تم تنظيم الملتقى الشعري العربي الخامس عشر الذي تنظمه جمعية البلسم للتربية والثقافة والفن بأبي جعد، بتعاون مع مندوبية وزارة الثقافة، مساء وجمعية المنار.وذلك يومي 4 و5أبريل 2011.وحملت دورة السنة اسم الشاعر المغربي عبد السلام مصباح. شارك في الملتقى عدد من الشعراء والفنانين العرب من المغرب وخارجه(تونس، ومصر.) محمد الغيطي(مصر )، و، صلاح أنياكي، وعبد العزيز المكي الناصري، وعبد الله المتقي، وإسماعيل زويريق، وأمينة حسيم، وعبد الرحيم أويري، ولمجيد تومرت، وخالد المناني، وعفاف السمعلي(تونس )، و أيوب لمليجي، ومليكة معطاوي، و عبد الحكيم آيت تاكنيوين، وليلى سعيد سيد، ومحمد فري، ونجاة زوادي، ومحمد حاجي، وإلهام زويريق، ومحمد الذهبي، وخالد مزياني، ومحمد منير، وكريمة دلياس، ومريم بن بختة. في اليوم الأول تم استقبال المشاركين، ليتم افتتاح الملتقى بعد ذلك بدار الثقافة أحمد الشرقاوي بإلقاء كلمات الجهات المسؤولة لكل من إدارة الملتقى،ومندوبية وزارة الثقافة المغربية ، وإدارة دار الشباب، والمجلس البلدي للمدينة. عقب ذلك صدحت أجواء المكان بقراءات شعرية بدار الثقافة أحمد الشرقاوي. صبيحة اليوم الثاني ابتدأ تكريم الشاعر عبد السلام مصباح بطريقة لم يعهدها الشعراء من قبل حيث ألبس المحتفى به سلهاما تقليديا وركب حصانا حمله من دار الشباب إلى دار الثقافة عبر أزقة المدينة الأثرية ترافقه فرقة موسيقية شعبية يطلق عليها اسم "عبيدات الرمى" ثم بعد ذلك تم عرض شريط وثائقي مختزل لسيرة الشاعر المحتفى به، تلته شهادات ساهم فيها كل من: عبدا لكريم الطبال، الذي عنون شهادته ب: " في جدار القلب " وكانت كالتالي: « عبد السلام منذ القصيدة الأولى عقد بينه وبين لوركا وثيقة صداقة عميقة وعلى أساسها كتب شعر لوركا على جدار قلبه حتى لا ينسى أي بند من بنود الوثيقة. عبد السلام منذ القصيدة الأولى عرفته غجريا حمل معه قيثارته ورحل وما زال يرحل حتى ألان، يتنقل من ساحة شعرية إلى ساحة شعرية أخرى، لا يقيم في مكان ولا ينحاز إلى جوقة...تحسبه مقيما وهو ليس بمقيم، تحسبه لا يغني وهو يغني، تلقاه مرة في شارع ما في غرناطة مع صديقه لوركا، ومرة أخرى تلقاه في شارع ما أو في قصر ما في اشبيلية مع المعتمد، أو مع انطونيو ماتشادو، وتلقاه أخرى في الدارالبيضاء مع شعراء غجريين آخرين ،وقد تلقاه في شفشاون مدينته التي هرب منها ولم تهرب منه...فهي معه، في جيب ذاكرته. في زاد قلبه، في مداد كلماته ولو أغمض عينيه، ولو سد إذنيه، ولو أغلق باب قلبه. عبد السلام هكذا عرفته عن قرب قليلا، وعن بعد كثيرا. تعلم في مدرسته حرفا واحدا هو الحاء، ولم يتعلم من الأبجدية ما سبق هذا الحرف، وما لحقه عبد السلام لم يتعلم إلا هذا الحرف الذي هو الحاء: الذي هو الحب، هو الحرية، هو الحرف القصيدة. وما ذا بعد الحب والحرية والقصيدة؟ ربما لا شيء، هذه هي الأقمار الثلاثة التي تضيء ظلمة الكون .عتمة الروح .دجنة الطبيعة لو أن الأقمار الثلاثة هذه انبثقت في هذا الكوكب المعتم لكان الكون آخر ولكان الإنسان آخر...كل الأديان والشرائع والفلسفات كانت ولا تزال من اجل أن تسطع هذه الأقمار الثلاثة، عبد السلام لست وحدك في الغربة. لست وحدك الذي تعلمت هذا الحرف وحده فمعك هنا في المهرجان غرباء مثلك يتنقلون في الساحات، وأميون مثلك لم يتعلموا إلا هذا الحرف. عبد السلام مصباح لك هنا في أبي الجعد المدينة الصغيرة التي أحبها لأنها مدينة صغيرة كمدينتي ومدينتك، وأحبها أكثر لأنها تحتفي بالشعر كمدينتي . ولأنها أحبتك.» ثم شهادة الشاعرة المغربية نجاة رجاح (أم سناء) عنونتها ب: " شهادة واعتراف " وكانت كالتالي: « عبد السلام مصباح، الإنسان المرهف كما عصفورٌ غادر للتوِّ غصنه الأول، يُشْرعُ جناحيه لتَرحالٍ دائم حول الشغف والنور. عبد السلام مصباح، الشاعر الذي يقوده شعره إلى شرفاتٍ مضاءةٍ بالشعر والقناديل...تنساب إيقاعاته أحلاماً قزحيةً يأسرها المعنى، وحين نقرأ ترجماته يُذهلنا بتصويراته البالغة الالتقاط لما لا يرى...حيثُ تتحوَّل كتاباته إلى تمظهر في قاموس الاختلاف... مذ تعرفتُ عليه في ملتقيات الشعر والأدب، أخذتُه إلى عائلة القلب...شعرتُ أن ثمَّةً قرابة بيني وبين هذا الشاعر الشفّافِ المرهفِ المشاغبِ الجميل...الذي يقول بعملٍ حكيم كل ما يريده بواسطة لغةِ يُحسنُ توظيفها جيداً لكل ما يُُراد... محبتُه للناس وخدمتُه لهم تجعله سيّدَ الكلِّ وأميرَهم...وتأخذنا هذه المحبةُ إلى شموليّةٍ إنسانيَّةٍ قلما نجدها. عبد السلام مصباح شاعرَ حبٍّ يُحوِّلُ اللغةَ إلى حياةٍ في ممارستِه الثقافية والأدبية والاجتماعية, عرفته عن قربٍ أخاً وصديقاً صدوقاً، حيث في حَضرةِ الأماكن المشيَّدة بالشغفِ والانحيازِ إلى الضوءِ، حيث يتَّخِذُ الشعرُ ملامحَ القلبِ...شعورٌ جميلٌ بقرابِتِنا في المنحنى الإنساني العام/الخاص في آن...ومنذُها أقرأه وأتابعه ، يقرأني ويتابعني...ومنذُها توغَّلتُ أكثر في هذا الحكم الذي يستمدُّ شبابه من فتنة اللغة ومفاتنِ الإبداع... عبد السلام مصباح، نَصٌّ متكاملٌ...بيتُ القصيدِ في شعرهِ وترجماته عبد السلام مصباح، يفتح قلبه وذراعيه لكل الشعراء...حبيب الكلِّ، شاعر في معاملاته، طيبٌ، كريمٌ...تعتريه نبوءَةِ الأطفال البريئةِ...يشدُّ رحاله إلى الشعر...لا يتعب منه الشعرُ...بارك الله في عمره وصحتِّه حتى لا تغيب ضحكاتُه الطفوليَّةُ وشغبُه الجميل عن فظاءاتنا... أبيتُ ألا أن أحضر، منتعلةً قلبي...