بدأ مبعوث للحكومة الليبية رحلة الى اوروبا لمناقشة انهاء القتال الدائر في بلاده, لكنه لم يعط أي اشارة على تقديم أي تنازل كبير في الحرب التي وصلت الى حالة من الجمود بين قوات المعارضة وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال مسؤول في الحكومة اليونانية لرويترز إن نائب وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي سافر الى اثينا جوا الاحد الماضي حاملا رسالة شخصية من القذافي الى رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو تفيد أن ليبيا تريد انهاء القتال. وقال وزير الخارجية اليوناني ديميتريس دروتساس للصحفيين»يبدو أن السلطات الليبية تسعى لحل. واضاف ان من المقرر ان يتوجه العبيدي بعد ذلك الى مالطا وتركيا. لكن لا توجد أي اشارة بشأن ما اذا كانت طرابلس مستعدة لتقديم ما هو اكثر من الاستعداد للتفاوض بتقديم عرض لانهاء الحرب التي اصيبت بالجمود عند خط الجبهة الامامي في مدينة البريقة النفطية في الشرق في الوقت الذي تحاصر فيه قوات القذافي في الغرب المدنيين. وفي تأكيد على محنة المدنيين في غرب ليبيا اضطرت سفينة تركية ابحرت الى مدينة مصراتة المحاصرة لانقاذ نحو250 جريحا للمغادرة على عجل بعدما تكدست حشود من الناس على رصيف الميناء على امل الفرار من المدينة. وقال علي أكين رئيس الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية التركية بعد توقف السفينة لالتقاط المزيد من الجرحى من بنغازي معقل المعارضة في شرق ليبيا «انه وضع صعب للغاية... اضطررنا للمغادرة مبكرا.» وأمر وزير الخارجية التركي بدخول السفينة الى ميناء مصراتة بعدما قضت اربعة أيام في البحر تنتظر اذنا من سلطات الموانئ للدخول دون جدوى. وأضاف أكين لرويترز أن السفينة وصلت الى مصراته تحت حراسة عشر مقاتلات اف-16 تابعة للقوات الجوية التركية وفرقاطتين حربيتين تركيتين. ويهدف التفويض الذي منحته الاممالمتحدة للتدخل العسكري بدءا من19 مارس الى حماية المدنيين المحاصرين في القتال بين قوات القذافي وقوات المعارضة. ولا تستطيع قوات القذافي او قوات المعارضة الاقل تنظيما امتلاك اليد العليا عند خط الجبهة الامامي على الرغم من ان القوات الجوية الغربية تساعد المعارضين. وبعد تبادل مطاردة بعضهم البعض على طول الطريق الساحلي الرابط بين الموانئ النفطية في شرق ليبيا ومعقل القذافي القبلي في الغرب وصل القتال الى حالة من الجمود في البريقة وهي مدينة يقطنها عدد قليل من السكان تمتد على مسافة تزيد عن25 كيلومترا. وتستبعد الدول الغربية القلقة من التورط في حرب ثالثة بعد حربي افغانستان والعراق ارسال قوات برية لمساعدة المعارضين في ليبيا. وقالت الولاياتالمتحدة التي سلمت قيادة العمليات العسكرية الى حلف شمال الاطلسي انها وافقت على تمديد استخدام طائراتها الحربية حتى يوم الاثنين بسبب الطقس السيء الاسبوع الماضي. لكنها شددت على رغبتها في انهاء مشاركتها في العمليات القتالية والانتقال بدلا من ذلك الى القيام بدور في دعم مجالات مثل الاستطلاع والحرب الالكترونية واعادة التزود بالوقود. ونقل عن ستيفن دالتون قائد القوات الجوية الملكية البريطانية قوله لصحيفة الجاردين في عددها الصادر