أثبتت الدراسات أن حوالي 15 إلى 25 في المائة من النساء اللواتي أصبن بانقطاع الحيض يكون السبب هو الزيادة في هرمون زيادة الحليب أو ما يدعى بالبرولاكتين. أسباب الزيادة في إفرازات الحليب عند النساء وأيضا العلاج يشرحها لنا أخصائي جراحة وأمراض النساء عبد اللطيف كسمي من خلال الحوار التالي: - ماذا نقصد بالزيادة في هرمون الحليب أو البرولاكتين؟ هو هرمون تفرزه الخلايا الحليبية في الغدة النخامية عند النساء والرجال، وتجدر الإشارة إلى أن هناك خلايا أخرى تفرز هرمونات تشرف على وظيفة الغدة الدرقية ووظيفة المبيض وكذلك الغدة الجار الكلوية. فالبرولاكتين إذن يفرز في الدم ويصل إلى باقي أعضاء الجسم ويصل تركيزه إلى 22 نانوغرام في الميللتر وهي نسبة لا تتغير مع الدورة الدموية، إلا أن هذه النسبة تكون أقل عند الرجال وقبل البلوغ. وظيفة البرولاكتين الأساسية هي نمو الثديين وإفراز الحليب. أما خارج الثديين فالبرولاكتين يؤثر على المبيضين ويمنع حدوث الإباضة، ما يسبب انقطاع الطمث وحدوث العقم. ولهذا نجد أن كثيرا من المرضعات لا يحملن ويغيب عنهن الطمث خلال هاته الفترة. أما عند الرجال فيقوم البرولاكتين بتحريض الخصيتين على إفراز التستوسترون (وتنشيط عملية إنتاج النطف). وحتى يكون عمل هذا الهرمون مفيدا يجب أن يكون معدله ضمن الحدود الطبيعية وإلا تظهر الكثير من المشاكل عند الرجال والنساء. وتتحكم في إفرازات البرولاكتين مادة الدوبامين وهي مادة طبيعية يفرزها الدماغ وتنتقل إلى الغدة النخامية وتسيطر على إفرازات البرولاكتين. - ما هي أعراض ارتفاع نسبة البرولاكتين ؟ الأعراض كثيرة ومتنوعة وتختلف درجتها حسب تركيز الهرمون. عند المرأة: - تشتكي المرأة عموما من غياب الطمث مع تواجد إفرازات حليبية للتدي. - كما يمكن أن تشتكي المرأة من اضطرابات الحيض مختلفة (غياب الطمث ثانوي أو أولي، تواجد دورة دموية مطولة أو تواجد دورة دموية منتظمة مع غياب الإباضة مما يؤدي إلى العقم). نذكر كذلك أن الإفرازات الحليبية يمكن أن تهم ثديا أو ثديين كما يمكنها أن تهم قناة واحدة أو عدة قنوات، وهاته الإفرازات قد تكون تلقائية أو بعد ضغط الثدي، وقد تصاب المرأة كذلك ببرود جنسي وبتجفف مهبلي وكذلك ألم الجماع. وفي كثير من الحالات تلاحظ المرأة زيادة في الوزن كما قد تصاب بعض السيدات بظهور أعراض زيادة هرمون الذكورة (ظهور حب الشباب أو ظهور الشعر الرجالي). عند الرجل: فقد يصاب في كثير من الحالات بالبرود الجنسي، كما قد يصاب الرجل بزيادة في حجم الثدي تهم ثديا أو ثديين وفي بعض الحالات القليلة قد يظهر حليب الثدي. كما توجد أعراض أخرى قد تظهر عند المرأة والرجل نذكر منها هشاشة العظام، وكذلك نقصان النمو حينما تكون الإصابة مبكرة وكذلك صداع الرأس أو ظهور أعراض تهم البصر. - كيف يتم التشخيص ؟ يتم عبر فحص الدم لتحديد تركيز نسبة البرولاكتين, ولضمان جودة العملية ينصح بإجراء التحليل صباحا ساعة بعد الاستيقاظ مع إمكانية تناول وجبة خفيفة وبعد 20 دقيقة من الاستراحة داخل المختبر. كما قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات (تواجد إفرازات حليبية أو انقطاع الطمث مع تركيز عادي للبرولاكتين) إلى إعادة التحليلات بعد استعمال حقنات منشطة للغدة النخامية. - ماهي أسباب إصابة المرأة أو الرجل بخلل في إفراز هرمون الحليب؟ هي كثيرة ومتنوعة، لكن الهاجس الأكبر يبقى هو البحث عن الأورام وخصوصا ورم الغدة النخامية. أما في الحالات الأخرى وهي الأكثر تواجدا يبدأ التشخيص بالبحث عن الأسباب الأخرى وفي حالة الإخفاق يتم اللجوء إلى الفحص بالرنين للبحث عن الأورام. - هل هناك من علاج لتنظيم إفراز هرمون البرولاكتين عند المرأة خاصة؟ عندما يكون السبب دوائيا ينصح بإيقافه طبعا بعد التشاور مع الطبيب المعالج لدراسة إمكانية تعويضه بدواء آخر. أما في الحالات الأخرى وفي قسم كبير من الأورام المفرزة للبرولاكتين يمكن معالجتها باستعمال الأدوية المثبطة وتسمى مؤازرات الدوبامين التي تؤدي في كثير من الحالات إلى نقصان كمية الهرمون وكذلك إلى نقصان حجم الورم. وقد يتم الالتجاء إلى العلاجات الجراحية في حالات عدم قبول المرأة للعلاج الدوائي أو ظهور أعراض جانبية للدواء وكذلك في حالات عدم نجاعة الدواء. هذا ويتم توقيف الدواء بعد 3 سنوات من الاستعمال، لأن الدراسات أثبتت أن إمكانية استمرار النتيجة الإيجابية قد يهم حوالي 20 إلى 30 في المائة من النساء. وللإشارة فالإضطرابات التي تهم إفراز هرمون الحليب يهم كثيرا من النساء ويتم التعرف عليه ببساطة، لكن تشخيص السبب يتطلب مجهودا سريريا وبيولوجيا حتى تتمكن من الحد من استعمال الفحص بالرنين المغناطيسي إلا في الحالات المناسبة. ورغم تشخيص الورم يتم العلاج في كثير من الحالات بالأدوية وهذا يشكل إضافة نوعية وتبقى الجراحة خاصة ببعض الحالات النادرة.