لم تدم الدورة العادية لشهر يوليوز لمجلس مدينة الدارالبيضاء، التي انعقدت أمس الاثنين، سوى ثلاث دقائق.. وبشكل أثار استغرابَ كثير من الحاضرين، صادق أعضاء المجلس على جميع النقط المُدرَجة في جدول أعمال هذه الدورة، في غياب أي من «كلمات نظام»، التي اعتاد أعضاء المجلس تناولها خلال الدورات العادية والاستثنائية للمجلس. وقال مصدر مطلع ل»المساء» إنّ مكونات الأغلبية اتفقت على عقد الدورة بهذه الطريقة وتأجيل جميع النقط الخلافية إلى ما بعد شهر رمضان، في إشارة إلى شدّ الحبل بين العمدة محمد ساجد ونائبه مصطفى الحايا. وأضاف مصدرنا أنّ ما حدث أمس الاثنين هو فقط «الهدوء الذي يسبق العاصفة»، لأنّ العمدة محمد ساجد لا ينوي التنازل عن موقفه الرّافض سحب التفويض من مصطفى الحايا، في حين أنّ فريق العدالة والتنمية لن يرفع الرّاية البيضاء، وهو ما ينذر بمواجهة بين الطرَفين في الدخول السياسي المقبل. وطالب محمد ساجد جميع الأعضاء الذين حضروا أشغال دورة أمس بالإسراع في المصادقة على جميع النقط، لأنّ الدورة تتزامن مع ليلة شهر رمضان، وهو الأمر الذي جعل أحدَ الأعضاء يقول ل»المساء» ساخرا: «واشْ الأعضاء غادي يمشيو يْصاوبو الشّباكية والتقاوْتْ»؟.. مضيفا أنه «لا يُعقل أن يتم عقد الدروة بهذه الطريقة السّريعة، على اعتبار أنّ هناك مشاكل كثيرة تعانيها المدينة ومن اللازم مناقشتها في المجلس». وأكد بعض المتتبعين أنّ دورة أمس حطمت جميع الأرقام القياسية، على اعتبار أنه لم يسبق في حياة المجلس أن تمّت المصادقة على جميع النقط المُدرَجة في جدول أعمال الدورات في ثلاث دقائق.. وقال مصدرنا: «لقد حطموا الرّقم القياسي، فكلمات نقط النظام كانت في العادة تفوق هذه المدّة».. وفي الوقت الذي شهدت دورة أمس «سرعة» كبيرة في المصادَقة على نقط جدول أعمالها، عرف المجلس الجماعي لمدينة الدارالبيضاء قبل أسابيع احتقانا كبيرا، بسبب الصّراع بين العمدة محمد ساجد ونائبه الحايا، بعد تفجّر القضية المتعلقة بالتطهير السائل في منطقة البرنوصي، حيث تم رفع الجلسة لدقائق كثيرة ودخل الطرفان في لغة تبادل للاتهامات أدت إلى سحب ساجد تفويضه من الحايا، في خطوة ما تزال تثير الكثير من ردود الأفعال.