بعد أن كنا قد تطرّقنا لطبيعة مرض «ضخامة النهايات» وأصل تسميته، ونسبة المصابين به من مجموع الساكنة، فضلا عن المرحلة العمرية التي قد يتعرض فيها الشخص للإصابة بالمرض، وكذا أعراضه وبعض تداعياته المختلفة، نواصل في هذا الجزء الثالث والأخير، بتسليط الضوء على تأثير الانخفاض في مستويات الهرمونات الجنسية بسبب المرض، التي قد تكون مسؤولة عند النساء عن اضطرابات في الدورة الشهرية ، وذلك بغيابها أو عدم انتظامها، مع إفرازات الحلمة بالحليب التي قد تحدث حتى عند الرجال. هذه التبعات التي تكون نتيجة للإفراز المفرط لهرمون البرولاكتين من طرف ورم الغدة النخامية. علما أنه قد يلاحظ عند الرجال أيضا، العجز الجنسي والزيادة في حجم الثدي. وغالبا ما تكون الاضطرابات الهرمونية المختلفة مسؤولة عن انخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجال و النساء. أما عند الأطفال فيتميز هذا المرض، بنمو مفرط وسريع لكامل الجسم يسبب العملقة، وذلك بسبب الزيادة في هرمون النمو. ويكون حجم الأطفال المصابين بالمرض كبيرا وغير عادٍ، إذ قد يصل إلى مترين في نهاية مرحلة المراهقة. هذه العملقة التي يمكن أن تكون مع أو بدون العلامات الأخرى لضخامة النهايات (عملقة وضخامة النهايات)، وقد تحدث مضاعفات عند بعض الأطفال والمراهقين على وجه الخصوص، كما هو الشأن بالنسبة لآلام المفاصل ومشاكل في القلب والأوعية الدموية. يكون مرض ضخامة النهايات في بعض الأحيان جزءا من متلازمة معقدة، ويدخل ضمن متلازمة أورام متعددة على مستوى الغدد الصماء، ومتلازمة «كارني»، مع أورام القلب، وبقع بنية اللون في الجلد، و متلازمة «ماكيون-أولبرايت» التي تتضمن خللا في العظام، والبلوغ المبكر، وأحيانا ضخامة النهايات. ويسوء حال المريض المصاب بالمرض من دون العلاج وفي ظل عدم إمكانية الشفاء التلقائي، مما يؤدى إلى خفض 10 سنوات من متوسط العمر المتوقع، ويرجع ذلك إلى ظهور تدريجي لمضاعفات مختلفة، أخطرها مضاعفات على صعيد القلب والأوعية الدموية «ارتفاع ضغط الدم الذي يعدّ أكثر شيوعا مما يكون عليه الأمر عند عامة السكان بنسبة ثلاث مرات، واضطرابات ضربات القلب ومخاطر فشل القلب، علما أن تضخم القلب يحول دون تشغيل سليم للقلب مما يؤدي في بعض الحالات إلى توقف، أثناء ممارسة الرياضة مثلا». يمكن للاضطرابات الهرمونية أن تؤدي إلى مرض السكري، الذي يعرض إلى مخاطر إضافية، وقد ينتج عن ضغط الورم على الأعصاب البصرية، التي تقع بالقرب من الغدة النخامية، انخفاض في الرؤية، ويكون مصدر شديد للإعاقة. وبالإضافة إلى ذلك، هناك زيادة في خطر الإصابة بالسرطان، لأن هرمون النمو يحفز بشكل مباشر على نمو الخلايا، وتطور السرطانات هي أكثر شيوعا عند الأشخاص الذين يعانون من ضخامة النهايات مقارنة بعامة الناس. ويعد سرطان القولون أو «الزوائد» في القولون (زوائد صغيرة قد تتطور إلى سرطان) الأكثر شيوعا. ومع ذلك، يتوفر علاج يشفي أو يحدّ من تطور الأعراض عند الغالبية العظمى من المرضى. وبالتالي، فإن أعراض الاختلالات الهرمونية (التعرق المفرط، واختلال الدورة الشهرية ...) تختفي، وتتراجع التشوّهات على مستوى الوجه والأطراف وإصابة الأعضاء وتهدأ الآلام، كما يمكن لأمراض ارتفاع ضغط الدم، وفشل القلب والسكري أن تختفي تماما.