حقق فريق الفتح الرياضي انتصاره الثاني على التوالي، بعد تغلبه على الدفاع الحسني الجديدي خلال المباراة، التي جمعتهما برسم الدورة 19 من البطولة الاحترافية بالمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن. هزيمة فارس دكالة تعد الأولى بعد 17 دورة، والثانية منذ انطلاقة الموسم، بعد تعثره أمام اتحاد طنجة برسم الدورة الأولى. وتأتي هزيمة الفريق الجديدي في منعرج خطير، كونها جاءت بعد تعادلين، الشيء الذي أوقف مؤقتا منافسته على المرتبة الأولى، والتي كان يحتلها قبل أن ينقض عليها فريق الوداد الرياضي، بقيادة مدربه الحسين عموتة، الذي سيكون سعيدا بهدية فريقه السابق. واعتبر محبو الفتح الرياضي الانتصار على فريق قوي، إسمه الدفاع الحسني الجديدي، قطعا مع النتائج التي رافقت فريقهم خلال المباريات الست الأولى، والتي كانت فتحت بات الشك في العودة إلى لباس البطل، كما أن الانتصار يأتي قبل إجراء مباراة الفريق المؤجلة ضد الجيش الملكي يوم فاتح مارس، وسيكون طموح فريق الفتح هو الانتصار لبلوغ 26 نقطة، وهو رصيد سيمكن من الاقتراب من منطقة الأمان. وهناك من محبي الفريق الرباطي من اعتبر الانتصار، هدية أيضا لمدرب فريقهم السابق الحسين عموتة، الذي تمكن رفقة الوداد من احتلال المرتبة الأولى، والتخلص من شراكته مع الدفاع الجديدي، الذي ابتعد عنه مؤقتا بثلاثة نقط. وبالعودة إلى المباراة، والرسم التاكتيكي الذي اعتمده المدرب وليد الركراكي (3 – 5 – 2) يظهر بأنه كان يعتمد أكثر على الضغط هجوميا، وفرملة أي هجوم مرتد لفريق الدفاع الجديدي، وذلك بجعل وسط الميدان لا يعرف مساحات فارغة، تمكن المدرب عبد الرحيم طاليب من استغلالها جيدا. وتبقى مفاجأة وليد الركراكي هي اعتماده على إبراهيم البحري لأول مرة منذ إطلاق البطولة الاحترافية، وتوظيفه في الهجوم إلى جانب اللاعب عبد السلام بنجلون، مع منح مهمة تنشيط وسط الميدان للاعب فوزير، الذي أصبح يؤكد مباراة بعد أخرى بأنه لاعب قادر على تقمص كل الأدوار، بلياقته البدنية العالية، وسرعته الكبيرة التي أصبحت تجعل منه لاعبا مقلقا لدفاع الفرق، التي يواجهها الفتح. وبالرغم من كون اللاعب البحري يخوض أولى مبارياته، إلا أنه أعلن عن نفسه بعدما سجل هدف الانتصار لفريقه في الدقيقة 62 من المباراة، وهو الهدف الذي عرف المدرب وليد الركراكي كيف يحافظ عليه من خلال بعثرة أوراق المدرب عبد الرحيم، بعد أن أخرج البحري وعبد السلام بنجلون وأدخل كلا من سيديبي وناينغ، وبعدها أدخل المدافع آس مانداو من أجل تقوية الخط الخلفي، وتحويل اللاعب خاليص إلى وسط الميدان. وبالرغم من كون المدرب عبد الرحيم طاليب عمد أيضا إلى استنفاد كل تغييراته، إلا أن أوراقه لم تكن ناجعة، حيث اعتمد وليد الركراكي على جدارين دفاعيين متماسكين، محصنين بتدخلات المدافع خاليص الذي كان فعالا في الدفاع، كما كان قادرا على تهديد مرمى الدفاع الجديدي بتدخلاته خلال الكرات العرضية المقوسة العالية، والتي كانت تأتي من أقدام فوزير أو الباسل أو بنعريف. وأمام فشل البناء الهجومي في هزم الحارس الحواصلي، اعتمد لاعبو الفريق الجديدي على الكرات الثابتة، ومن مسافات قريبة من مرمى الفتح، وكانت كلها تنتهي بالفشل، وكانت أكثرها خطورة يف الأنفاس الأخيرة من اللقاء، عندما استفاد الدفاع من أربع ركنيات متتالية ضاعت كلها، لينهي الحكم التيازي المباراة بانتصار الفتح في مباراة كانت تشكل هاجسا قويا لكل مكونات الفريق، خاصة وأن الدفاع الجديدي يبحث عن العودة إلى الصدارة، لكنه لم يتمكن من ذلك، الأمر الذي قد يدخله مرحلة الشك، في حين أصبح الفتح يتقدم بخطوات حثيثة نحو المقدمة.