برغم المجهودات التي تبذلها وزارة الصحة، لتشجيع التبرع بالأعضاء، إلا أنه لمْ يتعدّ عدد المتبرعين من بين المانحين الأموات في المغرب 0،4 لكل مليون شخص، مقابل 24،8 في فرنسا. وقال وزير الصحة الحسين الوردي إن تشجيع المغاربة على التبرع بأعضائهم مرتبط بإعادة الثقة في المؤسسات والكفاءات والتحسيس بأهمية التبرع. الوردي الذي كان يتحدث صباح اليوم، خلال افتتاح اللقاء الوطني لتشجيع التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية، الذي تنظمه وزارة الصحة، أكد على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الفقهاء في مجال تشجيع المواطنين على التبرع بالأعضاء البشرية والأنسجة، إذ مضى يقول إنّ الجانب الديني يشكل مجالا متسعا للتفكير وطرح الأسئلة، داعيا إلى الاستعانة بالمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والمجتمع المدني وخطباء المساجد. وتابع الوردي في معرض حديثه "أن على المجلس العلمي الأعلى العمل على إيجاد الحلول وتبني المشورة، وإنارة الطريق حتى تبقى هذه لمسألة حكرا على مجموعة دون أخرى، تتعرض لسوء الفهم". ولسد الفراغ القانوني في هذا المجال، قال الوردي إن المغرب عمل على وضع ترسانة قانونية "لرفع كل التباس أو غموض، والحيلولة دون الإساءة لأخلاقية المهنة وصيانة لحقوق المتبرعين وكذا المنتفعين"، مشيرا إلى أن القانون المغربي المنظم لزراعة الأعضاء في المغرب "أكثر صرامة من بين القوانين الأخرى، وحسم في كل ما من شأنه التلاعب بأعضاء البشر من خلال المسطرة المتبعة". وللحفاظ على هذه الدينامية في إطار تكافؤ الفرص والشفافية للاستفادة من الأعضاء والأنسجة الممنوحة من طرف أشخاص متوفون أو أحياء، أكد وزير الصحة على أن الوزارة قامت بإصدار دورية وزارية خاصة بالتسجيل في لائحة وطنية لانتظار الاستفادة من عمليات الزرع، وذلك تبعا لقواعد المنح والتوزيع. إلى ذلك قال الوردي إن عمليات التبرع بالأعضاء والأنسجة يتم تغطية تكاليفها من طرف نظام التأمين الإجباري على المرض، مضيفا أنّ وزارة الصحة عملت على تسهيل الولوج لحاملي بطاقة "الراميد" للاستفادة من عمليّات هذا النوع من العمليات الباهظة الثمن. وأضاف المتحدث أن زرع الأعضاء تبقى ضعيفة مقارنة بالدول المجاورة، مشيرا إلى أن بين عامي 2012 و2014، تم تسجيل 125 عملية لزرع الكلي و5 عمليات لزرع الكبد في حين تقدر الأرقام المسجلة في فرنسا على التوالي ب 9105 و 3181 لزرع لكلي وزرع الكبد. وفي نفس السياق قال الوردي قال إنّ تلبية حاجيات المواطنين في مجال زرع الأعضاء والأنسجة لا بدّ من بلوغ أكثر من 1000 عملية زرع قرنية، و 250 عملية زرع الكلي، و 300 عملية لزرع نخاع العظام، مسترسلا أنّ عدد عمليات نقل متعددة الأعضاء من مانحين في حالة موت دماغي لحدّ الآن، لم تتجاوز 16 عملية، معتبرا أنّ الحصيلة الحالية رغم نوعيتها "لن تمكننا من الاستجابة لحاجيات المواطنين ومواكبتها".