أول أمس ان القوات الجوية البريطانية تعتزم مواصلة عملياتها في ليبيا حتى ستة اشهر على الاقل. واضاف ان بلاده ستحتاج الى طائرات «لعدد من الاشهر وليس عددا من الايام او الاسابيع.» وتسبب الجمود العسكري على خط الجبهة ومحنة المدنيين المحاصرين جراء القتال او الذين يواجهون نقص في امدادات الغذاء او الوقود في موجة من الاتصالات الدبلوماسية لايجاد سبل لحل الازمة. واجرى باباندريو اتصالات هاتفية مع مسؤولين في طرابلس بالاضافة الى زعماء قطر وتركيا وبريطانيا على مدى الاسبوعين الماضيين. وكانت اليونان تتمتع بعلاقات طيبة مع القذافي استمرت لعدة سنوات. وحذر دبلوماسي من أن أي تسوية دبلوماسية قد تشمل على سبيل المثال تسليم القذافي السلطة الى احد ابنائه يمكن أن تؤدي الى تقسيم ليبيا. وكانت تستبعد الدول الغربية هذه الاحتمالية قبل شن الغارات الجوية. وقال الدبلوماسي «تتم مناقشة سيناريوهات متنوعة... الجميع يرغبون في حل سريع.» ويعمل المعارضون في هذه الاثناء على تنظيم صفوف قواتهم التي تتشكل من العديد من المتطوعين غير المؤهلين حتى لا تتمكن فقط من الحفاظ على مواقعها بل لتحقق تقدما ايضا. واذا ما تم التوصل في نهاية الامر الى وقف لاطلاق النار يؤدي الى تقسيم ليبيا فان السيطرة على العائدات من الموانئ النفطية ومن بينها البريقة وراس لانوف الى الغرب سيكون امرا هاما. وعين المعارضون ما اسموه «فريق الازمة» واصبح عبد الفتاح يونس العبيدي وزير داخلية القذافي السابق رئيسا لاركان قواتهم وحاولوا رفع الروح المعنوية لجيشهم المتطوع غير المدرب بتعيين عسكريين محترفين في القيادة. وقال خالد الليبي وهو رائد سابق في القوات الجوية الليبية لرويترز في بنغازي «نعيد تنظيم صفوفنا. شكلنا اول الويتنا. انه يتشكل باكمله من منشقين عن الجيش واشخاص عادوا من التقاعد.» وبدون قوام اساسي من قوات نظامية قضت قوات المعارضة المتطوعة المسلحة تسليحا خفيفا اياما وهي تتقدم وتتقهقر على طول الطريق الساحلي في ضواحي البريقة وكانوا يفرون باستخدام شاحنات صغيرة عندما كانت قوات القذافي تشن هجمات بالصواريخ. وفي الغرب قال ساكن ان قوات القذافي واصلت محاصرة مصراتة وقصفت مبنى كان يستخدم في معالجة المصابين مما اسفر عن مقتل شخص واصابة المزيد. وانتفضت مصراتة ثالث اكبر المدن الليبية مع مدن اخرى ضد القذافي في منتصف فبراير لكنها محاصرة الان من قبل القوات الحكومية بعد حملة عنيفة ادت الى انهاء اغلب الاحتجاجات في المناطق الغربية الاخرى. وقال ابراهيم [26 عاما] وهو احد الاشخاص الذين نقلتهم السفينة التركية من مصراتة «الوضع سيء جدا جدا. تعرضنا لقصف من القذافي في الشارع الذي اعيش فيه.» واضاف لرويترز «ليس لدينا ماء ولا كهرباء ولا ادوية. القناصة في كل مكان.» وبعد اسابيع من القصف والحصار بدا ان قوات القذافي افقدت المعارضين قبضتهم على مصراتة. ويقول المعارضون انهم لا يزالون يسيطرون على قلب المدينة والميناء لكن قوات الحكومة تواصل ضغطها. ولا يمكن التحقق من الروايات القادمة من مصراتة من مصدر مستقل لان السلطات الليبية تمنع الصحفيين من التغطية بحرية من المدينة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس.