هرمون الحليب أو ( البرولاكتين) هو هرمون يفرز من غدة صغيرة في الدماغ تسمى الغدة النخامية. يوجد هرمون الحليب ( البرولاكتين) بمستويات معينة في الدم والمعدل الطبيعي لهرمون الحليب في الدم يتراوح ما بين 3 إلى 30 نانو جرام/ ميللتر ويستمر به لمدة تتراوح ما بين 50-60 دقيقة.(مع ملاحظة أن نسبة هذا الهرمون متغيرة في الدم). ولكن يزيد عادة إفراز الغدة النخامية لهذا الهرمون بشكل طبيعي في حالات الحمل والولادة . وهرمون الحليب موجود عند الرجل والمرأة ضمن نسب معينة وارتفاع نسبة هذا الهرمون يمنع الغدة النخامية من إنتاج الخصيتين للحيوانات المنوية وقد يكون السبب إصابة الغدة النخامية بورم أو تأثر الغدة النخامية بدواء معين. ومعلوم أن الأنشطة الحيوية للجسم تظل معظمها تحت سيطرة الهرمونات التي تفرز من الغدة النخامية بقاع المخ تحت تأثير المراكز الرئيسية العليا بالمخ. ومن هذه الهرمونات هرمون البرولاكتين. وقد وجد أنه يفرز من خلايا لاكتوتروبيك الموجودة بالغدة النخامية تحت تأثيرات مختلفة إما فسيولوجية طبيعية وإما مرضية أو دوائية. ويوجد أكثر من مصدر لهرمون البرولاكتين منها وأهمها الغدة النخامية وغيرها، علي سبيل المثال الغشاء المبطن للرحم، الورم الليفي بالرحم، العضلات الرحمية. ويلخص الخبراء أسباب أسباب ارتفاع هرمون الحليب في ثلاثة حالات: عند تناول بعض العقاقير مثل أدوية الغثيان وبعض أدوية الكآبة وأدوية الصرع، وحين تصاب الغدة النخامية بتورم صغير وحميد (ليس سرطان)، وفي حال حالة تكيس المبيض الذي يصاحبه إرتفاع في مستوى هرمون الحليب. وعادة ما تظهر بعض الأعراض بسبب مضاعفات إرتفاع هرمون الحليب، وهي أعراض تظهر سواء لدى الرجل أو المرأة مع اختلاف بالنسبة إلى كل منهما، فبالنسبة للرجل تتمثل المضاعفات في تدني القدرة الجنسية، ونمو الصدر وأحيانآ بدء إفراز الحليب من الثديين.أما بالنسبة للمرأة، فيسبب ارتفاع مستوى البرولاكتين ضعف الشهوة الجنسية، وجفاف القناة التناسلية، واضطراب الدورة الشهرية أو غيابها، والعقم، واستمرار تدفق الحليب من الثديين. ومن الأعراض الموضعية لهذا المرض الصداع والضغط على الأعصاب البصرية. العلاج يعالج ارتفاع هرمون الحليب ببعض العقاقير مثل (بروموكربتين) الذي يؤخذ على شكل أقراص بالفم ثلاث مرات يوميا (طبعآ بعد استشارة الطبيب). وهناك أدوية أخرى تعمل على التقليل من إفراز الهرمون كما تفيد أيضا في تقليص حجم الورم في الغدة النخامية. ويحتاج المريض لتناولها لسنوات. أما إذا لم تفد الأدوية في التقليل من حجم تورم الغدة وظهرت أعراض موضعية أو كان الحجم كبيرا فإن خيار الجراحة يكون هو الأفضل حيث يتم إزالة جزء من الغدة عبر عملية جراحية دقيقة تجرى عن طريق الأنف. يذكر أنه عند حصول حمل لدى المرأة المصابة يتم إيقاف تلك العقاقير لأن ارتفاع هرمون الحليب كما سبق ظاهرة طبيعية للحمل والرضاعة. العوامل التي تساعد على زيادة البرولاكتين من الأسباب الفسيولوجية لزيادة هرمون البرولاكتين: النوم، والاضطراب النفسي أو القلق، والاتصال الجنسي، وهرمونات الحمل (الاستروجين والبروجيسترون)، والرضاعة والنصف الثاني من الدورة الشهرية الطبيعية. ومن الأسباب المرضية: اضطرابات الغدة النخامية أو أورام الغدة النخامية أو زيادة إفرازات الغدة أو نقصانها. كما أن هناك بعض الأدوية التري ترفع من نسبته مثل أدوية الضغط وأدوية الاضطرابات النفسية مثل فينوثيازين والمورفين. البرولاكتين وخصوبة المرأة تسبب زيادة أو نقص هرمون البرولاكتين عن المعدل الطبيعي اضطرابات في الطمث وبالتالي اضطرابات التبويض حيث أنه يؤدي إلي نقص البروجيستيرون. كذلك يؤثر تأثيرا مباشرا علي إخصاب المريضة التي تعاني من مشاكل عدة مثل انقطاع الدورة الشهرية أو نقصانها أو نزيف مهبلي غير وظيفى. ويمكن أن يكون هناك إفرازات لبنية من الثدي مع هذه الاضطرابات أو لا يوجد. لقد وجدت الدراسات علاقة وثيقة بين ارتفاع هرمون البرولاكتين وإبطال التبويض. فزيادة هرمون البرولاكتين تؤدي إلي نقص الإستروجين وبالتالي ظهور أعراض الشيخوخة ووهن العظام. كما أن له دورا في عدم التبويض في حالات تكيسات المبايض ويتضح هذا من عودة التبويض بعد علاج هذه الحالات بالبروموكريبتين. وبالتالي تظهر أهمية البحث عن أسباب زيادة أو نقص هرمون البرولاكتين لنجد الحل المناسب للمشاكل التي تنشأ من جراء ذلك. إجراءات صحية عند زيادة هرمون البرولاكتين يجب عمل بعض التحاليل مثل قياسه بالدم بعد ساعتين من استيقاظ المريضة. كما يمكن للطبيب نصح المريض بإجراء أشعة علي الرأس لبيان الغدة النخامية وتحديد وجود أية أورام من عدمه. وإذا كان هناك زيادة في الهرمون من 50-60 نانو جرام/ميللتر هذا يشير إلي اضطرابات في الهرمونات والتبويض وبالتالي فشل الإخصاب الذي يكون معظم الشكوى بالنسبة للمريضة وهنا يجب قياس هرمونات الغدة الدرقية T4,T3,TSH في الدم أيضا وذلك لعلاج الحالة وإرجاع التبويض الذي يحل المشكلة. ولكي نقلل البرولاكتين في الدم يجب استخدام ما يحث علي زيادة مادة الدوبامين.