بانتصاره على فريق جوهانسين السيراليوني بثلاثة أهداف نظيفة، في مباراة إياب الدور التمهيدي من مسابقة دوري أبطال إفريقيا، التي احتضنها ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي الحسن، يمر الفتح الرباطي إلى الدور المقبل، حيث سيواجه فريق أهلي طرابلس الليبي، وفي حال التأهل سيدخل فريق العاصمة غمار دور المجموعات. وبالرغم من كون جوهانسين يعد فريقا متواضعا، نظرا لتجربته القصيرة في ممارسة كرة القدم، إلا أن عناصره الشابة لم تكن سهلة التجاوز، وخلقت الكثير من المشاكل لفريق الفتح الرياضي، الذي كان عليه انتظار وصول العداد للدقيقة 19 كي يسجل اللاعب بنعريف الهدف الأول، قبل أن يعزز الحصة اللاعب يوسوفا أنجي في الدقيقة 72، ثم ختم العائد هشام العروي الحصة بهدف ثالث، في آخر ثواني المباراة. وكان بإمكان لاعبي الفتح تسجيل العديد من الأهداف، لو تعاملوا مع المباراة بواقعية ولم يستصغروا الخصم، وهو ما أسقطهم في فخ الثقة المفرطة في النفس، ما جعلهم يرتكبون العديد من الأخطاء داخل مربع العمليات، وخاصة اللاعب فوزير، الذي اعتقد بأنه وحده قادر حل لغز المباراة. وبعيدا عن أداء اللاعبين اعتبر وليد الركراكي التأهل هو الغاية والهدف، مشددا على أن « الانتصار كان هم من الأداء، وهذا ما يطغى على تفكير اللاعبين والمدرب في مثل هذه المنافسات. وبالرغم من كوننا سجلنا الهدف الأول في وقت جيد، لكننا لم نسجل الهدف الثاني بالسرعة التي كنت أتمناها حتى نتمكن فرض طريقة اللعب التي نريدها.» ومن خلال لائحة اللاعبين الذين أشركهم المدرب، أو الذين كانوا في دكة الإحتياط، فإنه لم تعد هناك تلك الغيابات التي كانت تشكل هاجسا للركراكي الذي كان دائما يثير عدد الإصابات التي كانت تؤثر على اختياراته، ولأول مرة وجد نفسه بعيدا عن الإكراهات. وقال إنه الآن يتوفر «على مجموعة من الأوراق والاختيارات التي تعززت بالانتدابات الأخيرة ،وهو ما سيمكنني، بعد استرجاع آس مانداو وبولهرود والبحري من تدوير اللاعبين بين البطولة الاحترافية وعصبة الأبطال، وهذا شيء مهم على الواجهتين، ويمكن القول بأنني أتوفر على العديد من الأوراق.» ولم يفت الركراكي أن يشير إلى تأثير منافسات عصبة الأبطال على مسار فريق الفتح حيث اعتبر أن « التأهل إلى دور المجموعات سيجعل الفريق يعيش انتظار برمجة المباريات المؤجلة، وهو ما كنا قد عشناه في بداية البطولة الاحترافية، حيث كان قد بلغ عدد المباريات المؤجلة 5 مباريات، وهو شيء يخلق الارتباك شيئا ما، خاصة إذا كانت اختيارات المدرب محدودة .» ومن جهته، اعتبر مدرب فريق جوهانسين نتيجة المباراة منطقية وعادية جدا، لأن «الانهزام أمام فريق الفتح هو أمر متوقع لأننا لانملك نفس تجربته، واعتبر مباراة الذهاب والإياب درسا سنجني منه الكثير من الفوائد، التي سنستثمرها من أجل تطوير طريقة لعبنا ومستوانا، خاصة وأننا نشارك لأول مرة في عصبة الأبطال، وهنا لابد من الاعتراف بأن كرة القدم المغربية تفوق بكثير كرة القدم السيراليونية.» ويذكر بأن المباراة حضرتها، إلى جانب رئيس الفتح الرياضي، رئيسة جامعة كرة القدم السيراليونية، والتي هي في نفس الوقت رئيسة فريق جوهانسين، والتي ومباشرة بعد انتهاء المباراة توجهت إلى مستودع الملابس لتهنئة لاعبيها على الأداء، بالرغم من الهزيمة والإقصاء، وكانت مرفوقة بممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منقذ حجي.