حيث كان المصباحُ عناقنَا البعيد...لنمارس معاً طقوسَ عشقِ الكلمة..لإيقاظِ الأفئدة من سَكراتِها...في فضاء هذه المدينة الشاعرية بامتياز... فطوبى لك أخي الفاضل هذا التكريمُ...وهذا الاعترافُ...وهذه الالتفاتةُ من خيمتنا الزرقاء "جمعية البلسم" الجميلة...تُها الشاعر الذي جعل المحبة عنواناً، وسَيَّجَ الشعرَ بزهرةِ الغاردينيا ليكون جوازَ سفرٍ إلى كلِّ القلوب... أُحَّيِّيكَ بحمَّى مهووسةٍ بالشعرِ حدَ الذوبان..» وشهادة فاطمة بن محمود من تونس بعنوان: " رجل في الذاكرة ". «في الحياة..يروقنا أن نسير مستأنسين بأشخاص نستزيد منهم ما يزيدنا ثقة واطمئنانا..كنت-وما زلت-استأنس بالشخصيات المثيرة والْمميزة التي قد تضيف لي من تجربتها ما يساعدني على انجاز تجربة أعتز بها عندما تصفرّ سنوات العمر.. هناك شخصيات تلتقيها في حياتك عرضا، وأخرى تسعى أن توجدها لترصّع بها تاج حياتك...ولي في حياتي كوكبة من الشخصيات العربية المهمة التي يمرّ العمر غبنا إذا لم ألتقيها..من ذلك المبدع المغربي عبد السلام مصباح .. كنت التقيته من خلال الشبكة العنكبوتية..وكنت لا استطيع أن أميز ملامحه..فقط اذكر أن هناك رهبة تمتلكني كلما دخلت بيته الافتراضي ومررت بصري على جدار صفحته في الفايسبوك.. وكان يجب أن ألتقيه حتى أراه.. ورأيته فأدركت عمق هذا الكاتب العملاق. في ملتقى أبي جعد (الدورة15/2009) قدّم لي الصديق الشاعر إبراهيم قهوايجي عبد السلام مصباح..وبسرعة ألفتُه و شعرتُ أني أعرف هذا الرجل..ستلاحظ أن ملامحه الطفولية تجتاز بك كل المراحل لتجد نفسك في مواجهة رجل يحمل قلب طفل..انه يتحدث بتلقائية، وينشر الابتسامات على كل الوجوه، ويخلّف في كل مكان عطر قلبه الوردة.. كانت لعبد السلام مصباح تلك الخصوصية التي تشعر بها ولا تستطيع وصفها..انه كالهواء يمرّ بك و تنتعش بحضوره ولا تقدر على القبض عليه ولو بواسطة اللغة...ذلك هو عبد السلام مصباح..تتحدث إليه فتأسرك طيبته الوارفة، بساطته العميقة، تواضعه العالي.. كنّا في يوم الافتتاح لازلنا في بهو دار الثقافة بأبي الجعد..عندما عنّت مني التفاتة فرأيت في مكان جانبي معلّقة كبيرة فيها صورة للملك محمد السادس وابتهجت..تفسّحت في الدارالبيضاء وزرت الرباط وعلى طول الطريق من الدارالبيضاء حتى مدينة مولاي إدريس، ومن ثمة مدينة أبي الجعد ..مررنا بمدن عديدة وساحات كثيرة ولم أعثر على أي صورة للملك-كما هي عادة كل البلدان الجنوبية -لا تجده منتشرا في الشوارع موزّعا في الطرقات..فقط ستجده في وجدان الْمغاربة عندما يتحدثون عنه..يتصدّر مداخل قلوبهم بكل اعتزاز..وكنت- كزائرة- أحبّ أن تكون لي صورة مع صورة الملك..أحب أن أقول إني زرت الْمغرب البديعة..وهذه صورة أؤثث بها حائط ذاكرتي .. إذن على جانب من مدخل دار الثقافة أبي الجعد..وجدت صورة للملك و أردت أن تكون لي صورة هناك..صورة مع الصورة..وتلعثمت أصابع أحدهم على زر آلة التصوير..وإذا بالكبير عبد السلام مصباح يمدّ يده و يأخذ آلة التصوير وبضغطة أنيقة انتشر وميض يلتقط البهاء..ثم وبدون أن يلتفت اليّ مدّ آلة التصوير إلى آخر بجواره ودلف بسرعة إلى جواري داخل المشهد وابتسم بطفولة باذخة..صورة أخرى معك..وأذهلتني هذه التلقائية التي أفحمني بها..وهذا التواضع الجمّ..وعلمت أني فعلا أمام شخصية مميزة فتلك هي بعض من خصائص الكبار. في كل الجلسات الأدبية والمسامرات الشعرية كان عبد السلام مصباح يختار لنفسه دائما تلك الزاوية التي يلتقط منها ما يغفل عنه الحاضرون..وينتبه كثيرا إلى الهامش الذي عادة هو ما يتبقّى في ذاكرة الملتقيات..ويوزع ابتسامته على الجميع بغمزاته الطريفة.. لذلك ينتهي الْملتقى وتبدأ علاقاتك بالكبار في الكتابة والنفوس..عدت إلى بيتي مكتظة بذاكرة دافئة تقيني لسع الشتاء وقساوة الوحدة..عدت بكتاب "مخطوطة الأحلام"أحد الكتب التي ترجمها الشاعر عبد السلام مصباح وهو سرد شعري ل"سيرة المعتمد" للشاعر الشيلي سيرخيو ماثياس..كانت الترجمة..على قدر من البهاء..بحيث كنت أحيانا أشعر وكأن القصائد قدّت باللغة العربية أصلا..فقد جعلها الشاعر عبد السلام مصباح تحافظ على طراوة اللغة، وعلى جمال الصورة، وعلى رهافة الإحساس..وتخلّف قطرات ندى على عشبة القلب .. كان عبد السلام مصباح يتتبّع خطى الشاعر الشيلي سيرخيو ماثياس ويلتقط قصائده وربما لأنه تسري في عروقه الدماء الأندلسية..ربما لذلك قد يكون لديه استعدادا مسبقا للتفاعل مع سيرة الملك العاشق، وهذا ما يجعله ربما يقبض على اشراقة القصيد وينجح بمهارة في زجّها داخل اللغة، ورصّها بأناقة داخل القصيد ثانية..ليحافظ على طراوة اللغة و ألق المعنى استمتعت ب"مخطوطة الأحلام" وكنت أعود إليه في كل مرة لأقرأه و أعترف أنه لم يكن لي أن أتعرّف على الشاعر الشيلي سيرخيو ماثياسو بل لم أكن لأتعرّف على تلك التفاصيل الدقيقة عن الْملك الشاعر دون الْمبدع الكبير عبد السلام مصباح، وتلك هي عادة المبدعين الكبار..يخلّفون أثارهم وصدى كلماتهم الضاحكة.. عندما علمت باعتزام ملتقى أبي جعد تكريم هذا المبدع الْمميز..قلت يستحق هذا الرجل وكنت أتمنى الحضور، ولعلّ التكريم حدث لي أيضا عندما مكّنني الشاعر عبد السلام مصباح من هذه الشهادة التي ستجعلني أعتزّ دوما بمصاحبة الكبار وافخر دائما أني التقيت مرّة بعبد السلام مصباح كاتب عربي من الطراز الفاخر إبداعيا وإنسانيا ولي معه صورة جميلة في مدخل دار الثقافة بأبي جعد..