جدعون ليفي: نتنياهو وغالانت يمثلان أمام محاكمة الشعوب لأن العالم رأى مافعلوه في غزة ولم يكن بإمكانه الصمت    أحمد الشرعي مدافعا عن نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية سابقة خطيرة وتد خل في سيادة دولة إسرائيل الديمقراطية    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الاعلام الإيطالي يواكب بقوة قرار بنما تعليق علاقاتها مع البوليساريو: انتصار للدبلوماسية المغربية    الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر    مؤتمر الطب العام بطنجة: تعزيز دور الطبيب العام في إصلاح المنظومة الصحية بالمغرب    استقرار الدرهم أمام الأورو وتراجعه أمام الدولار مع تعزيز الاحتياطيات وضخ السيولة    السلطات البلجيكية ترحل عشرات المهاجرين إلى المغرب    الدفاع الحسني يهزم المحمدية برباعية    طنجة.. ندوة تناقش قضية الوحدة الترابية بعيون صحراوية    وفاة رجل أعمال بقطاع النسيج بطنجة في حادث مأساوي خلال رحلة صيد بإقليم شفشاون    أزمة ثقة أم قرار متسرع؟.. جدل حول تغيير حارس اتحاد طنجة ريان أزواغ    جماهري يكتب: الجزائر... تحتضن أعوانها في انفصال الريف المفصولين عن الريف.. ينتهي الاستعمار ولا تنتهي الخيانة    موتمر كوب29… المغرب يبصم على مشاركة متميزة    استفادة أزيد من 200 شخص من خدمات قافلة طبية متعددة التخصصات    حزب الله يطلق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل وبوريل يدعو من لبنان لوقف النار    جرسيف.. الاستقلاليون يعقدون الدورة العادية للمجلس الإقليمي برئاسة عزيز هيلالي    ابن الريف وأستاذ العلاقات الدولية "الصديقي" يعلق حول محاولة الجزائر أكل الثوم بفم الريفيين    توقيف شاب بالخميسات بتهمة السكر العلني وتهديد حياة المواطنين    بعد عودته من معسكر "الأسود".. أنشيلوتي: إبراهيم دياز في حالة غير عادية    مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.. تل أبيب تندد وتصف العملية ب"الإرهابية"    الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي    هزة أرضية تضرب الحسيمة    ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة    مع تزايد قياسي في عدد السياح الروس.. فنادق أكادير وسوس ماسة تعلم موظفيها اللغة الروسية    شبكة مغربية موريتانية لمراكز الدراسات    المضامين الرئيسية لاتفاق "كوب 29"    ترامب الابن يشارك في تشكيل أكثر الحكومات الأمريكية إثارة للجدل    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    خيي أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظاهرة انتشرت بين مجموعة محدودة طالبات جامعيات نهارا و عاملات جنس ليلا...
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 03 - 01 - 2017

يصعب الأمر عند الحديث عن «العمالة الجنسية» في صفوف الطالبات، مقارنة بالعمالة الجنسية العادية. وترجع هذه الصعوبة إلى الفئة المعنية بهذا الأمر وهي فئة الطالبات. فمن المفروض أن تكون هذه الشريحة من المجتمع نخبته في المستقبل، لكن نجد بعض الطالبات ينحين منحى هذه «المهنة».عدم الرضى عن المستوى المعيشي البسيط والرغبة في الارتقاء باي طريقة كانت، قد يدفع بعض الفتيات طالبات علم في الظاهر إلى إمتهان أقدم مهنة في التاريخ «الدعارة» يقدمن لزبائنهن ما يبحثون عنه من لذة مقابل مبالغ مالية،قد يتساءل البعض هل هن ضحايا الظروف والفقر؟ أم هو الطيش والرغبة في حياة افضل؟
جريدة «الإتحاد الإشتراكي» استطاعت بعد جهد جهيد أن تقتحم عالمهن، و التقت بأربع طالبات يمتهن البغاء بالليل، و كشفن لنا عن قصصهن المؤلمة و كيف ولجن هذا العالم الذي يكتنز كوكبة من الأسرار والمعاناة.
