بانتصاره على فريق أولمبيك آسفي بثلاثة أهداف دون مقابل، في المباراة التي جمعتهما في المركب الرياضي مولاي الحسن بالرباط، برسم إياب ربع نهائي كأس العرش مساء أول أمس الأحد، يكون فريق الفتح الرياضي قد رد دين مباراة الذهاب، ويكون كذلك قد عاد من بعيد، لكن الضربات الترجيحية حرمته من التواجد في المربع الذهبي كما ألف ذلك منذ ثلاث مواسم، تحت قيادة الإطار الوطني وليد الركراكي. وبالعودة إلى المباراة، التي قادها الحكم رضوان جيد، يمكن القول بأن المدرب وليد الركراكي خاض مباراة تكتيكية خلال الشوط الأول، وهذا ما كان يبحث عنه المدرب هشام الدميعي، الذي ربح شوطا كاملا، بعيدا عن ضغط هجوم فريق الفتح الرياضي، الذي يظهر بأن لاعبيه كانوا يعانون من ضغط كبير نتيجة الخروج من نصف نهاية كأس الاتحاد الإفريقي، بعد أن تعادلوا مع فريق مولودية أولمبيك بجاية، وبعد أن انهزموا بثلاثية نظيفة في مباراة ذهاب ربع نهائي كأس العرش، التي كانت قد احتضنتها مدينة آسفي. الضغط الذي كان يعاني منه لاعبو فريق الفتح الرياضي جعلهم يرتكبون العديد من الأخطاء في التموضع،كما أن تمريراتهم للكرة كانت في غالبيتها خاطئة، وانتهت بين أقدام لاعبي فريق أولمبيك آسفي، الذي عرف مدربه هشام الدميعي كيف يسد المنافذ في وسط الميدان، وكيف يستحوذ على الكرة، مع الاعتماد على الكرات العرضية، التي كان الهدف منها ربح الوقت والابتعاد عن النزالات الفردية. هذا الأسلوب في اللعب جعل كل المتتبعين يجزمون بأن هذا النهج التكتيكي سيؤدي بالمباراة إلى نهاية تكون نتيجتها البياض. وبما أن بياض النتيجة سيسائل كثيرا المدرب وليد الركراكي، فإنه عمد في الشوط الثاني من المباراة إلى جعل اللاعب المهدي خاليص يلعب دور المهاجم، وهو الذي اعتاد أن يقوم بدور المدافع، وذلك من أجل خلخلة دفاع أولمبيك آسفي، الذي كان متفوقا في كل الكرات العالية، كما اعتمد على يوسوفا نجي لقدرته على التفوق في التسلل والتوغل في مربع العمليات بفضل تقنياته الفردية، وإلى جانب كل هذا عول الركراكي على الكرات الثابتة، وهذا ما كان يبحث عنه كل من خاليص يوسوفا والباسل. وليد الركراكي نجح في نهجه لما سجل نايف أكرد في الدقيقة 53 ،بعد اختلاط أمام مرمى حمودي، ليزداد أمل الفتح وعشاقه في تجاوز هزيمة الذهاب بتسجيل اللاعب فوزير الهدف الثاني من ضربة جزاء في الدقيقة 60، ثم كبر الأمل في بلوغ دور النصف بعدما سجل النهيري الهدف الثالث من ضربة ثابتة، وبطريقة رائعة، من على بعد 30 مترا في الدقيقة 70. وبتوالى الدقائق يعجز لاعبو الفتح عن بلوغ الهدف الرابع، لينهي الحكم رضوان جيد المباراة بانتصار الفريق الرباطي بثلاثية، وهي نفس الحصة التي كان قد انتصر بها «القرش المسفيوي» في الذهاب ،ليحتكم الفريقان إلى الضربات الترجيحية، التي رجحت كفة أولمبيك آسفي بعد أن عجز البطاش وسكومة عن هزم الحارس حمودي، فيما سدد لاعبو فريق أولمبيك ضرباتهم الأربع الأولى بنجاح، ليعبر الفريق المسفيوي إلى نصف النهاية، حيث سيواجه الدفاع الجديدي في ديربي عبدة، التي ستكون حاضرة رسميا في النهاية، في حين تكون الرباط قد غابت عن المربع الذهبي بعد إقصاء الجيش الملكي والفتح الرياضي.