في خلفية تلك الصورة يجلس الملك محمد السادس بسحنته المغربية وملامحه الأليفة..ستجد هذه الصورة تزيّن الجدار على يمين مكتبي وتستقبل كل من يدخل وفي كل مرة يزورني بعض أصدقائي يهتف "فاطمة..هل كنت في المغرب؟" وأردّ بسرعة "نعم..وتلك أنا مع الشاعر الكبير عبد السلام مصباح » وشهادة رضوان السائحي تحت عنوان " صاحب الحاءات و طفولة لا تشيخ ". « عبر مساره الشعري.. هو شاعر الحب، والحلم، والحياة، وكل ما يتعلق بهذه الكلمات من معاني راقية. ولد في مدينة شفشاون، وترعرع بين أزقتها، والغابات التي كانت تحيط بها. ورغم نزوحه صوب مدينة الدارالبيضاء منذ أكثر من ثلاثين سنة، فإن لكنته الجبلية لا تزال عالقة بحبال صوته لا تقبل التدجين. يبادر إلى التعرف إلى أصدقاء سمع عنهم فقط، أو قرأ لهم بعضا من نتاجاتهم الأدبية، إذا لمس فيهم الألفة والتواضع من دون تكلف، أو نفاق ثقافي. كما يسارع إلى تقديم أية مساعدة تتعلق بالإبداع والمبدعين. لا يتكلم عن حياته الشخصية، أو الإبداعية إلا في حالات نادرة، وبشكل عابر لا يشفي غليل السائل. لا يتمسح على جدران المؤسسات الثقافية، ولا يتملق لأي مسؤول في مراكز القرار الثقافية. لذلك ظل بعيدا عن الأضواء، ومقصيا إلى حد التهميش من اللقاءات الدولية والوطنية رغم علاقته المتينة في إطار التبادل الثقافي بعدد من المبدعين والمستشرقين في إسبانيا، وبعض دول أمريكا اللاتينية الناطقة باللغة الإسبانية. أقصته المؤسسة الثقافية من عدة محافل أدبية بحكم أنه يغرد خارج السرب، أو غير وصولي. أو ربما لأنه كان لا يتوسل مجده الشعري. في مقابل- وعلى سبيل المثال - هذا تم استدعاؤه بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الشاعر الشيلي بابلو نيرودا، حيث كلفه سفير الشيلي بالمغرب لإنجاز مختارات من أشعاره، و حضر الاحتفال الذي نظمه السفير في إقامته إلى سفراء من أمريكا اللاتينية، ومبدعين من المغرب. كما استدعي السنة الماضية للمشاركة باليوم العالمي للشعر في الشيلي. يغضب مثل طفل.. وإذا ما أسأت إليه سرعان ما يجد لك عذرا مع نفسه، وينسى إساءتك إليه. لكن إذا أخللت بأحد مواثيق الحب لديه فإنه يتخلى عن صداقتك بسهولة. صراحته، التي ينفرد بها أهل الشمال من دون نفاق أو مداهنة، أحيانا تكون نقمة عليه، وتفقده العديد من أصدقائه. إذا ما دعي إلى ملتقى أدبي، فإنك حتما ستراه عشرات المرات. فهو لا يألف الجلوس في مكان واحد. بل يتحرك هنا وهناك يبحث عن صديق سمع أنه حضر الملتقى ولم يره منذ سنين، أو في ركن قصي منهمك في تبادل الهمس مع صديق جديد تعرف إليه، أو يعاتب صديقا لم يرسل إليه نسخة من كتابه الجديد. إذا دخلت إلى مكتبته على سطح المنزل تنبهر بعدد الكتب الأدبية التي تملأ الفضاء، وإذا ما دققت في أشياء المكان تجد قارورة زيت صغيرة من تونس عمرها أكثر من ثلاثين سنة، وعدد كبير من الطوابع البريدية، أو الأوراق النقدية القديمة من شتى دول العالم، ويتجلى لك هوسه في حرصه على جمع الأعداد الأولى للمجلات والجرائد. وإذا ما تصفحت أحد الكتب لابد وأن تعثر بين صفحاته على تذكرة حافلة أو قطار يعود تاريخها إلى السبعينات من القرن الماضي. وحتما ستعثر في أحد الرفوف على ملف ضخم يضم عددا كبيرا من الرسائل وصلته فيما مضى من نزار قباني، ومحمد شكري، وعبد الوهاب البياتي، وحميد سعيد، و وعبد القادر القط، وعلي الشوك، وعبد الكريم الطبال، والموسيقار مصطفى عائشة، ومحمد علي الرباوي، وعبد الله اجبيلو، وأحمد امغارة، وموماطا( محمد المامون طه)، و خلدون الشمعة، ومدحت عكاش.. ومن المستعربين من إسبانيا فرناندو دي أغريداFernando de Agreda الذي قدم محاضرات حول ترجمات شاعرنا قدمها في فاسوالرباط ومدريد، كما تجد عددا من العصافير تتزاحم أمام باب المكتبة عندما يفتح الباب ويرمي لها بعضا من الحب يكدسه في أحد الأركان. أقصته المؤسسات الثقافية في عدة محافل ثقافية بحكم أنه يغرد خارج السرب أو غير وصولي أو ربما لأنه لا يتوسل مجده الإبداعي لدى صناع القرار.وإذا تعرفت إلى أسرته الصغيرة فإنك تعرف تفاصيل أخرى لجوانب من حياته التي تتعلق بالإبداع والمبدعين خاصة من زوجته، فإنها تحدثك عن زيارة نزار قباني إلى بيتهما بالحي المحمدي في بداية زواجهما. وكيف أن نزار قباني عرض على شاعرنا أن يرافقه إلى لندن للبحث عن لقمة عيشه ومستقبل شعري جيد هناك إلا أنه رفض ذلك وعلل ذلك فيما بعد أنه يرفض أن يعيش تحت ظل شاعر أخر. كما تحدثك عن عدد من المستشرقين الإسبان الذين كانوا يزورونهم في البيت بين الفينة والأخرى، طالبين منها إعداد طبق الكسكس وعن أصدقاء شعراء كانوا يزورونهم باستمرار صاروا أثرا بعد عين، ولم يعد أحد يكلف نفسه بالسؤال ولو عبر مكالمة هاتفية. هذه بعض جوانب من حياة شاعرنا المحتفى به في هذا المحفل الشعري. وسط أسرته في جمعية البلسم التي يحرص على مشاركة أعضائها جميع أنشطتهم الثقافية.» وأخيرا شهادة إدريس عزيز جاءت كما يلي: « لم يكن اختيار شاعرنا عبد السلام مصباح اعتباطيا ولا محض صدفة، ولا اختياراً عشوائياً...إنما كان الدافع هو تواضع شاعرنا وغزارة إنتاجه الشعري، فقد كرّس كل وقته وأغلب فترات حياته للقصيدة، وللثقافة...