منى..أنا الآن أدفع ثمن جنوني
«...أحيانا نضطر لدفع ثمن جنون حياة بأكملها»، هكذا وبكل مرارة تسترجع «منى» طالبة جامعية، ذكرياتها و تقول أن أغبى النساء من تضع ثقتها في رجل.
قبل سنتين من مجيئها لمراكش كطالبة أي بسنتها الأخيرة بالثانوي(الباكالوريا)، تعرفت على شاب وسيم للغاية كما وصفته، يشتغل بنفس مدينتها لم تذكر لي تفاصيل لقائهما الأول او لعلها لا تود تذكر ذلك..لم يكن يحتاج للكثير من الجهد كي يقنعها بمرافقته، إذ بسرعة تعلقت به ليكون نقطة تحول في مسار حياتها.
كانت تكره الحديث عنه فهو ذكرى مؤلمة من الماضي القريب أو لعل جراحها لم تندمل بعد، لذلك هي لم تذكر لنا تفاصيل كثيرة عنه كل ما اعترفت به أنه كان سببا في افتضاض بكارتها...
الخوف من نظرة المجتمع الدونية للمرأة وانها بكل الأحوال ستحمل وزر خطيئتهما لوحدها والخوف من الفضيحة والاسرة جعلها تلتزم الصمت، ذاك الصمت الذي ماتزال تدفع ثمنه الى يومنا هذا...
تابعت «منى» حديثها بالقول: وكذئب جائع بعد الانقضاض على فريسته ادار ظهره لي وتركني ورحل، تخلى عني في منتصف الطريق فباتت بالنسبة لي العودة مستحيلة...انتهت السنة بحصولي على شهادة الباكالوريا لألتحق بجامعة القاضي عياض بمراكش..ولأن المانع الوحيد الذي كان يمنعني من امتهان الدعارة هي عذريتي التي فقدتها قبل شهور من التحاقي بالجامعة.فلا مانع لدي الآن يمنعني من الذهاب لبعض الحانات والمقاهي الراقية «بجليز» لاصطياد زبائني...تقول منى.
تصمت لوهلة ويبدو على محياها علامات الحزن لتذكرها شيء ما، تشعل سيجارتها الشقراء، وبكل مرارة تكمل حديثها : قبل شهور علمت أنني حبلى من احدى زبائني، كان الخيار الوحيد أمامي هو اجهاضه، فقد تلقيت الخبر كالصاعقة وفي اليوم الموالي بدأت أسأل صديقاتي عن طرق لانزاله، شربت بعض الأعشاب بعد غليها لكن دون فائدة وكأنه يترجاني أن أمنحه الحياة, لكن الأمر مستحيل بأي وجه أعود لأسرتي وأنا معي طفل لقيط لن يتحملوا الصدمة وربما يذبحونني أنا وهو دون شفقة او رحمة..بالنهاية استطعت انزاله والتخلص منه و أنا الان بالسنة الثانية من شعبة الجغرافيا ربما قد أنسى امر الجامعة وأتوغل في عالم الدعارة والليل.
أمال..لو كان الفقر رجلا لقتلته
أمال طالبة جامعية يتيمة الاب, والبنت البكر لأسرتها، متوسطة الجمال تنحدر من إحدى القرى المجاورة لقلعة السراغنة، تقول أنها قبل أربع سنوات حملت حقيبة أحلامها وأحلام أسرتها الصغيرة متجهة نحو مدينة مراكش, تلك المدينة التي ستخفي لها العديد من المفاجئات..اكترت غرفة بالداوديات تتشاركها مع أربع طالبات أخريات وككل الطلبة كانت في البداية تحافظ على الذهاب للجامعة وتلتزم بدخول المحاضرات، الأمور في البداية بدت لها رائعة، لاسيما في مدينة جميلة وكبيرة تتسع لها ولأحلامها. بدأت تكون صداقات داخل وخارج الجامعة اصبح لها معارف وأصدقاء كثر.
