يعتبرسيدي مومن أحد أكبر الأحياء بمدينة الدارالبيضاء ، المرشحة لتكون قطبا اقتصاديا عالميا، فمساحته تبلغ تقريبا 26,29 كلم مربع، فيما يبلغ عدد سكانه حوالي 300.000 نسمة، ويعتبر أحد أكثر أحياء الدارالبيضاء هشاشة وعزلة وتهميشا، فهو يضم اكبر التجمعات الصفيحية وترتفع فيه معدلات البطالة والفقر، وبالرغم من المجهودات التنموية المبذولة لإخراج الحي وساكنته من العزلة والتهميش، والتي ظهرت بشكل كبير مباشرة بعد أحداث 16 ماي الإرهابية سنة 2003، فمازال الحي لم يلتحق بركب سفينة اوراش الإصلاحات الكبرى التي تعرفها الدارالبيضاء . فالمتتبع للشأن المحلي يصاب بهول الحالة المزرية التي هي عليها منطقة سيدي مومن، حيث تظل وكأنها خارج المجال الترابي والجغرافي للعاصمة الاقتصادية، ولم تحظ حتى الآن بالاهتمام اللازم، وخاصة في ما يخص المرافق الأساسية كالمستوصفات والمناطق الخضراء وغيرها من المرافق الاجتماعية ...، في وقت تتنامى وباستمرار ظاهرة الباعة الجائلين والأسواق العشوائية والأسبوعية، وأثر ذلك في احتلال الملك العمومي، وتشويه معالم المنطقة وجماليتها، والأضرار البيئية والأمراض الناتجة عن الأزبال ومخلفات العربات المجرورة بالحمير والبغال عبر عموم الشوارع والأزقة، في وقت لا نرى فيه سوى بعض التدخلات المحتشمة من الجهات المعنية والتي تكون في بعض المناسبات الخاصة. وللتذكير فإن منطقة سيدي مومن تعرف تعثر بعض المشاريع الخاصة بالأسواق النموذجية، والتي تدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذلك تعثر وتأخر لأشغال في فضاءات تجارية أخرى للقرب، تدخل في إطار البرنامج الوطني لتأهيل الباعة الجائلين، على غرار التجربة المتميزة محليا ووطنيا لسوق تجارة القرب الفردوس بمقاطعة البرنوصي، والتي توفر الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة للباعة والساكنة.