تجرد من أنانيته وكبريائه. شاعرنا عبد السلام مصباح شاعر ركب صهوة القصيدة عن طواعيَّةٍ ليقود القافية بخطى ثابتةٍ ليكتبَ اسمه ضمن شعراء جيله، منصتاً لنبضات قلبه، قلمه نهراً انساب جاريا متلألئاً، حروفه حبات لؤلؤ تُضفي على القصيدة لمعناً وضياءً، قوافيه أشجار باسقة من فيض علمه ومعرفته بأصول القصيدة العربية الحديثة، واطلاعه على تجارب شعراء كتبوا بدماء الفخر فوق صحائف الوطن...فالكلمة الشعرية اليوم عند الشاعر مصباح هدف يسعى لتحقيقها في زمن طغت فيه الكلمة الفارغة، والقصيدة الهجينة، فهو كما قال أدونيس في قصيدة "بابل": بابل جئنا نتبنّى مُلكاً آخر، جئنا نعلن أَنَّ الشعرَ يقين والحرف نظام هو ذا نجم يتوهج بين كواحلنا ثقة بجحيم خطانا ثقة بفضاء يتناسل ماء حناجرنا فالمتأمل في شعر شاعرنا عبد السلام مصباح يتوصل إلى أن الشاعر يضع القارئ أمام حقيقة واقعية، أمام كينونته الخاصة، كينونة الفضاء واللحظة والمشهد...فالشاعر الحق هو الذي يخلق الكلمة التي تصل إلى أعماقنا لتجعلنا نثور ضد الفكر الهزيل...لأن الشعر، كما يرى غاندي "مقاومة سلمية لا متناهية"، وأفلاطون يرى بأن حقيقة الشاعر تصيب ما هو أبعد من العقل... ومن هنا كان عالم الشاعر مصباح، فهو غير راضٍ عن مجتمعه، عن عالمه، عن واقعه..لأن هناك من يرغب في فرض أشياء علينا. إن الشعر ينتفض ضد استبداد التاريخ، ضد استعمار الأذهان عبر الإيديولوجيات، وضد تعصب الأديان، وضد كل أشكال التعصب، فهو قلعة مفتوحة لكل ما هو مستعد لمواصلة الطريق الصعب للوفاء...فمياه الشعر ليست خارجية ولهذا فهي لا تتعكر بوجود التعدد، فهي توجد في الداخل وتنطلق من الداخل، من أناة الشاعر لتساهم في بناء الحياة، والشاعر بطريقته في الإفصاح عن استمالاته، لا يساهم فقط في تكثيف الوعي، وغنما يتيح من خلال القوة التي يهبها للكلمة أن تصير هذه بمثابة تعاويذ ضد الشر الأخلاقي، وأن تمارس فعلها أمام تدنيس العدالة، وأمام العنف، وأن تذكر بمسؤوليتنا... وأخيرا، فإن القصيدة عند الشاعر عبد السلام مصباح متوهجة في العتمة والإيمان هو الطي يحرك الجمال... والشعر كان وما يزال سفراً من أجل ذاته ليقترب من ذهب الجمال، فهو، أي الشاعر، من يقتسم في دواخله انشغالات الإنسانية التي وسمتْ بميسمها أسطورة الشاعر الشخصية... فمصباح يحمل نار الشعر، إذن، بامتياز، وقفزة إبداعية تبني أسسا جديدة لقصيدة جديدة نحن في أمس الحاجة إليها.. فمن أجل البلسم اليوم وغداً يحمل الشاعر رؤاه وأحلامه مَشعلاً يبث الأمل في آلاف الرواح التي تنتظر تحريرا حقيقيا من أجل جمعية "البلسم"، جمعية موحدة ومتعددة وخلاقة.. قراءة في لوحة الملصق: أمام الباب يقف الشاعر مبتسما، بجلبابه الأبيض الناصع، بياض الشيب الذي علا شعيرات رأسه، وبياض قلبه وسماحته، ابتسامة الشاعر لا تفارق محياه، كلما التقيته رأيتَه ضاحكا.» في المساء صدحت زوايا دار الشباب بأصوات شعرية متنوعة، وعقب القراءات تم عرض شريطين وثائقيين، الأول يحكي عن السيرة التشكيلية للفنان المصري عبد الرازق عكاشة المقيم في فرنسا والعضو بصالون الخريف، والثاني للمؤلف التلفزيوني والمسرحي المصري محمد الغيط. ثم توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين. و قراءة البيان الختامي للمشاركين في هذه الدورة، والذي دعا إلى تكريس هذا التقليد الإبداعي، وإحداث مركز استقبال يليق بحجم تاريخ هذه المدينة وبحجم السنوات 15 من عمر هذا الملتقى العربي ، وكذا إحداث مسابقة شعرية باسم رمز من رموز الشعر المغربي أو العربي لفائدة الشباب المغربي. نبذة عن الشاعر: من مواليد21/03/1947بشفشاون - شاعر ومترجم عن الإسبانية - عضو اتحاد كتاب المغرب - عضو في "تجمع الشعراء بلا حدود" - عضو في حركة شعراء العالم /الشيلي - أحد شعراء"معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين" - عضو في دار ناجي نعمان للثقافة / لبنان - عضو شرفي في جمعيات ثقافية فاعلة - عضو في بيت الأدب المغربي/ مكناس - عضو منتدى خميس الشعر/ الدارالبيضاء - أمين جمعية "الانطلاقة"،(سابقاً) الدارالبيضاء - نائب رئيس"الرابطة المغربية للأدب المعاصر" ،الجديدة - نائب رئيس "نادي الأدب:أوراق" الدارالبيضاء - رئيس شرفي لجمعية البلسم(أبي الجعد) - مدير مكتب "طنجة الأدبية"بالدارالبيضاء - متعاون في جريدة "ماروك" /الدارالبيضاء - عضو في "الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب" -حاصل على الدكتوراه الفخرية من "الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين - مترجم لأكثر من 15شاعرا وشاعرة مغاربة وإسبانيين - نشرت نصوصه في المقررات التعليمية بالمغرب. تُرجمت قصائده إلى الإسبانية، والفرنسية، والإنجليزية، والإيطالية، والهولندية والرومانية، والصينية. الجوائز: -جائزة جريدة "العرب"اللندنية1985 عن ترجمة لمسرحيتين قصيرتين لغارسيا لوركا وغوستافو أدولفو بيكير. -جائزة "دار نعمان للثقافة"2005. - جائزة الشعر مجلة "هاي(HI) 2006. الإصدارت: 1- "حاءات متمردة"الصادر في أبريل 1999. 2- مختارات من ديوان : أشعار الربان (Los Versos Del Capitan ) للشاعر الشيلي :بابلو نيرودا (Pablo Neruda) بمناسبة الذكر المئوية لميلاده سنة2004. 3- ديوان : مخطوطة الأحلام (El Manuscrito de los Suenos) للشاعر الشيلي:سيرخيو ماثياسSergio) (Macias. وهي سيرة شعرية للشاعر الملك المعتمد بن عباد وحبيبته اعتماد الرومايكية، صدرت في طبعتين : الأولى في يونيو2008 عن دار القرويين بالدارالبيضاء / المغرب، والثانية في شهر أكتوبر2008 بقاديس/ إسبانيا. 