وماهي إلا شهور قليلة حتى بدأت أمورها المادية تقول «أمال»، تتأزم وطلباتها وحاجياتها تزداد، لباس يليق بمستوى طالبة جامعية كي لاتكون محل سخرية من قريناتها ومكياج وكوافير وأكل وكراء وطبعا أسرتها لا تستطيع أن توفر لها كل هذا، خاصة وأن رب الاسرة ومعيلها الوحيد متوفي.
تقول أنها لم تكن راضية البتة في البداية على ما تقدم عليه من أفعال منافية لكل ما تربت عليه سابقا، لكنها تلقي اللوم على بعض صديقاتها وأنهم كانوا سببا وراء اقناعها بدخول عالم الدعارة والحصول على بعض النقود الاضافية.
تقول أنها في مناسبات عديدة رفضت الرضوخ لشهوات الرجال المرافقة لهم مع صديقاتها. الامر الذي جعلها أحيانا تقع معهم في بعض المشادات الكلامية، لكنها سرعان ما وجدت نفسها تستسلم لهم ولرغابتهم الشاذة، طمعا في ربح بضع وريقات من النقود كانت تستحضر لي دائما مقولة» لو كان الفقر رجلا لقتلته» دائما ما تلقي اللوم على الظروف وفقدان والدها تنفخ دخان سيجارتها في السماء و تستوي على كرسي مقهى فاخر ب»جليز» لتقول: «أتدري لو كان أبي ما يزال في الحياة ولو كان لي إخوة ذكور أكبر مني ماكنت لأفعل كل هذه الأفعال المشينة».
أمال وجدت نفسها دون أن تخطط لذلك تبتلعها حانات المدينة النتنة والراقية منها وتفقد شيئا فشيئا براءتها وطهرها بين شوارع المدينة.
بكثير من الأسى تحدثنا أمال عن نوعية زبائنها و تقول: «كان أغلب زبائني مسنين بين48 الى 60 سنة أدمنت الكحول والنرجيلة، لا لشيء سوى لأستحمل سخافتهم وليختلط طعم قبلاتهم بطعم الويسكي والبيرة، داخل فمي».
في سنتها الجامعية الاخيرة كانت ماتزال تحافظ على بكارتها ففي نهاية المطاف هي غير راضية على ما آلت إليه وكانت تنتظر حصولها على الإجازة لتشتغل وتنسى سنوات القحط هاته, لكن الأقدار كان لها رأي اخر حيث تعرفت على شاب في الثلاثين من عمره ذميم الشكل لكنه لفت انتباهها بسخائه وكرمه ومعاملته، وقعت بحبه طمعا وليس عشقا فهو شاب ميسور الحال ينحدر من مدينة زاكورة وبعد لقائهما الثاني في منزل يملكه بمدينة مراكش ليقوم بفض بكارتها في ليلة ماجنة.
ليكون الحادث نقطة تحول بحياتها ويغير مسارها ,لكن رغم كل ما حدث حصلت على الاجازة ولم يشكل هذا اي فارق فقد وضعت شهادتها الجامعية بجانب كتبها واكترت شقة بأحد احياء مراكش لتدخل الدعارة من ابوابها الواسعة.
لطيفة..الضغط الأسري و الفقر سبب محنتي
قبلت لطيفة الحديث عن تجربتها، بعد محاولات متكررة داخل شقتها التي تكتريها بإحدى العمارات بشارع علال الفاسي بمراكش، و هي ذات 24 ربيعا، طالبة جامعية منحدرة من احدى نواحي اليوسفية،إمتهنت الدعارة منذ أيام الدراسة بالثانوي تلقي اللوم في كل مناسبة على الضغط الأسري والفقر. و تقول أن خيطا رفيعا جدا يربطها بعائلتها وهي مستعدة لقطعه في أية لحظة.
