لا يمكن الحديث عن هوامش الدارالبيضاء دون استحضار المشاكل الاجتماعية التي تعانيها منطقة مولاي رشيد، فهذه المنطقة كانت تعتبر قبل أن تتوسع المدينة بشكل "مقلق" في السنوات الأخيرة، نموذجا صارخا للتفاوتات التي تغرق فيها العاصمة الاقتصادية. ورغم الحديث المتكرر عن ضرورة الاهتمام بسياسة القرب وضخ دماء جديدة في مولاي رشيد، فإن مجموعة من سكان هذه المنطقة ما زالوا يشعرون لحد الساعة ب"الحكرة"، بسبب الإكراهات الكثيرة التي تتخبط فيها المنطقة. وكشف مصدر ل"المساء" أن التاريخ لم يكن رحيما بمولاي رشيد، حيث إن هذه المقاطعة كانت فضاء لاحتضان المشاكل العويصة في العاصمة الاقتصادية، إذ تم ترحيل دور الصفيح إلى هذه المنطقة دون أي تفكير في إحداث مناطق نموذجية، وكان همّ السلطات العمومية، آنذاك، هو التخلص من أحياء القصدير دون التفكير في الصعوبات التي ستطرح فيما بعد. وقال مصدر ل"المساء": "لحد الساعة لا يتم إعطاء أي أولوية لهذه المقاطعات التي تكاد تختنق من حدة المشاكل، سواء تلك المرتبطة بعدم تعبيد مجموعة من الشوارع والأزقة، أو انتشار الجريمة أو قلة الإنارة العمومية"، وأضاف أن المؤسف هو استغلال مآسي المواطنين في الحملات الانتخابية. وأكد المصدر نفسه، أن بعد تولي مصطفى الحايا مهمة رئاسة مقاطعة مولاي رشيد اسبتشر سكان المنطقة خيرا، خاصة بعد حصول الحايا على التفويض الذي كان يتعلق بالأشغال، لأنه كان يتصرف في حوالي 70 في المائة من ميزانية المدينة، كان يشكل ذلك، حسب المصدر نفسه، فرصة ذهبية لإصلاح الأخطاء السابقة، إلا أن ذلك ظل مجرد أمنية بعيدة عن التحقق بالنسبة إلى مواطنين كثيرين في المقاطعة. واعتبر المصدر نفسه أن لا حل أمام مقاطعة مولاي رشيد سوى التفكير في إحداث مخطط مستعجل خاص بها، ودعم تنفيذ هذا المشروع من قبل وزارة الداخلية، حتى تكون هذه المقاطعة نموذجا لباقي المقاطعات الأخرى التي تشترك معها في نوعية المشاكل والحاجيات. بالنسبة إلى مصطفى الحايا، رئيس مقاطعة مولاي رشيد، فإنه لا يمكن مقارنة الوضع الحالي للمقاطعة مع ما كانت تعيشه قبل توليه مهمة الرئاسة، وذلك في العديد من الجوانب، وقال، في تصريح ل"المساء": "لقد كانت مقاطعة مولاي رشيد تعاني نقصا مهولا في العديد من المجالات، وهناك مجموعة من المشاكل التي تمت معالجتها، وأضاف أنه تم تعبيد وشق الطرق في الكثير من الأحياء في هذه المقاطعة، وأضاف: "لقد تم تعبيد طرق في أحياء لم تستفد من الزفت لأزيد من أربعين سنة، وتم بذل مجهود كبير في هذا السياق، واستدل ب"البركة وحمارة والمسيرة والمجموعة 4 والعديد من المجموعات الأخرى. وأوضح أنه على مستوى المساحات الخضراء كانت مقاطعة مولاي رشيد منطقة قاحلة، قائلا: "لقد تم شن حملة لغرس الأشجار، حيث تم زرع أشجار جديدة أو تعويض التي ألتفت مع مرور الزمن، إضافة إلى إحداث حدائق صغرى "بلاصيت"، وذلك إما عن طريق إمكاناتنا الذاتية، أو عن طريق التعاون مع العمالة أو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وشكلت هذه الحدائق متنفسا للسكان". وركز الحايا على المشاريع المتعلقة بالملاعب التي يستفيد منها الشباب، واستدل بمجموعة من الملاعب في المنطقة، كما أكد أن الملعب الكبير الموجود في المقاطعة أصبح يفتح أبوابه بعد سنوات من الإغلاق، مؤكدا أنه خلال مدة رئاسته للمقاطعة تغيرت مجموعة من الأشياء في هذه المقاطعة.