هناك العديد من الأمراض التي تحمل تسميات تكون غريبة على وقع السامعين، والتي لاتكون معروفة، بل يجهلها الكثير من الناس لأنها لا تكون من النوع الشائع والمتداول، الذي تُعرف أعراضه وطرق التعامل معه، كما هو الحال بالنسبة لمتلازمة المطرقة، التي تصيب خاصة المهنيين الذين يعانون من صدمات متكررة على مستوى اليد أثناء مزاولتهم لعملهم. وكشفت دراسة أجريت على عمال وحرفيين يدويين أن 14 في المئة من هؤلاء الأشخاص يكونون في مرحلة بداية الإصابة دون أن تظهر عليهم أعراض سريرية، ويصيب هذا المرض الأشخاص أقل من 40 سنة خاصة الذكور منهم. وتشكل بعض المهن والحرف حافزا للإصابة كما هو الشأن بالنسبة لعمال البناء، ممتهني الجزارة، والخبز، والنجارة. والى جانب هذه المهن هناك بعض الأنشطة الرياضية التي تكون سببا هي الأخرى في هذا النوع من الإصابات والأمراض، كرياضة الكاراتيه، كرة اليد، كرة المضرب، والغولف. متلازمة المطرقة، هذا المرض المهني، تم التعرف عليه في سنة 1930 وحمل إسمه سنة 1970، بعدما تم التعرف على تخثر الشريان الزندي الذي يعتبر السبب الرئيسي في ظهور المرض. وتسبّب الصدمات المتعددة والمتكررة تشنجات لبطانة الشريان، مع تراكم الصفائح الدموية، ينتج عنها تخثر للشريان، وفي بعض الحالات نقص في التروية اليدوية. ويعتبر التشخيص المبكر أساسيا لتفادي البتر. وتتمثل الأعراض السريرية للمرض في آلام على مستوى مفصل اليد وتنمل في الأصبع، إضافة إلى فرط الحساسية للبرد على شكل نوبات، أخذا بعين الاعتبار أنه لاتكون لهذه الاضطرابات الحسية علاقة بالنوم، التي غالبا ماتصيب الأصابع الثلاثة الأخيرة لليد. ويمكّن الفحص السريري للمريض من إيجاد نقص في التروية الأصبعية على شكل تبدل لوني ابيض للسلامية الأخيرة للأصبع، إلى جانب تصلب راحة اليد، أو وجود كتلة نابضة تدل على وجود تمدد للأوعية الدموية. بالمقابل يعتبر الفحص بالصدى المصاحب ب «الدوبلير الشرياني» لمفصل اليد، فحصا أساسيا لتشخيص المرض، إذ يبين وجود تضيق في الشريان الزندي. ويكون علاج هذا المرض جراحيا، مع إرفاقه بعلاجات ضد التخثر الدموي، لان الأدوية ضد الآلام هي لاتخفّف من معاناة المرضى، كما يجب تفادي المهن التي تسبب هذه الاضطرابات، والامتناع عن التدخين.