واصل الدفاع الحسني الجديدي سلسلة انتصاراته في البطولة الوطنية الاحترافية، بعدما أطاح في مؤجل الدورة الرابعة من الدوري الاحترافي، على أرضه وأمام جمهوره، بمنافسه العنيد اتحاد الفتح الرياضي، بهدف حمل توقيع المهاجم الإيفواري لامين دياكيتي في حدود الدقيقة (63)، من المباراة التي شهدت ندية كبيرة بين الفريقين، قبل أن يتمكن الفريق الدكالي وبصعوبة بالغة من حسم النتيجة لصالحه، ومن ثمة ضرب عصفورين بحجر واحد: تكسير عقدة الفتح، الذي كان قد أرغم الدفاع على التعادل في أربع مباريات خلال الخمس مواسم الأخيرة بملعب العبدي، وثانيا مواصلة تشديد الخناق على متصدر الترتيب الوداد البيضاوي . عبد الرحيم طاليب، ظل وفيا لعادته التي أعطت أكلها في عديد المباريات، وذلك بإصراره على تغيير تشكيلة فريقه من مباراة لأخرى واعتماده على نظام المداورة بين اللاعبين للحفاظ على اللياقة التنافسية للمجموعة الجديدية، حيث احتفظ بالثلاثي حذراف ونناح وأستاتي في دكة البدلاء، واعتمد على الثلاثي دياكيتي وأحداد وأزارو لقيادة الهجوم. نفس الشيء لمدرب الفتح الركراكي، الذي راهن على الهجوم لخطف ثلاث نقاط من الجديدة، من خلال إقحامه لثلاثة مهاجمين دفعة واحدة أساسيين منذ البداية وهم: بنجلون وتيبركانين والغامبي أنجي. وقد جاءت المباراة مشتعلة منذ بدايتها، وبحث الفريقان مبكرا عن هدف التفوق، خاصة الدفاع الجديدي الذي كان هو صاحب المبادرة، ومارس ضغطا قويا على دفاع الفتح بحثا عن التهديف، إلا أن الفريق الزائر، بخبرة لاعبيه، نجح في امتصاص حماس المحليين، في حين راهن الزوار على المرتدات السريعة والكرات الثابتة من أجل مباغتة أصحاب الأرض. ومع توالي الدقائق، نزل الإيقاع بعض الشيء من كلا الجانبين، وتمركزت الكرة أكثر في وسط الميدان، الذي شهد صراعا قويا بين لاعبي الفريقين. وأمام الحراسة اللصيقة، التي فرضها المدافع مانداو على هداف الدفاع وليد أزارو، أعطى المدرب طاليب تعليماته للمهاجمين أحداد ودياكيتي من أجل الاعتماد على إمكانياتهما الفردية لخلق الفارق. وانتظر الجمهور القليل، الذي تابع اللقاء، الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول ليعاين أول وأبرز فرصة للتسجيل، كان من ورائها الجديدي السابق، والذي يدافع حاليا عن قميص الفتح، محمد نهيري الذي كاد من ضربة خطأ مباشرة أن يمنح الامتياز لفريقه، لولا براعة وخبرة الحارس الدكالي الكيناني. وفي الشوط الثاني، ارتفع نسبيا إيقاع المباراة، بعدما صحح المدربان طاليب والركراكي الأوضاع داخل فريقيهما في مستودع الملابس، إلا أن الدقيقة 56 حملت أخبارا غير سارة لممثل العاصمة، إثر تلقي ظهيره الأيمن، المخضرم المهدي الباسل، البطاقة الصفراء الثانية كلفته الطرد. ورغم التغيير الاضطراري الذي أقدم عليه مدرب الفتح لسد الثغرة في خط الدفاع، فإن ذلك لم يمنع الدكاليين من الاستفادة من هذا النقص العددي، وتمكنوا في حدود الدقيقة (63) من توقيع الهدف الأول بواسطة المهاجم الإيفواري دياكيتي، الذي تمكن بضربة رأسية بديعة من هزم الحارس لحواصلي. وبعد هذا الهدف كان لزاما على مدرب الفتح المجازفة نحو الهجوم، بإقحامه للثنائي لكناوي والنفاتي، سعيا منه لتعديل الكفة، وبالمقابل أشرك طاليب ثلاثة لاعبين ذوو نزعة هجومية وهم حذراف والوردي ونناح، بحثا عن هدف ثان لتأمين الفوز، وذلك إيمانا منه بأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم. وظلت المباراة سجالا مفتوحا بين الفريقين، اللذين خلقا محاولات كثيرة، إلا أنها لم تترجم إلى أهداف بسبب تسرع المهاجمين أمام المرمى، لينهي الحكم الدولي بوشعيب لحرش تفاصيل اللقاء بفوز مستحق للدفاع الجديدي بهدف للاشيء، هو السابع له في بطولة هذا الموسم، معززا موقعه في الطليعة، في حين هزيمة الفتح أبقته في المركز الثالث عشر برصيد 10 نقاط، مع مباراة مؤجلة تنتظره يوم 12 دجنبر الجاري ضد النادي القنيطري .