تتذكر بكثير من الألم في صغرها كانت تتعرض للعنف من طرف أب سلطوي لدرجة أنه طردها من المنزل لمدة أسبوع، حتى تدخل الأهل والجيران فسمح لها بالعودة ولأنها مازالت تحت الضغط الاسري (الاب والاخوة الذكور) كل هذه الظروف والضغوطات جعلتها تتمرد في محاولتها للخلاص من العنف الجسدي والنفسي من طرف الأسرة، جعلها تتشبث بكل عابر سبيل عله يتزوجها ويكون هو الخلاص.
دخلت في عدة علاقات فاشلة لسنوات وخلال هذه العلاقات كانت تمارس الدعارة بشكل سري وغير ظاهر, مؤخرا تعرفت على شاب لمدة سنتين تقول و كان وراء افتضاض بكارتها وحملها لتدخل بعد ذلك في صراعات لا نهاية لها معه انتهت بهم بالمثول أمام القضاء.
رغبتها بالزواج به بطريقة أو بأخرى دفعتها للجوء للشعوذة وطقوس غريبة ولكي تحصل على أموال إضافية اختارت الربح السريع لتلج عالم الدعارة.
في محاولة منها لإعطاء تفسير عن حالتها تقول لطيفة بقبعة الطالبة الجامعية:»إن انعدام الروابط الأسرية المبنية بالأساس على الحب والاحترام والتربية السليمة بعيدا عن العنف والدراسة دون وعي لأنه أبدا لا يمكن قياس وعي الانسان بالشهادات سيخرج لنا بالنهاية إنسانة فاشلة وعالة على المجتمع بدل ان تكون فاعلة ومؤثرة داخل مجتمعها».
فاطمة.. رغم ظروفي الصعبة , رفضت أن أبيع مبادئي على طاولة السكارى
لعل سوء الحظ كان يلاحقني منذ أن كنت لا أزال مجرد نطفة في بطن أمي, فأثناء حمل والدتي بي اكتشفت إصابتها بورم خبيث في الدماغ كان الورم منتشرا وفي مراحل متقدمة.
وبعد وضعي بثمانية شهور توفيت والدتي, وياليت معاناتي انتهت عند هذا الحد, فبعد وفاة والدتي أخذني جدي لبيته و تزوج والدي من امرأة أخرى لتكون الزوجة السابعة له,و بعد سنتين توفي جدي وأخذتني خالتي لتربيني مع أولادها و في السن السادسة سأعود لبيت والدي. هكذا تحدثت إلينا فاطمة وهي تسترجع شريط الأحداث بالجامعة و كيف تم إفتضاض بكارتها، و رغم ذلك لم تنح منحى الأخريات.
و تقول: معاملة أبي السيئة لي ولإخوتي جعلتهم يتركون البيت وهذا ماكانت تسعى له زوجة أبي، عانيت الأمرين فقدان والدتي الذي كان له أثر كبير على نفسيتي ومعاملة أبي وزوجته السيئة لي، كان لي منفذ وحيد للخلاص من كل هاته المعاناة وهي الاجتهاد في الدراسة، كان طموحي أكبر من واقعي البئيس وفعلا كنت أحصل دائما على نقط عالية مكنتني من الالتحاق بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة شعبة الفيزياء.
وما ان اقتربت من تحقيق حلمي والخلاص نهائيا من الماضي الأسود الذي يلاحقني وبالضبط في سنتي الأخيرة بالجامعة، تعرفت بالصدفة ذات مساء على شاب ينحدر من مدينة مكناس ويشتغل بالجرف الأصفر بالجديدة كان طيبا معي لدرجة كبيرة فقد وجدت فيه عطف الأب وحنان الأم الذي افتقدته منذ ولادتي.
