كما لو أن الطبيعة عادت لتتصالح مع ذاكرة الثلج بالمغرب، ومع مواسم الشتاء الطويلة، تلك التي كانت فيها قمم الجبال وكل الأعالي تلبس رداء البياض. في فصل الشتاء لهذه السنة، كما لو أننا عدنا إلى مواسم الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حيث ندف الثلج تصل حتى إلى رمال الصحراء بالمغرب الشرقي. ونزلت درجات الحرارة إلى مستويات كانت تسجل في الثلاثينات والأربعينات. كل من له ذاكرة ثلج في طفولته البعيدة، بالمغرب، لا يمكن إلا أن يغتبط بصور مماثلة. هي حقا امتحان في شكل علاقتنا مع الطبيعة مغربيا، وامتحان يطال كل سياساتنا التنموية بالمغرب، لكن تصالح الإنسان المغربي مع الطبيعة، تجعله يتعلم معنى المقاومة لأسباب العيش، هنا يولد التواضع ويولد التحدي وتولد التربية على أن الحياة تعاون ومقاومة واستحقاق. حكى لي صديق مصري، أنه وهو في الطائرة قادما من مصر إلى المغرب، فوجئ كيف أن البلاد من فوق تظهر بيضاء، صفحة واحدة من شط المتوسط حتى عمق الجنوب. متسائلا: هل أنتم دوما هكذا. هل المغرب دوما ثلج هكذا؟. أجبته: يحدث أن نكون دوما هكذا.