يبدو أن السيل وصل الزبى بمؤسسات الإعلام العمومي ببلادنا، كما أن هناك وعيا متناميا لدى عامة الناس وفي مقدمتهم كل العاملين بهذه المؤسسات الإعلامية العمومية في هذه المرحلة بالذات، المتسمة بالمطالبة بالإصلاحات الهيكلية، القانونية، الاقتصادية والسياسية بضرورة التغيير والإصلاح بهذا القطاع الاستراتيجي والحيوي. فهذا واقع ملحوظ وملموس تمثل في تزايد الوقفات الاحتجاجية أمام القناة الأولى بالرباط والقناة الثانية بالدار البيضاء خلال الأسبوع المنصرم والوقفات المبرمجة مستقبلا، بالإضافة إلى نوعية الشعارات التي رفعها شباب 20 فبراير في مسيرة الأحد الماضي 30 مارس المطالبة بالتغيير والإصلاح بالقطاع الإعلامي، وهذا ما تأكد كذلك خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية ظهر أول أمس أمام مقر وكالة المغرب العربي للأنباء. لقد ردد المحتجون في هذه الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها بالإضافة إلى عدد كبير من صحافي وصحافيات الوكالة، بعض المنظمات الحقوقية وممثلي بعض النقابات وشباب 20 فبراير وفعاليات ديمقراطية واعلامية، رددوا شعارات منددة بسوء التسيير والتدبير الذي تعرفه وكالة المغرب العربي للأنباء، وغياب الشروط المهنية والعملية داخلها، ناهيك عن منطق الزبونية والمحسوبية في التعاملات الإدارية والتعيينات داخل الوكالة أو خارجها في المكاتب الجهوية التابعة لها بالمغرب أو المكاتب الدولية بالخارج. كما استنكر المشاركون في هذه الوقفة الاحتجاجية الخط التحريري للوكالة والطرق المنتهجة في العمل الإعلامي بها التي لا تعتمد على أي ميثاق تحرير واضح ، والمتسمة بالتعتيم والبعيدة عما يجري ويعتمل داخل المجتمع المغربي في الوقت الذي تعتبر فيه هذه المؤسسة مؤسسة عمومية ممولة من طرف أموال الشعب. هكذا صدحت حناجر الصحافيين والصحافيات بشعارات تترجم هذه المطالب وهذا الواقع المرفوض، متمثلة في «وكالة عمومية وأخبار الشعب منسية»، «وكالة رسمية بلا خدمة عمومية» ، «بغينا وكالة إخبارية فيها حرية ومهنية»، «وما بغيناش وكالة مخزنية تعتيمية» كما عرفت هذه الوقفة شعارات تندد بالوضعية الكارثية التي تعرفها الوكالة، وذلك من خلال الوضعية الإدارية الغامضة التي يوجد عليها المسؤول الأول بها، حيث يغلب على الوكالة في التسيير والتدبير اليوم ، طابع الارتباك في اتخاذ القرارات وأحيانا التردد في اتخاذ قرارات حاسمة، وفي السياق ذاته أكد صحافي يشتغل بالوكالة للجريدة «أن التعيينات في مناصب المسؤولية لا تعتمد على منطق الكفاءة التجربة والمهنية، فالمنطق السائد هو منطق الولاءات ، ومنطق أباك صاحبي». وطالب المشاركون في نفس الوقفة الاحتجاجية برحيل بوزردة نهائيا عن الوكالة، وتحريرها من قبضة الأيادي الخفية التي تدبرها من خلف الستار حيث أصبحت هي الآمر والناهي، لذلك رفع المحتجون شعارات من أمثال «يا مسؤول تلاح تلاح الشعب بغا الإصلاح»، «الشعب يريد تحرير الإعلام» «الحركة بدات بدات لإسقاط الرداءات». وفي آخر هذه الوقفة ، أكد يونس مجاهد الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة في كلمة له، أن معركة الإصلاح والتغيير بالقطاع الإعلامي العمومي بالمغرب أصبحت ضرورة أكثر من أي وقت مضى، خاصة أن البلاد اليوم مقبلة على كسب رهانات وتحديات الإصلاح والتغيير، واعتبر أن هذه الوقفة مناسبة للمطالبة بالإصلاح الشامل والجذري للأوضاع الداخلية بالوكالة وتحسين وضعية العاملين بها.