أحببته لدرجة تخليت معها عن مبادئي ووافقت أن أرافقه لشقة يكتريها بنفس المدينة ولسوء حظي سأحمل منه طفلا منذ أول علاقة جنسية رغم أننا مارسنا الجنس سطحيا لأني حينها كنت ما أزال عذراء.
نزل خبر الحمل كالصاعقة علي، اية لعنة هاته تطاردني، أخبرته بالخبر في اليوم الموالي، لم تبدو عليه علامات الاستغراب، بل بدا هادئا ومتعقلا حينها أخبرني أنه يثق بي وأنه سوف يتزوجني ولن يتخلى عني.
صدقته مضطرة، لأنني كنت أود التخلص من الجنين كي لا يفتضح أمري ويكون مصيري الموت على يدي اخوتي ووالدي وبعد عدة محاولات فاشلة لإجهاضه، نجحت أخيرا في التخلص منه خلال فترة حملي، كان بجانبي وساندني لكن بعد أن أنزلت الطفل تركني ورحل ولم يف بأي من وعوده لي, لعله سوء حظي مرة أخرى.وللمرة الألف أجد نفسي وحيدة كما ولدت وحيدة الجميع بالنهاية تخلى عني.
مررت بظروف صعبة جدا،و وجدت نفسي في أزمة مادية لا أول لها ولا آخر وبدأت بالبحث عن عمل إلى أن وجدت عملا بأحد محلات الملابس وبعدها اشتغلت بأحد مصانع الجرف الأصفر ورغم كل الإغراءات التي كانت حولي ورغم أني فقدت عذريتي لم أشأ أبدا امتهان تلك المهنة الحقيرة «الدعارة» وحافظت على ما بقي لي من طهر.ربماظروفي صعبة جدا ,لكني كنت رافضة تماما أن أبيع مبادئي على طاولة السكارى. تؤكد فاطمة.
إدريس الغزواني..طالب باحث
في سلك الدكتوراة
يقول الطالب الباحث و الكاتب العام لمرصد مراكش للسوسيولوجيا أنه يجب أن نكون حذرين جدا أثناء الحديث عن هذه «الظاهرة الاجتماعية»، وذلك بالنظر إلى الغموض الذي يلف هذا الموضوع. إذا كان الحديث عن العمالة الجنسية للطالبات، فهل هذا الحديث يخص الطالبات اللائي يتقاضين مقابلا ماديا بعد علاقاتهن الجنسية مع زبنائهن؟ أم أن الأمر يتسع ليشمل أيضا من تمارس الجنس مقابل بعض الهدايا أو عشاء بأحد المطاعم الفاخرة، أو «جعة بيرة»، أو بالمجان أحيانا، اللهم بعض الكلمات الجميلة؟ هذا الإستشكال يجعلنا مكتوفي الأيدي التحليلية في سياق نقص الأطر المعرفية التي تخص هذا الموضوع.
يصعب تعميم ظاهرة «دعارة الطالبات» على هذه الفئة نظرا لكونها منتشرة في جل الفئات الاجتماعية الاخرى، فهذه الظاهرة تنتشر في غالب الاحيان في الأحياء الجامعية التي تشكل تجمعا سكانيا تختلف ثقافة جل أعضائه، حيث يتحول هذه التجمع السكاني أحيانا من طلب العلم إلى طلب الجنس الذي ينتج عنه طلب المال. إن أغلب الاستطلاعات التي تمت حول الموضوع تؤكد في غالبها أهمية المسألة الاقتصادية في ما يتعلق بلجوء الطالبات إلى «الدعارة». لكن هناك طالبات أخريات لسن في حاجة إلى المال، لكن معاناتهن اليومية من المقررات الدراسية والامتحانات، بالاضافة إلى الغربة عن الأقارب بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الضغط النفسي في المدن الكبرى، كلها تجعل الطالبات يسقطن في براثن الإثارة الجنسية 'الشيء الذي يجعلهن فيما بعد يمتهن هذه الظاهرة. فإذا كانت فئة معينة تلجأ إلى «الدعارة» بغية مواجهة غلاء المعيشة في المدن الجامعية، ومحاولة العيش «حياة برجوازية» ولو لمدة قصيرة من خلال العشاء في مقهى راقي أو ركوب سيارة فاخرة ...فإن هناك أيضا طالبات ليس همهن المال، ولكن للهروب من الروتين اليومي في الحياة الجامعية.
