لقاءات عدة مع مسؤولين صينيين لبحث القضايا المشتركة بين المغرب وجهورية الصين الشعبية وتبادل الخبرات بين حزب التقدم والاشتراكية والحزب الشيوعي الصيني بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني، قام وفد يمثل حزب التقدم والاشتراكية بزيارة عمل إلى جمهورية الصين الشعبية في الفترة ما بين 6 و19 دجنبر 2010، وذلك ضمن وفد مغربي مشترك ضم كذلك حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وضم وفد الحزب الرفيقين: كريم تاج وشرفات أفيلال عضوا الديوان السياسي، والرفيقين: سومية منصف حجي ومحمد بنسالم عضوا اللجنة المركزية. وتضمن برنامج هذه الزيارة العديد من اللقاءات الهامة مع مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني مركزيا وجهويا، كما أجرى وفد أحزاب الكتلة الديمقراطية زيارات لمؤسسات حزبية، ومنشآت اقتصادية، وبعض التجمعات السكنية النموذجية في مناطق حضرية وقروية. وقد تم خلال هذه اللقاءات والزيارات التعرف على تجربة الحزب الشيوعي الصيني من الناحية التنظيمية والسياسية والفكرية، وكذا تجربته في تدبير الشأن العام بجمهورية الصين الشعبية، سواء على المستوى المركزي أو في بعض الجهات والأقاليم المسيرة بكيفية ذاتية. وقد تم في مستهل الزيارة عقد لقاء هام مع الوزير المساعد بقسم العلاقات الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الرفيق هي جون (He jun)، تلتها لقاءات مماثلة مع المدراء العامين لقسم العلاقات الدولية بجهة Zhuaug ذات الحكم الذاتي وبإقليم Zhejiang. وقد قدم المسؤولون الصينيون خلال هذه اللقاءات عروضا ضافية حول تجربة الحزب الشيوعي الصيني في تدبير شؤون الحزب والدولة، خاصة من حيث النظام السياسي الذي يسعى إلى المزاوجة بين الحكم المركزي ونظام الحكم الذاتي الذي تتمتع به خمس جهات عبر التراب الصيني، والنظام الاقتصادي والاجتماعي الذي يمزج أيضا بين الثوابت الإشتراكية ونظام السوق، خاصة منذ مباشرة سياسة الانفتاح الاقتصادي، والاعتماد القوي على التخطيط، حيث تتطلع الصين إلى المخطط الخماسي رقم 12 المصادق عليه من قبل المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني، والمعول عليه لتعزيز ما تحقق من نمو ورخاء، ومحاربة الفساد، وتقوية حصانة الاقتصاد الصيني في مواجهة الأزمات الاقتصادية والمالية التي تعصف بين الحين والآخر بالاقتصاد العالمي، والسعي إلى تحقيق الهدف المركزي المتمثل في بناء مجتمع سعيد، يتمتع فيه كل المواطنين بشروط العيش الكريم. وبخصوص التجربة التنظيمية والسياسية المتفردة للحزب الشيوعي الصيني، اطلع أعضاء الوفد المغربي على الخصوصية الصينية التي تجعل من الحزب الشيوعي القوة الحاكمة الأساسية في البلاد، مع إشراك 8 أحزاب سياسية صغرى، وشخصيات مستقلة، في إطار نظام للاستشارة، يُلجأ إليه على الخصوص في القضايا الكبرى، كما هو الشأن بالنسبة للمخطط الخماسي المقبل، مع ضمان التمثيلية البرلمانية من خلال كوطا، والتمثيلية في الحكومة، حيث أن وزيرين في الحكومة الحالية لا ينتميان للحزب الشيوعي. ويضم الحزب الشيوعي الصيني ما يزيد عن 77 مليون عضو، منظمين في ما يناهز 4 ملايين منظمة قاعدية. ويقوم نظام الالتحاق بالحزب على انفتاح مضبوط ومراقَب، يتم من خلاله استقطاب فئات جديدة، نظير المقاولين والشباب والنساء، ويحد في نفس الوقت من تسلل الانتفاعيين والعناصر الفاسدة التي قد ترغب في الاحتماء بحزب يمارس السلطة. وقد شكلت هذه الزيارة مناسبة سانحة لأعضاء الوفد المغربي للتعريف بتجربة بلادنا لبناء مجتمع ديمقراطي حداثي تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة، كما تم التطرق لنضال أحزب الكتلة الديمقراطية، خاصة منذ تجربة حكومة التناوب التوافقي لسنة 1998، وكذا أوراش التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب وما حققه من نجاحات وما يواجهه من إكراهات في هذا المجال. كما لم يفت وفد أحزاب الكتلة الديمقراطية التطرق إلى موضوع قضية الوحدة الترابية ومشروع الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، والاحتلال الاسباني لمدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، وتفسير وجهة نظر المغرب بخصوص الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة العيون يوم 8 نونبرالأخير، وتفنيد أطروحة أعداء وحدتنا الترابية ومن يقف وراءهم، خاصة حكام الجزائر وبعض الأوساط السياسية والإعلامية الإسبانية، ودحض الموقف الخاطئ والمعادي لبلادنا الذي اتخذه البرلمان الأوروبي بهذا الخصوص. ومن الخلاصات الأساسية لهذه الزيارة، والتي يلتزم حزب التقدم والاشتراكية بالاجتهاد والمبادرة لتفعيلها، العمل على تأسيس جمعية للصداقة المغربية الصينية، وعقد توأمات بين بعض المدن المغربية ونظيرتها الصينية، والترافع لدى السلطات الحكومية المختصة في البلدين قصد الرفع من مستوى التبادل الاقتصادي والعلمي والثقافي، إضافة إلى تعزيز التوجه الذي يتبناه البلدان فيما يخص الحفاظ على السلم العالمي وتقوية الصداقة والإيخاء والتعاون بين الشعوب، واحترام الوحدة الترابية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وقد عقد وفد حزب التقدم والاشتراكية لقاء خاصا مع الرفيق تشاو ويدونغ (Cha weidong)، المدير العام المساعد لآسيا الغربية وإفريقيا الشمالية بقسم العلاقات الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، تم خلاله التباحث في سبل تقوية العلاقات الثنائية بين الحزبين وتوسيعها لتشمل مختلف المجالات، وبذل المساعي اللازمة لدى حكومتي البلدين قصد الرفع من مستوى التبادل والتعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي، كما أبدى المسؤول الحزبي الصيني اهتماما بالغا بالتطور الذي يعرفه حزبنا وما يعتمده من أطروحات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وكيفية تدبيره للمسألة التنظيمية، ملحا على أهمية تبادل المعلومات والخبرات في مختلف هذه المجالات. كما تم خلال هذا اللقاء التحضير للزيارة التي من المنتظر أن يقوم بها الرفيق محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إلى جمهورية الصين الشعبية، بدعوة من المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، في ربيع 2011، حيث ستحضر خلاصات الزيارة الحالية، والمبادرات الحزبية التي ستتخذ لأجرأة بعضها قبل موعد الربيع القادم. ويشار إلى أن الوفد الحزبي المغربي اعتمد مبدأ التناوب في تحمل مسؤولية رئاسة الوفد، حيث توالى على هذه المهمة كل من السيدة أمينة أوشلح، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والرفيق محمد بنسالم، عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية والسيد عبد الإلاه البوزيدي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال.