لا يزال سكان في عمالة مقاطعة مولاي رشيد في الدارالبيضاء ينتظرون الإفراج عن حصتهم من "الزفت"، فبعد احتجاجاتهم الأخيرة داخل أسوار ولاية الدارالبيضاء خلال انعقاد دورة الحساب الإداري لمجلس مدينة الدارالبيضاء اعتقدوا أن السلطات المحلية والمنتخبة التقطت الرسالة، وأن الآليات ستحل فورا ببعض أزقة مقاطعة مولاي رشيد لتعبيدها، خاصة أن المدينة تحولت في الشهور الأخيرة إلى ورش كبير يتعلق بتوسعة مجموعة من الشوارع الرئيسية. وقال سعيد فتال، رئيس جمعية البساتين للثقافة والفن والرياضة، في تصريح ل "المساء"، بعد احتجاج بعض السكان خلال أشغال دورة فبراير الأخيرة تلقوا وعودا بتعبيد الأزقة المتضررة، لكن هذا الوعد ما يزال معلقا لحد الساعة. وأضاف أن العديد من الأزقة في عمالة مقاطعة مولاي رشيد تعيش أوضاعا كارثية، سواء تلك المرتبطة بالإشكال المتعلق بالتعبيد أو الإنارة العمومية، وقال: "لقد بعثنا مراسلات كثيرة في هذا الشأن لكن دون جدوى، ولا نعرف الأسباب التي تحول دون الاستفادة من هذه الخدمات الجماعية البسيطة". ويشعر بعض سكان مقاطعة مولاي رشيد بغبن كبير بسبب الإشكال المتعلق بعمليات التعبيد، مؤكدين أنه من حقهم الاستفادة من حصتهم في الزفت، لأنه لا يعقل أن يتم استثناء هذه المقاطعة من هذه العملية، علما أنها في حاجة ماسة إلى هذا الأمر، على اعتبار أن أزقة كثيرة تعاني من مشاكل مرتبطة بغياب "الزفت". ولم يتردد مجموعة من شباب مقاطعة مولاي رشيد في رفع لافتات تبين مدى الخصاص الكبير الذي تعرفه هذه المقاطعة التي توجد في محيط العاصمة الاقتصادية خلال دورة فبراير الأخيرة، مؤكدين أنه إذا كانت العديد من المناطق في الدارالبيضاء استفادت من حصتها من "الزفت فإن أزقة كثيرة في حي مولاي رشيد لا تزال غير معبدة. وأكد مصدر ل"المساء" في تصريح سابق أن لجوء الشباب الغاضب في مقاطعة مولاي رشيد للاحتجاج بالتزامن مع انعقاد آخر دورة للحساب الإداري مرده إلى محاولة لفت أنظار المنتخبين والسلطات المحلية والإعلام إلى الواقع الذي تعرفه مقاطعة مولاي رشيد، علما أنها من المقاطعات التي توجد في محيط المدينة، حيث كان من المأمول بعد دخول الدارالبيضاء تجربة وحدة المدينة أن يتم إصلاح الأعطاب الكثيرة التي تعانيها هذه المنطقة منذ عقود طويلة، والتي جعلت بعض شبابها يخرج عن صمته ويرفع لافتات أمام أعين العمدة محمد ساجد ورئيس المقاطعة مصطفى الحايا الذي كان يجلس بدوره في المنصة باعتباره نائبا للعمدة. وقبل دخول الدارالبيضاء تجربة نظام وحدة المدينة في 2003، ظل المدافعون عن هذه الخطوة يؤكدون أن هذه النظام قادر على مصالحة البيضاويين مع مناطقهم المحيطية، إلا أن الوضع لم يتغير كثيرا في بعض المقاطعات الهامشية، كما هو الحال بالنسبة إلى مقاطعة مولاي رشيد، التي اضطر بعض شبابها إلى الجهر بغضبهم مؤخرا، مطالبين بالتفاتة جادة نحو هذه المنطقة التي عانت لسنوات طويلة من التهميش والإقصاء.