4- ديوان " تنويعات على وتر الحاء" عام 2011. تم تنظيم الملتقى الشعري العربي الخامس عشر الذي تنظمه جمعية البلسم للتربية والثقافة والفن بأبي جعد، بتعاون مع مندوبية وزارة الثقافة، مساء وجمعية المنار.وذلك يومي 4 و5أبريل 2011.وحملت دورة السنة اسم الشاعر المغربي عبد السلام مصباح. شارك في الملتقى عدد من الشعراء والفنانين العرب من المغرب وخارجه(تونس، ومصر.) محمد الغيطي(مصر )، و، صلاح أنياكي، وعبد العزيز المكي الناصري، وعبد الله المتقي، وإسماعيل زويريق، وأمينة حسيم، وعبد الرحيم أويري، ولمجيد تومرت، وخالد المناني، وعفاف السمعلي(تونس )، و أيوب لمليجي، ومليكة معطاوي، و عبد الحكيم آيت تاكنيوين، وليلى سعيد سيد، ومحمد فري، ونجاة زوادي، ومحمد حاجي، وإلهام زويريق، ومحمد الذهبي، وخالد مزياني، ومحمد منير، وكريمة دلياس، ومريم بن بختة. في اليوم الأول تم استقبال المشاركين، ليتم افتتاح الملتقى بعد ذلك بدار الثقافة أحمد الشرقاوي بإلقاء كلمات الجهات المسؤولة لكل من إدارة الملتقى،ومندوبية وزارة الثقافة المغربية ، وإدارة دار الشباب، والمجلس البلدي للمدينة. عقب ذلك صدحت أجواء المكان بقراءات شعرية بدار الثقافة أحمد الشرقاوي. صبيحة اليوم الثاني ابتدأ تكريم الشاعر عبد السلام مصباح بطريقة لم يعهدها الشعراء من قبل حيث ألبس المحتفى به سلهاما تقليديا وركب حصانا حمله من دار الشباب إلى دار الثقافة عبر أزقة المدينة الأثرية ترافقه فرقة موسيقية شعبية يطلق عليها اسم "عبيدات الرمى" ثم بعد ذلك تم عرض شريط وثائقي مختزل لسيرة الشاعر المحتفى به، تلته شهادات ساهم فيها كل من: عبدا لكريم الطبال، الذي عنون شهادته ب: " في جدار القلب " وكانت كالتالي: « عبد السلام منذ القصيدة الأولى عقد بينه وبين لوركا وثيقة صداقة عميقة وعلى أساسها كتب شعر لوركا على جدار قلبه حتى لا ينسى أي بند من بنود الوثيقة. عبد السلام منذ القصيدة الأولى عرفته غجريا حمل معه قيثارته ورحل وما زال يرحل حتى ألان، يتنقل من ساحة شعرية إلى ساحة شعرية أخرى، لا يقيم في مكان ولا ينحاز إلى جوقة...تحسبه مقيما وهو ليس بمقيم، تحسبه لا يغني وهو يغني، تلقاه مرة في شارع ما في غرناطة مع صديقه لوركا، ومرة أخرى تلقاه في شارع ما أو في قصر ما في اشبيلية مع المعتمد، أو مع انطونيو ماتشادو، وتلقاه أخرى في الدارالبيضاء مع شعراء غجريين آخرين ،وقد تلقاه في شفشاون مدينته التي هرب منها ولم تهرب منه...فهي معه، في جيب ذاكرته. في زاد قلبه، في مداد كلماته ولو أغمض عينيه، ولو سد إذنيه، ولو أغلق باب قلبه. عبد السلام هكذا عرفته عن قرب قليلا، وعن بعد كثيرا. تعلم في مدرسته حرفا واحدا هو الحاء، ولم يتعلم من الأبجدية ما سبق هذا الحرف، وما لحقه عبد السلام لم يتعلم إلا هذا الحرف الذي هو الحاء: الذي هو الحب، هو الحرية، هو الحرف القصيدة. وما ذا بعد الحب والحرية والقصيدة؟ ربما لا شيء، هذه هي الأقمار الثلاثة التي تضيء ظلمة الكون .عتمة الروح .دجنة الطبيعة لو أن الأقمار الثلاثة هذه انبثقت في هذا الكوكب المعتم لكان الكون آخر ولكان الإنسان آخر...كل الأديان والشرائع والفلسفات كانت ولا تزال من اجل أن تسطع هذه الأقمار الثلاثة، عبد السلام لست وحدك في الغربة. لست وحدك الذي تعلمت هذا الحرف وحده فمعك هنا في المهرجان غرباء مثلك يتنقلون في الساحات، وأميون مثلك لم يتعلموا إلا هذا الحرف. عبد السلام مصباح لك هنا في أبي الجعد المدينة الصغيرة التي أحبها لأنها مدينة صغيرة كمدينتي ومدينتك، وأحبها أكثر لأنها تحتفي بالشعر كمدينتي . ولأنها أحبتك.» ثم شهادة الشاعرة المغربية نجاة رجاح (أم سناء) عنونتها ب: " شهادة واعتراف " وكانت كالتالي: « عبد السلام مصباح، الإنسان المرهف كما عصفورٌ غادر للتوِّ غصنه الأول، يُشْرعُ جناحيه لتَرحالٍ دائم حول الشغف والنور. عبد السلام مصباح، الشاعر الذي يقوده شعره إلى شرفاتٍ مضاءةٍ بالشعر والقناديل...تنساب إيقاعاته أحلاماً قزحيةً يأسرها المعنى، وحين نقرأ ترجماته يُذهلنا بتصويراته البالغة الالتقاط لما لا يرى...حيثُ تتحوَّل كتاباته إلى تمظهر في قاموس الاختلاف... مذ تعرفتُ عليه في ملتقيات الشعر والأدب، أخذتُه إلى عائلة القلب...شعرتُ أن ثمَّةً قرابة بيني وبين هذا الشاعر الشفّافِ المرهفِ المشاغبِ الجميل...الذي يقول بعملٍ حكيم كل ما يريده بواسطة لغةِ يُحسنُ توظيفها جيداً لكل ما يُُراد... محبتُه للناس وخدمتُه لهم تجعله سيّدَ الكلِّ وأميرَهم...وتأخذنا هذه المحبةُ إلى شموليّةٍ إنسانيَّةٍ قلما نجدها. عبد السلام مصباح شاعرَ حبٍّ يُحوِّلُ اللغةَ إلى حياةٍ في ممارستِه الثقافية والأدبية والاجتماعية, عرفته عن قربٍ أخاً وصديقاً صدوقاً، حيث في حَضرةِ الأماكن المشيَّدة بالشغفِ والانحيازِ إلى الضوءِ، حيث يتَّخِذُ الشعرُ ملامحَ القلبِ...شعورٌ جميلٌ بقرابِتِنا في المنحنى الإنساني العام/الخاص في آن...ومنذُها أقرأه وأتابعه ، يقرأني ويتابعني...ومنذُها توغَّلتُ أكثر في هذا الحكم الذي يستمدُّ شبابه من فتنة اللغة ومفاتنِ الإبداع... عبد السلام مصباح، نَصٌّ متكاملٌ...بيتُ القصيدِ في شعرهِ وترجماته عبد السلام مصباح، يفتح قلبه وذراعيه لكل الشعراء...حبيب الكلِّ، شاعر في معاملاته، طيبٌ، كريمٌ...تعتريه نبوءَةِ الأطفال البريئةِ...يشدُّ رحاله إلى الشعر...لا يتعب منه الشعرُ...بارك الله في عمره وصحتِّه حتى لا تغيب ضحكاتُه الطفوليَّةُ وشغبُه الجميل عن فظاءاتنا... أبيتُ ألا أن أحضر، منتعلةً قلبي...حيث كان المصباحُ عناقنَا البعيد...لنمارس معاً طقوسَ عشقِ الكلمة..لإيقاظِ الأفئدة من سَكراتِها...في فضاء هذه المدينة الشاعرية بامتياز... فطوبى لك أخي الفاضل هذا التكريمُ...وهذا الاعترافُ...وهذه الالتفاتةُ من خيمتنا الزرقاء "جمعية البلسم" الجميلة...تُها الشاعر الذي جعل المحبة عنواناً، وسَيَّجَ الشعرَ بزهرةِ الغاردينيا ليكون جوازَ سفرٍ إلى كلِّ القلوب... أُحَّيِّيكَ بحمَّى مهووسةٍ بالشعرِ حدَ الذوبان..» وشهادة فاطمة بن محمود من تونس بعنوان: " رجل في الذاكرة ". «في الحياة..يروقنا أن نسير مستأنسين بأشخاص نستزيد منهم ما يزيدنا ثقة واطمئنانا..كنت-وما زلت-استأنس بالشخصيات المثيرة والْمميزة التي قد تضيف لي من تجربتها ما يساعدني على انجاز تجربة أعتز بها عندما تصفرّ سنوات العمر.. هناك شخصيات تلتقيها في حياتك عرضا، وأخرى تسعى أن توجدها لترصّع بها تاج حياتك...ولي في حياتي كوكبة من الشخصيات العربية المهمة التي يمرّ العمر غبنا إذا لم ألتقيها..من ذلك المبدع المغربي عبد السلام مصباح .. كنت التقيته من خلال الشبكة العنكبوتية..وكنت لا استطيع أن أميز ملامحه..فقط اذكر أن هناك رهبة تمتلكني كلما دخلت بيته الافتراضي ومررت بصري على جدار صفحته في الفايسبوك.. وكان يجب أن ألتقيه حتى أراه.. ورأيته فأدركت عمق هذا الكاتب العملاق. في ملتقى أبي جعد (الدورة15/2009) قدّم لي الصديق الشاعر إبراهيم قهوايجي عبد السلام مصباح..وبسرعة ألفتُه و شعرتُ أني أعرف هذا الرجل..ستلاحظ أن ملامحه الطفولية تجتاز بك كل المراحل لتجد نفسك في مواجهة رجل يحمل قلب طفل..انه يتحدث بتلقائية، وينشر الابتسامات على كل الوجوه، ويخلّف في كل مكان عطر قلبه الوردة.. كانت لعبد السلام مصباح تلك الخصوصية التي تشعر بها ولا تستطيع وصفها..انه كالهواء يمرّ بك و تنتعش بحضوره ولا تقدر على القبض عليه ولو بواسطة اللغة...ذلك هو عبد السلام مصباح..تتحدث إليه فتأسرك طيبته الوارفة، بساطته العميقة، تواضعه العالي.. كنّا في يوم الافتتاح لازلنا في بهو دار الثقافة بأبي الجعد..عندما عنّت مني التفاتة فرأيت في مكان جانبي معلّقة كبيرة فيها صورة للملك محمد السادس وابتهجت..تفسّحت في الدارالبيضاء وزرت الرباط وعلى طول الطريق من الدارالبيضاء حتى مدينة مولاي إدريس، ومن ثمة مدينة أبي الجعد ..مررنا بمدن عديدة وساحات كثيرة ولم أعثر على أي صورة للملك-كما هي عادة كل البلدان الجنوبية -لا تجده منتشرا في الشوارع موزّعا في الطرقات..فقط ستجده في وجدان الْمغاربة عندما يتحدثون عنه..يتصدّر مداخل قلوبهم بكل اعتزاز..وكنت- كزائرة- أحبّ أن تكون لي صورة مع صورة الملك..أحب أن أقول إني زرت الْمغرب البديعة..وهذه صورة أؤثث بها حائط ذاكرتي .. إذن على جانب من مدخل دار الثقافة أبي الجعد..وجدت صورة للملك و أردت أن تكون لي صورة هناك..صورة مع الصورة..وتلعثمت أصابع أحدهم على زر آلة التصوير..وإذا بالكبير عبد السلام مصباح يمدّ يده و يأخذ آلة التصوير وبضغطة أنيقة انتشر وميض يلتقط البهاء..ثم وبدون أن يلتفت اليّ مدّ آلة التصوير إلى آخر بجواره ودلف بسرعة إلى جواري داخل المشهد وابتسم بطفولة باذخة..صورة أخرى معك..وأذهلتني هذه التلقائية التي أفحمني بها..وهذا التواضع الجمّ..وعلمت أني فعلا أمام شخصية مميزة فتلك هي بعض من خصائص الكبار. في كل الجلسات الأدبية والمسامرات الشعرية كان عبد السلام مصباح يختار لنفسه دائما تلك الزاوية التي يلتقط منها ما يغفل عنه الحاضرون..وينتبه كثيرا إلى الهامش الذي عادة هو ما يتبقّى في ذاكرة الملتقيات..ويوزع ابتسامته على الجميع بغمزاته الطريفة.. لذلك ينتهي الْملتقى وتبدأ علاقاتك بالكبار في الكتابة والنفوس..عدت إلى بيتي مكتظة بذاكرة دافئة تقيني لسع الشتاء وقساوة الوحدة..عدت بكتاب "مخطوطة الأحلام"أحد الكتب التي ترجمها الشاعر عبد السلام مصباح وهو سرد شعري ل"سيرة المعتمد" للشاعر الشيلي سيرخيو ماثياس..كانت الترجمة..على قدر من البهاء..بحيث كنت أحيانا أشعر وكأن القصائد قدّت باللغة العربية أصلا..فقد جعلها الشاعر عبد السلام مصباح تحافظ على طراوة اللغة، وعلى جمال الصورة، وعلى رهافة الإحساس..وتخلّف قطرات ندى على عشبة القلب .. كان عبد السلام مصباح يتتبّع خطى الشاعر الشيلي سيرخيو ماثياس ويلتقط قصائده وربما لأنه تسري في عروقه الدماء الأندلسية..ربما لذلك قد يكون لديه استعدادا مسبقا للتفاعل مع سيرة الملك العاشق، وهذا ما يجعله ربما يقبض على اشراقة القصيد وينجح بمهارة في زجّها داخل اللغة، ورصّها بأناقة داخل القصيد ثانية..ليحافظ على طراوة اللغة و ألق المعنى استمتعت ب"مخطوطة الأحلام" وكنت أعود إليه في كل مرة لأقرأه و أعترف أنه لم يكن لي أن أتعرّف على الشاعر الشيلي سيرخيو ماثياسو بل لم أكن لأتعرّف على تلك التفاصيل الدقيقة عن الْملك الشاعر دون الْمبدع الكبير عبد السلام مصباح، وتلك هي عادة المبدعين الكبار..يخلّفون أثارهم وصدى كلماتهم الضاحكة.. عندما علمت باعتزام ملتقى أبي جعد تكريم هذا المبدع الْمميز..قلت يستحق هذا الرجل وكنت أتمنى الحضور، ولعلّ التكريم حدث لي أيضا عندما مكّنني الشاعر عبد السلام مصباح من هذه الشهادة التي ستجعلني أعتزّ دوما بمصاحبة الكبار وافخر دائما أني التقيت مرّة بعبد السلام مصباح كاتب عربي من الطراز الفاخر إبداعيا وإنسانيا ولي معه صورة جميلة في مدخل دار الثقافة بأبي جعد..في خلفية تلك الصورة يجلس الملك محمد السادس بسحنته المغربية وملامحه الأليفة..ستجد هذه الصورة تزيّن الجدار على يمين مكتبي وتستقبل كل من يدخل وفي كل مرة يزورني بعض أصدقائي يهتف "فاطمة..هل كنت في المغرب؟" وأردّ بسرعة "نعم..وتلك أنا مع الشاعر الكبير عبد السلام مصباح » وشهادة رضوان السائحي تحت عنوان " صاحب الحاءات و طفولة لا تشيخ ". « عبر مساره الشعري.. هو شاعر الحب، والحلم، والحياة، وكل ما يتعلق بهذه الكلمات من معاني راقية. ولد في مدينة شفشاون، وترعرع بين أزقتها، والغابات التي كانت تحيط بها. ورغم نزوحه صوب مدينة الدارالبيضاء منذ أكثر من ثلاثين سنة، فإن لكنته الجبلية لا تزال عالقة بحبال صوته لا تقبل التدجين. يبادر إلى التعرف إلى أصدقاء سمع عنهم فقط، أو قرأ لهم بعضا من نتاجاتهم الأدبية، إذا لمس فيهم الألفة والتواضع من دون تكلف، أو نفاق ثقافي. كما يسارع إلى تقديم أية مساعدة تتعلق بالإبداع والمبدعين. لا يتكلم عن حياته الشخصية، أو الإبداعية إلا في حالات نادرة، وبشكل عابر لا يشفي غليل السائل. لا يتمسح على جدران المؤسسات الثقافية، ولا يتملق لأي مسؤول في مراكز القرار الثقافية. لذلك ظل بعيدا عن الأضواء، ومقصيا إلى حد التهميش من اللقاءات الدولية والوطنية رغم علاقته المتينة في إطار التبادل الثقافي بعدد من المبدعين والمستشرقين في إسبانيا، وبعض دول أمريكا اللاتينية الناطقة باللغة الإسبانية. أقصته المؤسسة الثقافية من عدة محافل أدبية بحكم أنه يغرد خارج السرب، أو غير وصولي. أو ربما لأنه كان لا يتوسل مجده الشعري. في مقابل- وعلى سبيل المثال - هذا تم استدعاؤه بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الشاعر الشيلي بابلو نيرودا، حيث كلفه سفير الشيلي بالمغرب لإنجاز مختارات من أشعاره، و حضر الاحتفال الذي نظمه السفير في إقامته إلى سفراء من أمريكا اللاتينية، ومبدعين من المغرب. كما استدعي السنة الماضية للمشاركة باليوم العالمي للشعر في الشيلي. يغضب مثل طفل.. وإذا ما أسأت إليه سرعان ما يجد لك عذرا مع نفسه، وينسى إساءتك إليه. لكن إذا أخللت بأحد مواثيق الحب لديه فإنه يتخلى عن صداقتك بسهولة. صراحته، التي ينفرد بها أهل الشمال من دون نفاق أو مداهنة، أحيانا تكون نقمة عليه، وتفقده العديد من أصدقائه. إذا ما دعي إلى ملتقى أدبي، فإنك حتما ستراه عشرات المرات. فهو لا يألف الجلوس في مكان واحد. بل يتحرك هنا وهناك يبحث عن صديق سمع أنه حضر الملتقى ولم يره منذ سنين، أو في ركن قصي منهمك في تبادل الهمس مع صديق جديد تعرف إليه، أو يعاتب صديقا لم يرسل إليه نسخة من كتابه الجديد. إذا دخلت إلى مكتبته على سطح المنزل تنبهر بعدد الكتب الأدبية التي تملأ الفضاء، وإذا ما دققت في أشياء المكان تجد قارورة زيت صغيرة من تونس عمرها أكثر من ثلاثين سنة، وعدد كبير من الطوابع البريدية، أو الأوراق النقدية القديمة من شتى دول العالم، ويتجلى لك هوسه في حرصه على جمع الأعداد الأولى للمجلات والجرائد. وإذا ما تصفحت أحد الكتب لابد وأن تعثر بين صفحاته على تذكرة حافلة أو قطار يعود تاريخها إلى السبعينات من القرن الماضي. وحتما ستعثر في أحد الرفوف على ملف ضخم يضم عددا كبيرا من الرسائل وصلته فيما مضى من نزار قباني، ومحمد شكري، وعبد الوهاب البياتي، وحميد سعيد، و وعبد القادر القط، وعلي الشوك، وعبد الكريم الطبال، والموسيقار مصطفى عائشة، ومحمد علي الرباوي، وعبد الله اجبيلو، وأحمد امغارة، وموماطا( محمد المامون طه)، و خلدون الشمعة، ومدحت عكاش.. ومن المستعربين من إسبانيا فرناندو دي أغريداFernando de Agreda الذي قدم محاضرات حول ترجمات شاعرنا قدمها في فاسوالرباط ومدريد، كما تجد عددا من العصافير تتزاحم أمام باب المكتبة عندما يفتح الباب ويرمي لها بعضا من الحب يكدسه في أحد الأركان. أقصته المؤسسات الثقافية في عدة محافل ثقافية بحكم أنه يغرد خارج السرب أو غير وصولي أو ربما لأنه لا يتوسل مجده الإبداعي لدى صناع القرار.وإذا تعرفت إلى أسرته الصغيرة فإنك تعرف تفاصيل أخرى لجوانب من حياته التي تتعلق بالإبداع والمبدعين خاصة من زوجته، فإنها تحدثك عن زيارة نزار قباني إلى بيتهما بالحي المحمدي في بداية زواجهما. وكيف أن نزار قباني عرض على شاعرنا أن يرافقه إلى لندن للبحث عن لقمة عيشه ومستقبل شعري جيد هناك إلا أنه رفض ذلك وعلل ذلك فيما بعد أنه يرفض أن يعيش تحت ظل شاعر أخر. كما تحدثك عن عدد من المستشرقين الإسبان الذين كانوا يزورونهم في البيت بين الفينة والأخرى، طالبين منها إعداد طبق الكسكس وعن أصدقاء شعراء كانوا يزورونهم باستمرار صاروا أثرا بعد عين، ولم يعد أحد يكلف نفسه بالسؤال ولو عبر مكالمة هاتفية. هذه بعض جوانب من حياة شاعرنا المحتفى به في هذا المحفل الشعري. وسط أسرته في جمعية البلسم التي يحرص على مشاركة أعضائها جميع أنشطتهم الثقافية.» وأخيرا شهادة إدريس عزيز جاءت كما يلي: « لم يكن اختيار شاعرنا عبد السلام مصباح اعتباطيا ولا محض صدفة، ولا اختياراً عشوائياً...إنما كان الدافع هو تواضع شاعرنا وغزارة إنتاجه الشعري، فقد كرّس كل وقته وأغلب فترات حياته للقصيدة، وللثقافة...