مرة أخرى، يجد مجموعة من سكان مشروع السلام بمنطقة أهل الغلام بمقاطعة سيدي مومن أنفسهم مضطرين إلى فتح ملف البنيات التحتية لهذا المشروع، الذي يعاني من خصاص كبير على مستوى عدة قطاعات أهمها المشكل المرتبط بالنقل. فقد أكد مصدر جمعوي أن العديد من سكان هذه المنطقة المحيطية يعانون كثيرا من عدم ربط مشروع السلام بخطوط الطرامواي الذي ينتهي مساره في حي أناسي، معتبرين أنه كان حريا بمهندسي هذا المشروع أن يمددوا خطوطه إلى مشروع السلام الذي يعرف كثافة سكانية مهمة، وأضاف المصدر ذاته أن عدم تمديد خط الطرامواي إلى مشروع السلام يتسبب في انتشار مجموعة من وسائل النقل السرية كالعربات المجرورة بالحيوانات والدراجات النارية ثلاثية العجلات. مشكل النقل في مشروع السلام ليس الوحيد الذي يقض مضجع سكان هذه المنطقة، فهناك العديد من القضايا، التي تضمنتها مراسلة توصلت بها "المساء"، والتي تؤكد على ضرورة حل الكثير من المشاكل ومن بينها تزويد تجزئة البركة بالماء والكهرباء مع التجهيزات الضرورية من مرافق عمومية كالمدارس ومراكز الأمن والمستوصفات وتعبيد الطرق والمسالك، وأكدت المراسلة ذاتها على مسألة انعدام وجود المرافق العمومية والحيوية كدور الشباب ووكالة بريد المغرب وملاعب القرب والمساحات الخضراء والحدائق وغيرها من الأمور، التي تستجيب لحاجيات السكان الذين استقروا بهذه المنطقة. وركزت المراسلة ذاتها على غياب الأسواق النموذجية لاحتواء الباعة الجائلين وتحرير الملك العمومي، وطالبت المراسلة بتجهيز وتعبيد الأزقة وإصلاح الشوارع لتسهيل عملية السير والجولان. وليست هذه المراسلة الأولى التي بعث بها بعض الجمعويين، إذ أكد مصطفى المحينينة، أنه سبقتها العديد من المراسلات إلا أن واقع المنطقة لم يتغير،وأضاف في تصريح ل "المساء" أن هناك خصاصا في العديد من القضايا في مشروع السلام، علما أننا انتقلنا إلى هذه المنطقة منذ 2008 ولازلنا نعاني من عدة مشاكل على مستوى البنيات التحتية، كما بعثتنا مجموعة من المراسلات للفت الأنظار إلى المشاكل البيوية التي تعرفها المنطقة". ويطالب بعض الجمعويين بضرورة إيجاد حل للمشاكل والخصاص الذي تعانيه هذه المنطقة، خاصة أن مدينة الدارالبيضاء تعرف حاليا أوراشا كثيرة متعلقة بإعادة الاهتمام ببنياتها التحتية. ما يعيشه سكان مشروع السلام والمتضمن في المراسلة، التي توصلت بها "المساء" يكاد يكون القاسم المشترك بين بعض التجمعات السكنية التي أحدثت مؤخرا، والتي غالبا ما يشتكي سكانها من عدم توفر أبسط شروط الحياة الكريمة، ويعانون كثيرا مع عدم ربطها بوسائل النقل وإن وجدت فهي لا تكفي لسد الخصاص الكبير في هذا القطاع.