مباشرة بعد منح بنك المغرب ترخيصه لخمسة بنوك إسلامية ، أعلنت مجموعة البركة المصرفية (ABG) المملوكة للملياردير السعودي الشيخ كامل البركة، حصولها على موافقة البنك المركزي لتأسيس بنك جديد في المغرب وذلك بشراكة مع البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا. رجل الأعمال السعودي له قصة طويلة مع المغرب ، إذ سبق لمجموعته «دلة البركة» أن وقعت مع الحكومة المغربية سنة 2001 صفقة ب 250 مليون دولار لتهيئة وتطوير المحطة السياحية تغازوت بأكادير غير أن عدم وفاء المجموعة بالتزاماتها ، وتورط فرعها بالمغرب «قصر الورود» في أحكام قضائية ، عجل بفسخ العقدة مع المغرب سنة 2004 . وبعد كل هذه السنوات، يعود الملياردير السعودي الشيخ صالح كامل البركة إلى المغرب من بوابة البنوك الإسلامية ، حيث تدخل مجموعة البركة المصرفية (ABG)الكائن مقرها الرئيسي في البحرين، المغرب لتستكمل المجموعة بذلك تواجدها في كل بلدان المغرب العربي، حيث باتت تمتلك بنوكا تابعة لها في كل من الجزائر وتونس وليبيا والمغرب علاوة على القارة الإفريقية في مصر والسودان وجنوب إفريقيا. وقد سبق للمجموعة أن حصلت على موافقة مصرف البحرين المركزي على تأسيس هذا البنك. وسوف يتم تأسيس البنك الجديد باسم «بنك البركة المغرب» بشراكة مع BMCE ، الذي يعتبر من أعرق وأكبر البنوك المغربية الخاصة الذي تأسس عام 1959، ويتواجد في 22 بلدا. كما سوف يكون البنك الجديد تحت إدارة مجموعة البركة المصرفية ويعمل ضمن شبكة وحداتها المصرفية الموجودة حاليا في 15 بلدا وتمتلك بدورها أكثر من 700 فرع. وصرح الشيخ صالح عبدالله كامل رئيس مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية: « نحن مسرورون للغاية باستكمال الموافقات الرسمية على تأسيس بنك البركة المغرب بعد حصولنا على موافقة بنك المغرب لننجز بذلك خطوة استراتيجية مهمة في تنفيذ برنامجنا المستقبلي في تغطية كل الأقطار الرئيسية في المغرب العربي بشبكة تواجدنا وخدماتنا المصرفية، وفي الوقت نفسه في التوسع في القارة الإفريقية. ونعتزم اتخاذ المزيد من المبادرات مستقبلا نحو تحقيق هذا الهدف «. من جهته، قال عدنان أحمد يوسف عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية إن دخول المجموعة السوق المغربي يعتبر إنجازا مهما للغاية، حيث يعتبر من الأسواق الرئيسية في المغرب العربي وإفريقيا، ويحقق للمجموعة تنوعا أكبر في بناء محافظ الأصول ومصادر الإيرادات، وخاصة أننا نعتزم توظيف خبراتنا المصرفية الإسلامية العريقة والفريدة وشبكة وحداتنا المصرفية الواسعة ومواردنا الفنية والبشرية والمالية القوية في إنجاح تواجدنا هناك، كما أن شراكتنا المصرفية مع واحد من أعرق وأكبر البنوك المغربية تعتبر قيمة مضافة عالية للبنك الجديد. وتوقع يوسف انطلاق عمل المصرف فعليا في النصف الأول من 2017، واضعا نصب عينيه هدف الوصول إلى 25 فرعا . وردا على سؤال حول قدرة السوق المغربية على تحمل العديد من المصارف الإسلامية دفعة واحدة، قال المصرفي البحريني إن الوضع يختلف بالنسبة لمجموعة البركة نظرا لانتشارها الواسع في العديد من الدول المجاورة، إلى جانب نية المجموعة اعتماد المغرب منطلقا لدخول الأسواق الواعدة في غرب أفريقيا لما للمغرب من علاقات وروابط معها. ومن المعروف أن القرار شمل إحداث لجنة شرعية للمالية التشاركية داخل المجلس العلمي الأعلى، يكون لها وحدها حق إصدار فتاوى بشأن مطابقة المنتوجات لأحكام الشريعة. وقد قال البنك المركزي في بيانه أن المصرفية الإسلامية لن تعزز سبل التمويل في فحسب، بل ستزيد مدينة الدارالبيضاء جاذبية كقطب مالي رائد على الصعيد الإفريقي.