3 أسئلة لكل من:
عبد الحكيم الزاوي (*) : تشخيص الأسباب والدوافع أمر مركب ومتحول من سياق لآخر
p بداية هل هناك أبحاث سوسيولوجية ودراسات ترصد بالدراسة والتحليل ظاهرة تعاطي الطالبات لمهنة الدعارة؟
n طرح سؤال الاستوغرافيا في هذا الموضوع بالذات، والذي قد يتوجس منه البعض، باعتباره يقع في خط التماس مع الطابوهات القابعة ضمن أقبية النسيان، بمقتضى حضور ثنائية المقدس والمدنس، كثنائية مهيكلة للتصورات المجتمعية، هذا الوضع، يجرني إلى العودة نحو المنجز السوسيوتاريخي الذي اهتم بتيمة الجسد داخل الفضاء المغربي، وهو منجز عميق ومهم في آن واحد، وتحضرني هنا دراسات مرجعية لكل من الباحث السوسيولوجي عبد الصمد الديالمي والراحلة فاطمة المرنيسي وفريد الزاهي وغيرهم، وخارج الفضاء المغربي، تلتمع أسماء وازنة من خلال أعمال كل من المصرية نوال السعداوي، وروايات للأديبة اللبنانية المثيرة للجدل جمانة حداد وأخريات، ولعل الملاحظة التي تسترعي بالانتباه، أن هذا المنجز تهيمن عليه نزعة نسوية واضحة، وهو ما يفسر سيكولوجيا رغبة النساء في التحرر الوجداني من باطرياركية ذكورية، تخنقها في الهامش والمهمش.
من جانب آخر، يحضر الجسد كتيمة سياسية من خلال الباحثة المغربية هند عروب، رئيسة مركز هيباتيا الاسكندرية ببلاد العم سام، من خلال اهتمامها بالجسد السلطوي، وهي التي حاولت تفكيك الجسد السلطوي، كجسد روح ومادي، يعبر عن ميتولوجيات انطلاقا من تنظيرات الفيلسوف الألماني ارنست كونترفيتش.
أما إذا ما أردت أن أحدد لكم دراسات امبريقية خاصة بالموضوع، انطلاقا من معاينات مونوغرافية محددة، مضبوطة في الزمان والمكان، فالأمر يجعلني أتوقف عند نثف متفرقة، هنا وهنالك، ويصعب الاستظهار بها أكاديميا، ما دامت مرقونة وغير منشورة، وهي في الواقع عميقة، ما عدا إذا جاد الحظ على الباحث في الحصول عليها، ومهما بلغ الأمر، فلغة السوسيولوجي تنحصر في معايناته الميدانية وقياساته الكمية للنوزال الاجتماعية، وفقا لمناهج البحث المتعارف عليها في هذا الصدد، من أجل تفكيك إواليات اشتغال الظاهرة وميكانيزمات تبلورها في الواقع.
