إذا كان عمدة الدارالبيضاء، محمد ساجد، ينوي الدخول من جديد إلى غمار الانتخابات الجماعية في الدارالبيضاء، التي من المفترض إجراؤها في الخريف المقبل، فإنه لن يفكر حتما في الترشح في دائرة عمالة مقاطعة مولاي رشيد. والسبب لا يرجع إلى قرار اتخذته الوزارة الوصية على الجماعات المحلية، ولكن بكل بساطة إلى الغضب الذي ينتاب بعض سكان مقاطعة مولاي رشيد على العمدة محمد ساجد. فخلال الدورة الأخيرة التي عقدها المجلس الجماعي لمدينة الدارالبيضاء، يوم الخميس الماضي، لم يتردد مجموعة من شباب مقاطعة مولاي رشيد في رفع لافتات تبين مدى الخصاص الكبير الذي تعرفه هذه المقاطعة التي توجد في محيط العاصمة الاقتصادية، مؤكدين أنه إذا كانت العديد من المناطق في الدارالبيضاء استفادت من حصتها من "الزفت"، في إشارة إلى العمليات التي تشهدها الكثير من العمالات، فإن أزقة كثيرة في حي مولاي رشيد غير معبدة. وقال أحد الشبان الغاضبين ل"المساء" "حاولنا في مناسبات كثيرة عقد لقاء مع العمدة ساجد لكن دون جدوى، فمقاطعة مولاي رشيد ما تزال غارقة في الكثير من المشاكل وهذا أمر لا يمكن قبوله". وكاد بعض المنتخبين أن يدخلوا في صراع مع الشبان الغاضبين، بسبب رفع لافتة كتب عليها بالبنط العريض "المنتخبون 0″، وهي العبارة التي أثارت الكثير من التذمر والاستياء لدرجة أن أحمد بريجة، نائب العمدة نزل من المنصة، حيث كان يجلس بجانب العمدة ساجد، وتقدم نحوهم محتجا على عبارة "المنتخبون 0″. وليس بريجة وحده من عبر عن تذمره من هذه العبارة، إذ قال أحد المستشارين، موجها كلامه إلى شباب مقاطعة مولاي رشيد الغاضب" "إن الحل في أيديكم، فإذا كان المستشار الجماعي الذي وضعتم ثقتكم فيه لم يحقق لكم ما ترغبون فيه، فعليكم ألا تصوتوا عليه في الانتخابات الجماعية ولا يجب وصف المنتخبين بهذه العبارة". وأكد مصدر ل"المساء" أن لجوء الشباب الغاضب في مقاطعة مولاي رشيد للاحتجاج بالتزامن مع انعقاد آخر دورة للحساب الإداري مرده إلى محاولة لفت أنظار المنتخبين والسلطات المحلية والإعلام إلى الواقع الذي تعرفه مقاطعة مولاي رشيد، علما أنها من المقاطعات التي توجد في محيط المدينة، حيث كان من المأمول بعد دخول الدارالبيضاء تجربة وحدة المدينة أن يتم إصلاح الأعطاب الكثيرة التي تعانيها هذه المنطقة منذ عقود طويل، والتي جعلت بعض شبابها يخرج عن صمته ويرفع لافتات أمام أعين العمدة محمد ساجد ورئيس المقاطعة مصطفى الحايا الذي كان يجلس بدوره في المنصة باعتباره نائبا للعمدة. وليست هذه المرة الأولى التي يفضل فيها مجموعة من المواطنين الاحتجاج تزامنا مع انعقاد دورات المجلس الجماعي، إذ تتحول الساحة المقابلة لمقر الولاية في دورات كثيرة إلى قبلة للمحتجين على سياسة المجلس في العديد من القطاعات، من بينهم من يفضل الاحتجاج داخل قاعة الاجتماعات كما هو الحال بالنسبة للشباب الغاضب في مقاطعة مولاي رشيد، على اعتبار أن الجلسات تكون عمومية ومفتوحة أمام الجميع.