استقبل إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يوم أمس بالمقر المركز للحزب بحي الرياضبالرباط، وفدا رفيع المستوى من الحزب الشيوعي الصيني،بحضور السفير الصينيبالرباط. خلال هذا اللقاء، تباحث الطرفان سبل التعاون، من أجل تقوية العلاقات الثنائية ما بين الحزب الشيوعي الصيني من جهة، والحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فضلا عن إجراء محادثات سياسية، من أجل تمتين وتعزيز العلاقات القوية التاريخية،التي تربط ما بين البلدين: دولة الصين الشعبية والمملكة المغربية. وبهذه المناسبة، أشاد إدريس لشكر الذي كان مرفوقا بأعضاء من المكتب السياسي للحزب، بمستوى العلاقات الثنائية التي تجمع مابين الحزبين الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحزب الشيوعي الصيني، باعتبار أن الاتحاد الاشتراكي، هو الحزب المغربي الأول الذي ربط علاقات متميزة مع الحزب الشيوعي الصيني، داعيا في هذا السياق، إلى تطويرها وتقويتها عبر التنسيق المشترك على مستوى القطاعات الحزبية والشبيبة والنسائية. كما ذكر الكاتب الأول للحزب بالعلاقات المغربية الصينية المتميزة، خاصة بعد الزيارة الملكية لدولة الصينية الشعبية خلال السنة الماضية لسنة 2016، التي شكلت مناسبة لعقد عدة شراكات تهم قطاعات حيوية للاقتصاد الوطني المغربي، وتساهم في تعزيز وتقوية هذه العلاقات لما فيه صالح الشعبين المغربي والصيني. وأطلع لشكر وفد الحزب الشيوعي الصيني -الذي يتكون من أعضاء للجنة المركزية للحزب- على الوضع التنظيمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومرحلة التحضير للمؤتمر الوطني العاشر، الذي يستعد الحزب عقده ببوزنيقة انطلاقا من 19، 20 و 21 ماي المقبل. ووجه الكاتب الأول للحزب بهذه المناسبة، دعوة رسمية للحزب الشيوعي الصيني للحضور لهذا المؤتمر، الذي سيتدارس وثيقتين أساسيتين تنظيمية وسياسية وانتخاب قيادة جديدة للحزب. وأشار لشكر إلى أهمية الدور، الذي يمكن أن يلعبه المغرب في منطقة شمال إفريقيا والقارة الإفريقية، بحكم استقراره السياسي والأمني وموقعه الجغرافي الاستراتيجي كبوابة لأوربا، في تكثيف التعاون مابين الصين الشعبية من جهة والقارة الإفريقية من جهة أخرى، وكذا دولة الصين وأوربا، باعتبار أن المغرب بإمكانه أن يلعب دور الجسر ما بين هذه الأطراف، من أجل القيام بشراكات اقتصادية واجتماعية تعود بالخير للإنسانية جمعاء. ولم يفت لشكر أن يذكّر بالتحولات والتطورات التي يعرفها العالم والتغيرات السياسية التي طرأت مؤخرا نتيجة الانتخابات في عدد من الأقطار، وصعود نخب حاكمة شعبوية، والتي بالإمكان أن تكون لها انعكاسات سلبية على مستوى العلاقات السياسية والشراكات الاقتصادية، على إثر قرارات سياسية مرتبطة هذه بالنخب الحاكمة الجديدة. ومن جهته، عبر شان جين المدير العام لمركز الدراسات والوثائق للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني عن سعادته وسعادة الوفد المرافق له لزيارة المقر المركزي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي تجمعه مع الحزب الشيوعي علاقات ودية وقوية تاريخية، خاصة أنه يعتبر من بين الاحزاب العالمية الأولى التي ربطت علاقات مع حزبنا. وأكد شان جين اعتزازه بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كقوة يسارية مغربية مهمة على الساحة المغربية، وافتخار الحزب الشيوعي بأن تربطه علاقات تعاون وصداقة منذ زمان، مستغلا هذه الفرصة لتوجيه دعوة لحزب الاتحاد بانتداب أحد أطره للمشاركة بندوة سيتم تنظيمها بالصين الشعبية حول «القوة اليسارية لشمال افريقيا» يوم 10 ابريل القادم، كما دعا أيضا الحزب لحضور ورشة سينظمها الحزب الشيوعي بالصين خلال هذه السنة حول «الأحزاب السياسية المغربية». وانتهز المسؤول المركزي للحزب الشيوعي المناسبة لاطلاع أعضاء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على نتائج المؤتمر الوطني 18 للحزب الشيوعي الصيني والقررات التي توصل لها ، سواء على المستوى التنظيمي الحزبي والمراقبة أو على المستوى السياسي والآفاق المستقبلية، معتبرا في الآن نفسه أن الحزب الشيوعي الصيني هو المفتاح الأساس في تحديد العلاقات الخارجية لدولة الصين مع باقي دول العالم. وأشاد المسؤول المركزي بالزيارة الملكية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لدولة الصين الشعبية، واعتبرها أنها تعطي نفسا وانطلاقة جديدة لتقوية الشراكات السياسية و الاقتصادية ما بين البلدين. وخلال هذا اللقاء، تناول الكلمة عبد الكريم بنعتيق ليستعرض علاقات التعاون الاقتصادي المغربي والصيني وحجم الاستثمارات الصينية بالبلاد، ثم القيام بمقارنة ما بين البلدان الأخرى التي تتعاون معها الصين الشعبية، مشددا في هذا الإطار على أنه بالرغم من أن العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع ما بين البلدين المغرب والصين إلا أن التعاون الاقتصادي ما بين البلدين مازال لم يرق إلى المستوى القوي الذي يعرفه التعاون السياسي، ودعا في هذا الاطار إلى تعزيز وتقوية الشراكات الاقتصادية في عدد من المجالات الاقتصادية كالقطاع البنكي والمقاولات المغربية.