p في نظركم، ماهي الدوافع والأسباب من منظوركم التي تدفع الطالبات الجامعيات إلى اللجوء نحو الدعارة؟
n أعتقد أن تشخيص الأسباب والدوافع وراء لجوء الطالبات الجامعيات إلى الدعارة أمر مركب، ومتحول من سياق لآخر، واقع تتداخل فيه مستويات متعددة، ولا أود أن أستعرضها لأنها فارضة لنفسها، في مقابل ذلك، أجد نفسي مضطرا إلى ممارسة نوع من التحليل النفساني لفهم صورة استدماج المرأة للجسد، من خلال وجود صور متناقضة حول ذلك: تحضر المرأة الأم باعتبارها تمثل صورة الحنان والعطف ورمز التناسل، وصورة المرأة العاهرة التي تقود نحو الرذيلة ،صديقة الشيطان، التي يجتهد الكل في البحث عنها من أجل تحقيق اللذة واشباع الغريزة، هذا العطب الوجودي الذي يستدمج صورتين متضادتين في جسد واحد، هو الذي يستحكم في الثقافة العامة التي تحيط بالمرأة، ويربيها على الخوف من الجسد، كثقل رمزي ومادي يحاصر كينونتها، ويزيد الاشهار الذي يخاطب الاستيهامات الانتشائية بفانتزماته في تزكية هذه الصورة، أو كما يسميه جان زيغلير ب»الخصي النفسي»، الذي يخلف نساء يعتبرن أن الرجل خَمَّاسا لدى رغباتهن، وشخصيا أميل إلى تحليلات الباحث المغربي محمد منير الحجوجي التي أوردها في كتابه «القوات الاديولوجية المسلحة» التي اعتبر فيها المرأة جذر الشر الرأسمالي، بما تساهم فيه من انتاج للإعاقات الاجتماعية.
p نعرف أن السوسيولوجي في كثير من الأحيان لا يقدم حلولا بقدر ما يخلخل الظاهرة، لكن هل هناك حلول للحد من هذه الظاهرة التي تسيءلطالبات العلم؟
n السوسيولوجيا كما تعارف عليها الابستمولوجيون هي علم تفكيك ومعاينة، علم فضح وتعرية بعبارة بول باسكون، ما يهم فيها هي جرأة الأسئلة المحرجة، والحلول تبقى عامة، مادامت تلامس مجمل النسق ككل، ووثائر تغيير البنى النفسية تظل بطيئة، ثم إن السوسيولوجي ليس في موقع صناعة القرار، وكلنا نعرف أن تدبير الدولة يكاد يكون تكنوقراطيا صرفا، وتحليلات آل الاجتماع ونظرائهم من باقي العلوم الانسانية المجاورة، تبقى خارج التنفيذ، في مشهد يؤكد كره الدولة الاستراتيجي لتوصيفات علماء الاجتماع، ومع ذلك لا بد من وضع تصورات عامة من أجل تقليص ظاهرة امتهان دعارة الطالبات، والتي في تقديري الخاص لا تخرج عن الاهتمام بالتربية والتنشئة الاجتماعية، من خلال مصالحة الانسان مع انهجاس الجسد وتمثلاته السكيزفرينية، وهو ما يحيل إلى ضرورة إدماج التربية الجنسية ضمن بيداغوجيات التربية الحديثة بشكل يتناسب مع قيم وأعراف المجتمع، وبضرورة تغيير النظرة الذكورية تجاه المرأة، ونظره المرأة تجاه نفسها.
(*) باحث في علم الإجتماع
خديجة براضي (*): الظاهرة تخضع لتراتبية تعتمد على مقاييس عديدة كالجمال وصغر السن
p بداية هل هناك أبحاث سوسيولوجية ودراسات ترصد بالدراسة والتحليل ظاهرة تعاطي الطالبات لمهنة الدعارة؟
n إن المغرب لا زال يفتقر لدراسات ميدانية مفصلة حول ظاهرة « العمل الجنسي للطالبات»، لكن لابد من الإشارة إلى أن هناك بعض الدراسات التي تناولها السوسيولوجيون بالمغرب، والتي لامست جانبا من جوانب هاته الظاهرة.
