استأثر موضوع تجارة الأعضاء البشرية باهتمام الخبراء المختصين في مجال الصحة والصحافيين الممثلين لأكثر من 15 بلدا، المشاركين في أشغال المنتدى الإعلامي العالمي الخامس للتبرع وزراعة الأعضاء الذي احتضنته بحر الأسبوع الفارط اسطنبول التركية، والمنظم من طرف الشبكة الدولية لزراعة الأعضاء بتركيا، حيث تم الوقوف على مجموعة من الإشكاليات المرتبطة بهذا الموضوع، واستحضار تفاصيل مقلقة في هذا الباب، إذ تم تقدير ما بين 2000 و 3 آلاف عملية زرع غير قانونية. واستعرض الخبراء المشاركون في هذا المحفل الدولي عددا من الأرقام ومن بينها عدد عمليات الزرع التي تم القيام بها على امتداد 104 دولة والتي تم تقديرها ب 100 ألف و 8200 عملية، نسبة ما بين 5 و 10 في المئة منها هي عمليات لم تكن شرعية، هذا في الوقت الذي أكّد فيه البروفسور "جمال أطا بوز أوقلر" منسق المنظمة التركية، أن هناك ترسانة قانونية وآليات أكثر صرامة ودقة اليوم، تسمح بتتبع المسارات المتعلقة بالتبرع وبزراعة الأعضاء في تفاصيلها الدقيقة، لمحاربة هذه التجارة غير المشروعة، داعيا إلى المساهمة الجماعية لترسيخ ثقافة التبرع وتحصينها حتى لا تحيد عن هدفها النبيل. اليوم الثاني من أشغال المنتدى التي ساهم فيها صحافيون مهتمون بالجانب الصحي، من دول عديدة كإيران، رومانيا، مونغوليا، مولدوفيا وغيرها، استعرضت بعض مداخلاتها الوضعية الحالية لزراعة الأعضاء، حيث أكد أحد المتخصصين التركيين أن عدد عمليات الزرع التي أجريت لحدّ الساعة يبلغ 4906 عملية، 3637 أجريت بفضل متبرع حي، و 1269 من متبرع ميت، وهو رقم بالرغم من أهميته إلا أنه لا يعكس عدد المسجلين في لوائح الانتظار الذين هم في حاجة إلى أعضاء بشرية، والذين يقدّر عددهم ب 25 ألف شخص، مما يعتبر مؤشرا على حجم الخصاص المستشري في دول العالم بأسره، كما هو الشأن بالنسبة لأمريكا التي بلغ عدد المسجلين فيها في 2014 ما مجموعه 101 ألف و 662 شخصا. التجربة التركية في مجال زراعة الأعضاء التي انطلقت وفقا لعدد من المتدخلين منذ 1968 ومعها التأسيس لترسانة تشريعية، كانت حاضرة بقوة في عروض عدد من المتدخلين، الذين اتفقوا على كون الفضل فيها يرجع إلى تظافر جهود القطاعين العام والخاص، على امتداد 58 مؤسسة استشفائية و 9 مراكز جهوية، فضلا عن 1900 سرير متطور في مصالح الإنعاش والعناية المركزة، إلى جانب نظام فعال للنقل خاص بالتبرع وزراعة الأعضاء والمشكّل من 3 طائرات وهليكوبتر، إضافة إلى يخوت وسيارات للإسعاف، مشددين على أن التبرع هو عنوان للحياة واستمرارها.