قال موسى إبراهيم المتحدث باسم نظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي أن طرابلس مستعدة للتوصل إلى "حل سياسي" مع القوى الدولية، بشرط بقاء القذافي في الحكم، معبرا عن الاستعداد لمناقشة الإصلاحات في النظام السياسي. وأضاف المتحدث ان الحكومة الليبية تأسف لقرار ايطاليا دعم المعارضة الليبية المسلحة، وانه كان قرارا مستندا الى معلومات مضللة. وأكد المتحدث أن طرابلس مستعدة لإجراء انتخابات واستفتاء، او اي شكل آخر من اشكال الاصلاحات في نظامها السياسي. وقال إبراهيم: "يمكن ان نتخذ اي نظام سياسي او اي تغييرات، في الدستور والانتخابات، اي شيء، لكن الزعيم لا بد ان يقودنا الى الامام، هذا ما نؤمن به". واوضح قائلا: "لا احد يمكن ان يأتي الى ليبيا ويقول: لا بد ان تتخلوا عن قائدكم وتغيروا نظامكم، من انتم حتى تقولون كلاما كهذا". صور القذافي ظهر في لقطات تلفزيونية حديثة وكان التليفزيون الليبي قد عرض صورا تظهر القذافي وهو يحيي أنصاره في مجمع باب العزيزية في طرابلس. في الوقت نفسه التقى نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي الموفد الخاص لنظام القذافي مساء الاثنين رئيس الوزراء المالطي لورانس غونزي بعد زيارتين قام بهما لليونان وتركيا بحثا عن مخرج للازمة الليبية. ولم يرشح اي شيء عن محادثاته في لافاليتا كما ان المسؤولين المالطيين الذين اعلنوا عن اللقاء لم يكن بامكانهم معرفة الوجهة المقبلة للموفد الليبي. واجرى العبيدي محادثات مساء الاحد في اثينا مع رئيس الوزراء جورج باباندريو والاثنين مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في انقرة. وقد اعلنت وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكية الاثنين ان وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا الذي انشق الاسبوع الماضي عن نظام القذافي لم يعد يخضع للعقوبات الاقتصادية الاميركية المفروضة على المسؤولين الليبيين. "ضربة قاسية"وقالت وزارة الخزانة على موقعها الالكتروني ان كوسا "قطع الصلات التي كانت تربطه بنظام القذافي واليوم ترفع العقوبات المفروضة عليه". وكان متحدث باسم البيت الابيض اعتبر الخميس ان انشقاق وزير الخارجية الليبي موسى كوسا يشكل "ضربة قاسية" لمعمر القذافي ويؤكد ان المحيطين بالزعيم الليبي فقدوا ثقتهم بنظامه. ووصف المتحدث باسم مجلس الامن القومي طومي فيتور هذا التطور بأنه "انشقاق كبير وضربة قاسية لنظام القذافي". واعترفت ايطاليا بالمجلس الانتقالي الذي شكله المعارضون الليبيون ك "ممثل شرعي وحيد" للشعب الليبي، مؤكدة أن مقترحات نظام العقيد معمر القذافي للخروج من الأزمة، "لا تتمتع بالمصداقية". وقال وزير خارجية ايطاليا فرانكو فراتيني، بعد لقائه مبعوث المجلس علي العيساوي، إن بلاده "قررت الاعتراف بالمجلس". وأضاف أنه ناقش هذه المسألة مع نظيره اليوناني صباح الاثنين, مضيفا ان الرسالة التي تم نقلها الى اليونان ومفادها ان نظام القذافي سيحترم وقف اطلاق النار "لا تتضمن شيئا حول رحيل القذافي ولهذا السبب لا يمكننا قبول هذه الاقتراحات". وقال فراتيني إن بلاده ستعلن رسمياً عن مكتب تمثيلي لإيطاليا في بنغازي قريباً. ولم يستبعد الوزير الإيطالي إمكانية تسليح المعارضة الليبية لكن فقط "كخيار اخير". كما وعد فراتيني "باستخدام طائرات ايطالية لاجلاء جرحى من مستشفى مصراته شرق طرابلس. وعرض أيضا التعاون بشكل ملموس لإعادة اعمار ليبيا. وبحسب وسائل الاعلام الايطالية, فإن نظام طرابلس يرغب في تعاون اليونان ومالطا بصفتهما عضوين في الاتحاد الاوروبي, وانقرة لكونها عضو بارز في حلف شمال الاطلسي, في وساطة بهدف ايجاد وقف لاطلاق النار. من جهته اعتبر رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل ان ثمة فقط طريقين ممكن سلوكهما "اما ان يساعدنا الحلف الاطلسي على التخلص من القناصة او ان يسلحنا كي يفعل مقاتلونا ذلك". مبادرةوأشار إلى أن مسؤول المجلس الوطني الانتقالي للسياسة الخارجية توجه الى روما "للطلب من ايطاليا الاضطلاع بدور هام في اطار مهمة الحلف الاطلسي لحماية الشعب الليبي". يذكر أن المعارضة الليبية أصرت على رحيل القذافي، بعد ورود تقارير، نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مبادرة تتضمن انتقال للسلطة يقوده اثنان من أبنائه (سيف الإسلام والساعدي). وفي السياق ذاته أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن مجموعة الاتصال بشأن ليبيا التي تقرر تشكيلها في مؤتمر لندن ستعقد أول اجتماع لها في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع القادم. تركيا من جهة اخرى وصل الاثنين الممثل الخاص لمعمر القذافي نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي إلى أنقرة. ويلتقي المبعوث الليبي وزير الخارجية أحمد داود أوغلو الذي أجرى في وقت سابق محادثات مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي( الناتو). وقال اوغلو إن العبيدي يحمل رسالة من القذافي إلى رئيس الوزراء التركي رجيب طيب اردوغان. ويأتي هذا بعد يوم من زيارة العبيدي كمبعوث للقذافي اليونان طالباً "حلاً للأزمة"، على حد وصف وزير الخارجية اليوناني ديميتري دروتساس بعد لقاء المبعوث الليبي برئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو.