أنعشت تونس آمالها بالتأهل إلى ربع النهائي، بعدما جددت فوزها على الجزائر 2 – 1 مساء الخميس في فرانسفيل، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية، ضمن كأس أمم إفريقيا 2017 لكرة القدم في الغابون. وسجل الجزائري عيسى مندي (50 خطأ في مرماه) ونعيم السليتي (66 من ركلة جزاء) هدفي تونس، وسفيان هني (90+1) هدف الجزائر. وكانت تونس خسرت أمام السنغال 0 – 2، فيما تعادلت الجزائر مع زمبابوي 1 – 1 في الجولة الأولى. وازدادت فرص تونس بالتأهل لاسيما في حال فوزها على زمبابوي في الجولة الأخيرة، بينما تعقدت مهمة الجزائر التي أصبحت بحاجة إلى معجزة، كونها ستلعب مباراتها الأخيرة ضد السنغال. ووصف أغلب المعلقين اللقاء ب»الديربي المغاربي، الذي تفوح منه رائحة البارود»، لكنه لم يكن كذلك حيث كان معظم الوقت حذرا وهادئا. وهي المواجهة الرسمية الثامنة والأربعون بين المنتخبين، علما بأن آخر مباراة بينهما في أمم إفريقيا انتهت بفوز تونس (1 – 0 سجله يوسف المساكني) عام 2013 في جنوب إفريقيا. ولعبت الجزائر في غياب لاعبين بارزين هما الحارس رايس مبولحي والمهاجم العربي هلال سوداني. في مدرجات شبه خالية، اتسم الشوط الأول بالتمرير الخاطئ في معظم الأحيان، وكثرت الأخطاء من قبل اللاعبين ضد بعضهم البعض. وكانت الفرصة الأولى للجزائري ياسين براهيمي، الذي نفذ ركلة حرة من على خط المنطقة علت العارضة بقليل (5)، وارتدت رأسية إسلام سليماني من قدم الحارس التونسي أيمن المثلوثي (6). وكاد الخزري يضع تونس في المقدمة من ركلة حرة، نجح الحارس الجزائري مالك عسلة في صدها (10)، وتزحلق الخزري على كرة زاحفة من ركلة ركنية فأصاب القائم الأيسر من الخارج (21). ووقف المثلوثي في وجه كرة رياض محرز، أفضل لاعب في إفريقيا لعام 2016، التي كانت متجهة إلى المرمى إثر عرضية من سليماني (24). وغابت الفرص نهائيا على المرميين في الدقائق العشرين الأخيرة من زمن الشوط الأول. وفي الشوط الثاني، ارتكب الجزائريون خطأين قاتلين فصبت النتيجة في مصلحة تونس، التي تقدمت سريعا بعد اختراق في الجهة اليسرى من قبل المساكني، الذي أرسل كرة عرضية أمام المرمى وضع قائد منتخب الجزائر عيسى مندي قدمه في طريقها وحجب الرؤية عن الحارس عسلة، فتحولت إلى الشباك في الزاوية اليسرى (50). وارتكب المدافع فوزي غلام خطأ مكلفا، إثر هجمة مرتدة حاول منها إعادة الكرة برأسه إلى الحارس من منتصف الملعب، لتسقط أمام وهبي الخزري، المنطلق من الخلف، فسار بها ودخل المنطقة وحاول الأول ايقافه فأسقطه أرضا، ليحتسب الحكم برنار كميل من سيشل ركلة جزاء نفذها نعيم السليتي على يسار عسلة، مسجلا الهدف الثاني (66). وقلصت الجزائر الفارق حين عكس عدلان قديورة عرضية إلى داخل المنطقة، تابعها البديل سفيان هني بقوة في سقف الشبكة (90+1). وقال الفرنسي من أصل بولندي هنري كاسبرجاك، مدرب تونس، «نجحنا في ما فشلنا فيه أمام السنغال، رغم الأخطاء الدفاعية من جانب الخصم. في المرة السابقة كنا أكثر دفاعا، وهذه المرة ركزنا على الهجوم». وأضاف «للخسارة (أمام السنغال) نتائج إيجابية. لقد دفعت اللاعبين إلى تحسين الحالة الذهنية لديهم والتركيز على اللياقة البدنية ورفع المعنويات». وقال «أشكر اللاعبين الذين فهموا ما عليهم وتمتعوا بروح التضامن».