تجرد من أنانيته وكبريائه. شاعرنا عبد السلام مصباح شاعر ركب صهوة القصيدة عن طواعيَّةٍ ليقود القافية بخطى ثابتةٍ ليكتبَ اسمه ضمن شعراء جيله، منصتاً لنبضات قلبه، قلمه نهراً انساب جاريا متلألئاً، حروفه حبات لؤلؤ تُضفي على القصيدة لمعناً وضياءً، قوافيه أشجار باسقة من فيض علمه ومعرفته بأصول القصيدة العربية الحديثة، واطلاعه على تجارب شعراء كتبوا بدماء الفخر فوق صحائف الوطن...فالكلمة الشعرية اليوم عند الشاعر مصباح هدف يسعى لتحقيقها في زمن طغت فيه الكلمة الفارغة، والقصيدة الهجينة، فهو كما قال أدونيس في قصيدة "بابل": بابل جئنا نتبنّى مُلكاً آخر، جئنا نعلن أَنَّ الشعرَ يقين والحرف نظام هو ذا نجم يتوهج بين كواحلنا ثقة بجحيم خطانا ثقة بفضاء يتناسل ماء حناجرنا فالمتأمل في شعر شاعرنا عبد السلام مصباح يتوصل إلى أن الشاعر يضع القارئ أمام حقيقة واقعية، أمام كينونته الخاصة، كينونة الفضاء واللحظة والمشهد...فالشاعر الحق هو الذي يخلق الكلمة التي تصل إلى أعماقنا لتجعلنا نثور ضد الفكر الهزيل...لأن الشعر، كما يرى غاندي "مقاومة سلمية لا متناهية"، وأفلاطون يرى بأن حقيقة الشاعر تصيب ما هو أبعد من العقل... ومن هنا كان عالم الشاعر مصباح، فهو غير راضٍ عن مجتمعه، عن عالمه، عن واقعه..لأن هناك من يرغب في فرض أشياء علينا. إن الشعر ينتفض ضد استبداد التاريخ، ضد استعمار الأذهان عبر الإيديولوجيات، وضد تعصب الأديان، وضد كل أشكال التعصب، فهو قلعة مفتوحة لكل ما هو مستعد لمواصلة الطريق الصعب للوفاء...فمياه الشعر ليست خارجية ولهذا فهي لا تتعكر بوجود التعدد، فهي توجد في الداخل وتنطلق من الداخل، من أناة الشاعر لتساهم في بناء الحياة، والشاعر بطريقته في الإفصاح عن استمالاته، لا يساهم فقط في تكثيف الوعي، وغنما يتيح من خلال القوة التي يهبها للكلمة أن تصير هذه بمثابة تعاويذ ضد الشر الأخلاقي، وأن تمارس فعلها أمام تدنيس العدالة، وأمام العنف، وأن تذكر بمسؤوليتنا... وأخيرا، فإن القصيدة عند الشاعر عبد السلام مصباح متوهجة في العتمة والإيمان هو الطي يحرك الجمال... والشعر كان وما يزال سفراً من أجل ذاته ليقترب من ذهب الجمال، فهو، أي الشاعر، من يقتسم في دواخله انشغالات الإنسانية التي وسمتْ بميسمها أسطورة الشاعر الشخصية... فمصباح يحمل نار الشعر، إذن، بامتياز، وقفزة إبداعية تبني أسسا جديدة لقصيدة جديدة نحن في أمس الحاجة إليها.. فمن أجل البلسم اليوم وغداً يحمل الشاعر رؤاه وأحلامه مَشعلاً يبث الأمل في آلاف الرواح التي تنتظر تحريرا حقيقيا من أجل جمعية "البلسم"، جمعية موحدة ومتعددة وخلاقة.. قراءة في لوحة الملصق: أمام الباب يقف الشاعر مبتسما، بجلبابه الأبيض الناصع، بياض الشيب الذي علا شعيرات رأسه، وبياض قلبه وسماحته، ابتسامة الشاعر لا تفارق محياه، كلما التقيته رأيتَه ضاحكا.» في المساء صدحت زوايا دار الشباب بأصوات شعرية متنوعة، وعقب القراءات تم عرض شريطين وثائقيين، الأول يحكي عن السيرة التشكيلية للفنان المصري عبد الرازق عكاشة المقيم في فرنسا والعضو بصالون الخريف، والثاني للمؤلف التلفزيوني والمسرحي المصري محمد الغيط. ثم توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين. و قراءة البيان الختامي للمشاركين في هذه الدورة، والذي دعا إلى تكريس هذا التقليد الإبداعي، وإحداث مركز استقبال يليق بحجم تاريخ هذه المدينة وبحجم السنوات 15 من عمر هذا الملتقى العربي ، وكذا إحداث مسابقة شعرية باسم رمز من رموز الشعر المغربي أو العربي لفائدة الشباب المغربي. نبذة عن الشاعر: من مواليد21/03/1947بشفشاون - شاعر ومترجم عن الإسبانية - عضو اتحاد كتاب المغرب - عضو في "تجمع الشعراء بلا حدود" - عضو في حركة شعراء العالم /الشيلي - أحد شعراء"معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين" - عضو في دار ناجي نعمان للثقافة / لبنان - عضو شرفي في جمعيات ثقافية فاعلة - عضو في بيت الأدب المغربي/ مكناس - عضو منتدى خميس الشعر/ الدارالبيضاء - أمين جمعية "الانطلاقة"،(سابقاً) الدارالبيضاء - نائب رئيس"الرابطة المغربية للأدب المعاصر" ،الجديدة - نائب رئيس "نادي الأدب:أوراق" الدارالبيضاء - رئيس شرفي لجمعية البلسم(أبي الجعد) - مدير مكتب "طنجة الأدبية"بالدارالبيضاء - متعاون في جريدة "ماروك" /الدارالبيضاء - عضو في "الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب" -حاصل على الدكتوراه الفخرية من "الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين - مترجم لأكثر من 15شاعرا وشاعرة مغاربة وإسبانيين - نشرت نصوصه في المقررات التعليمية بالمغرب. تُرجمت قصائده إلى الإسبانية، والفرنسية، والإنجليزية، والإيطالية، والهولندية والرومانية، والصينية. الجوائز: -جائزة جريدة "العرب"اللندنية1985 عن ترجمة لمسرحيتين قصيرتين لغارسيا لوركا وغوستافو أدولفو بيكير. -جائزة "دار نعمان للثقافة"2005. - جائزة الشعر مجلة "هاي(HI) 2006. الإصدارت: 1- "حاءات متمردة"الصادر في أبريل 1999. 2- مختارات من ديوان : أشعار الربان (Los Versos Del Capitan ) للشاعر الشيلي :بابلو نيرودا (Pablo Neruda) بمناسبة الذكر المئوية لميلاده سنة2004. 3- ديوان : مخطوطة الأحلام (El Manuscrito de los Suenos) للشاعر الشيلي:سيرخيو ماثياسSergio) (Macias. وهي سيرة شعرية للشاعر الملك المعتمد بن عباد وحبيبته اعتماد الرومايكية، صدرت في طبعتين : الأولى في يونيو2008 عن دار القرويين بالدارالبيضاء / المغرب، والثانية في شهر أكتوبر2008 بقاديس/ إسبانيا. 4- ديوان " تنويعات على وتر الحاء" عام 2011.