إنما في الدول الأوربية أجريت عدة دراسات عميقة حول الموضوع، بحيث سنة 2013 خلصت دراسة تمت على مستوى جامعتي Evry-val-de-seine وParis-Sud XI، على أن 2،7 بالمائة من أصل 843 استمارة مملوءة، أكدوا ( إناثا وذكورا) على ممارستهم العمل الجنسي خلال مسارهم الجامعي مقابل المال. والأسباب كانت متعددة، وكانت 91 بالمائة أكدت أن السبب وراء الممارسة هو المشاكل المادية.
p في نظركم، ماهي الدوافع والأسباب من منظوركم التي تدفع الطالبات الجامعيات إلى اللجوء نحو الدعارة؟
n أول شيء يجب الإشارة إليه هو أن العمل الجنسي عند الجامعيين لا يقتصر على الإناث فقط بل حتى الذكور، غير أن الضغط الاجتماعي يحول دون فتح نقاش حول هاته الظاهرة الإنسانية المركبة.
إن الأسباب متعددة ومتداخلة في نفس الوقت. غير أنه يبقى العامل المسيطر أو الحاضر بقوة هو العامل المادي، لأن الجامعة لم تعد فقط فضاء لاكتساب المعرفة أو الحصول على شهادة تؤهل للحصول على عمل قار، بل أضحت فضاء من العلاقات التنافسية، وإبراز الثراء المادي للفرد أكثر من الثراء الفكري، وهذا يرجع لانفتاح أفراد المجتمع على سلوكات وأنماط للعيش من قبيل الإستعلاء والتباهي، والنزعة الفردانية. ناهيك عن واقع التفاوت الطبقي بين الطالبات الجامعيات، وأصولهن الاجتماعية. فهي عوامل ضمن أخرى تدفع الطالبات لممارسة العمل الجنسي. وتقع ضحية هاته الظاهرة الفتيات القادمات من المناطق المهمشة داخل رقعة المجتمع، بحيث يجدن أنفسهن أمام واقع آخر فيه الكثير من المغريات، فمنهن من تذوب في هذا الواقع وتسعى إلى الإرتقاء في نمط عيشها ومستواها الاجتماعي.
بالإضافة إلى أن هناك من تلجأ لهاته الطريقة لتغطية مصاريف دراستها وتنقلاتها إلى غير ذلك. وهاته الظاهرة تخضع لتراتبية تعتمد على مقاييس عديدة كالجمال وصغر السن، والطالبة التي تكون جميلة ومثقفة في نفس الآن تصنف في خانة ما يسمى» الدعارة الراقية».
p نعرف أن السوسيولوجي في كثير من الأحيان لا يقدم حلولا بقدر ما يخلخل الظاهرة، لكن هل هناك حلول للحد من هذه الظاهرة التي تسيءلطالبات العلم؟
n السوسيولجيا كعلم، لا تقدم حلولا بقدر ما يعتمد دورها بالأساس على تشخيص الظاهرة وتفكيك عواملها وحيثياتها، لكن السوسيولوجي يساهم بمقاربته للظواهر في الفهم العميق والسلس للمشاكل المطروحة حول الظاهرة، وذلك بتقديمه معطيات كمية وكيفية تمهد الطريق للمسؤولين وصناع القرار لإيجاد سبل وحلول تتعلق بمختلف الظواهر الموجودة بالمجتمع.
وبالنسبة لظاهرة العمل الجنسي للطالبات الجامعيات فهي مرتبطة أساسا بالوضع المزري الذي تعيشه الجامعة اليوم، بحيث هناك تهاون في بلورة برنامج ينهض بحقوق الطالب في الجامعة، برنامج يعتمد على تشجيع البحث الأكاديمي وذلك بتمكين الطالبات والطلبة من منح دراسية تساعدهم في مواكبة دراستهم بأريحية دون أن يكون العائق المادي سببا في فشله دراسيا. ومسألة أخرى وهي التفكير في خلق شراكات بين الجامعات والشركات الخاصة من أجل خلق فرص عمل للشباب بالموازاة مع الدراسة ذلك باعتماد حصص للدراسة وحصص للعمل مقسمة يوميا كما في الدول الأوربية، وهذه الحلول ربما تساهم في التقليل من مثل هاته الظواهر داخل الجامعة.
(*) باحثة في سوسيولوجيا الإعلام والتواصل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.