مركزا على أن مكونات المجتمع المدني بالمغرب، ساهمت في خلق رأي عام مؤثر ركز في عمله على ثلاث نقط أساسية: حرية التعبير، والحق في التجمع، والدعوة إلى العدالة الاجتماعية، خاصة أن المرحلة المهمة التي دخلها المغرب على مستوى التحولات السياسية، بدأت منذ التسعينات مما أثر على عمل الحقل الجمعوي، الذي أصبح يتميز بالقدرة على المبادرة و التعبئة، وحضور الفعل الجماعي في العمل الجمعوي، مما سهل عملية انفتاح الجمعيات على الشأن العام بالمغرب. وفي السياق ذاته، اعتبر الأستاذ عبد المقصود الراشدي أن المجتمع المدني في المغرب أصبحت له عدة مهام وحددها في النقط التالية : «الدفاع عن المؤسسة العمومية تعزيز التضامن بين ساكنة الأحياء الاعتزاز بالانتماء للوطن، ونشر ثقافة الطموح وتحقيق المستحيل الدفاع عن فضاءات دور الشباب نشر ثقافة الاهتمام بالقراءة والكتابة نشر قيم المواطنة و الحداثة»، داعيا في ختام عرضه الشباب إلى إيصال صوتهم ، والتعبير عن رأيهم خاصة مع موجة الإصلاحات الجديدة التي يعرفها المغرب ، لأن الإنسان الذي لا يملك مبادئ و قيم ثابتة يدافع عنها و يناضل من أجل تحقيقها لا يجب الإطمئنان ل. هذا العرض الذي قدمه ذ- الراشدي أغرى تلاميذ المؤسسة للتفاعل، والنقاش الثقافي والفكري مع ماجاء فيه من أفكار و اقتراحات تهم الشباب، والمجتمع المدني، والحقل الجمعوي، ودورهم في نشر ثقافة المواطنة والحداثة، وقد تمحورت تدخلات التلاميذ حول معرفة معلومات أكثر عن جمعية الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، ومعنى مفهوم الحداثة، وعلاقة المجتمع المدني بالمواطنة، والعولمة ودورها في ترسيخ قيم المواطنة، إضافة إلى الدور الذي يجب أن تلعبه المكتبات في المدارس لتطوير القدرات الذاتية. وخلال نهاية هذا اللقاء الثقافي أخذ الكلمة الكاتب العام لسكرتارية عين الشق الذي شكر جميع الحضور من الأطر التربوية و الإدارية للثانوية، وأعضاء الجمعية، والتلاميذ، والأستاذ المؤطر على مجهودهم الكبير لانجاح هذا النشاط الذي اعتبره ناجحا و حقق الأهداف والغايات المتوخاة منه، ونزولا عند رغبة التلاميذ في معرفة معلومات أكثر عن الجمعية، قدم الكاتب العام نبذة عنها وأهم أهدافها وبرامجها الوطنية والمحلية، ضاربا موعدا للجميع لحضور اللقاء المقبل الذي ستنظمه سكرتارية عين الشق، بإحدى المؤسسات التعليمية المتواجدة بالمنطقة، في إطار برنامج التنشيط السوسيو ثقافي الذي أطلقته السكرتارية على مستوى منطقة عين الشق.