انتظر عدد من المتتبعين والمهتمين بتدبير الشأن العام المحلي لمقاطعة مرس السلطان، أن تشكل الأجواء الاستثنائية التي رافقت تنظيم وعقد إحدى الدورات السابقة لها، والتي تميزت بإحضار كلب للبيتبول داخل سيارة المصلحة التابعة للمقاطعة والتسلح بالسلاح الأبيض، والمواجهات العنيفة بين موظف يتحمل مسؤولية رئيس قسم الرخص الاقتصادية والتجارية والأسواق وصهر له مع أنصار موظف ومستشار سابق، لحظة استثنائية من أجل الانتقال من جو الفوضى إلى جو الانضباط للقوانين والالتزام بها، حيث بناء على هذه الأحداث سحبت السيارة من الموظف المذكور وحرر قرار بإعفائه من مهامه الإدارية على رأس المصلحة المعنية، إلا أن كل ذلك بقي مجرد حبر على الورق ومجرد كلام لم يترجم ميدانيا، واستمر الموظف «الاستثنائي» المتنقل بين الإطارات النقابية يصول ويجول مهددا ومتوعدا الجميع بفضح كل من يخالفه الرأي والتوجه! بعد ذلك طفا موضوع هذا الموظف من جديد مع فصول المواجهة التي كانت المقاطعة مسرحا لها بين المعارضة والرئيس، والتي كان من بين نتائجها التوافق على إعادة الهيكلة في بعض المصالح بمن فيها الملحة، التي يرأسها الموظف المستثنى من كل القرارات، فإذا كانت رياح التغيير قد هبت على باقي المصالح، فإن هذه المصلحة الاستثناء ظلت هي الوحيدة التي لاتمس رغم القرارات التي يُتفق حولها ولا يتم تطبيقها، الامر الذي يطرح علامات استفهام متعددة حول مدى الجدية في التعامل مع موظفي المقاطعة الذين قد يجد أحدهم نفسه تحت الإكراهات والضغوطات لأتفه الأسباب، في حين قد يمشي البعض الآخر الخيلاء مختالا مزهوا بنفسه حتى وإن «دارها ويزلك فيها جمل»؟ فهل هناك «فضائح» بالفعل تورط فيها البعض هي التي تجعل من المكتب المسير والمجلس يتقاعس عن مواجهة التسيب؟ أم أن الأمر مرتبط بإرضاء للخواطر اتقاء لصوت «المستشارة»؟ أم هو رهين بتلويحه بالورقة النقابية؟ وهل تعفي كل الأوراق التي يتم التلويح بها من محاسبة من يعبث بإدارة كيف ما كان نوعه وصفته؟ وفي السياق ذاته، فإن آخر حلقات الفوضى والتسيب التي قام بها هذا الموظف هي اقتحامه لحفل تكريمي نظمه الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، بتنسيق مع المقاطعة الجماعية لمرس السلطان، مساء يوم السبت الأخير، احتفاء بثماني نساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حيث تم تكريم نساء أمهات وجدات، من موظفات المقاطعة بقطاع النظافة والشؤون الاجتماعية والأسواق وغيرها من الإدارات الأخرى..، إضافة إلى فعاليات جمعوية وإعلاميات وشاعرات كما هو الحال بالنسبة لسعاد البكدوري أرملة عبد الواحد ووالدة الطيب الخمال المرحومين اللذين طالتهما أيادي الإرهاب الغادرة في 16 ماي 2003.. وأخريات، فإذا بالموظف يتوجه صوب منصة الحفل حاملا لافتة تهاجم منتخبا ونائبا للرئيس في مكتب المجلس تطالبه بالرحيل، كان يحضر خلال هذا الحفل الانساني، مع الصراخ والزعيق، ولم تحل لا دموع فرح النساء ولا زغاريدهن والابتسامات التي طبعت على محياهن للحدث الاستثنائي الذي عبرن عن سعادتهن ومفاجأتهن به، بحيث لم يعتقدن يومن أن تلتفت إليهن جهة ما للتعبير عن تقديرها لهن، من ثنيه عن هذا السلوك الأرعن، حيث اضطر أعضاء الجمعية إلى مواجهته ونزع اللافتة من يديه وطرده خارجا، في حين ظل يردد أنه ليس ضد النشاط أو الجمعية وإنما هو ضد المستشار! هي بعض ملامح الفوضى والتسيب التي تفتح الباب لكل السلوكات «غير المسؤولة» ولاتجعل من الاحتكام إلى العقل والقوانين أمرا أساسيا لتنظيم العلاقات. فإلى متى يستمر هذا التسيب الذي أصبح العنوان البارز لتسيير المقاطعة إلى جانب «المحاباة» التي قد تكون الدوافع لها متعددة؟